Sticky topic.
X
X

الزواج والحقوق الزوجية

المنتدى الاسلامي

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • ابواحمدعصام
    Thread Author
    Free Membership
    • Nov 2018 
    • 41 
    • 36 


    والحمد لله رب العالمين
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم لك الحمد ملئ السموات والأرض وما بينهما وملئ ما شئت من شئ بعد
    و لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك
    ولك الحمد زنة عرشك وعدد خلقك ومداد كلماتك
    ولك الحمد حتى ترضى وعندما ترضى وبعد أن ترضى
    والصلاة والسلام على إمام المتقين وصفوة المرسلين وخاتم النبيين وسيد الغر المحجلين سيدنا ونبيينا ورسولنا محمد عبدالله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين .
    اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
    اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا إتباعه والباطل باطلا وألهمنا إجتنابه
    اللهم وفقنا لم تحب وترضى وأعنا على إكمال عملنا هذا وتدقيقه على الوجه الذى يرضيك
    وطهره من الرياء والنفاق وإجعله خالصا لوجهك الكريم فإن أجدت فمنك وحدك لا شريك لك وإن قصرت فمن نفسى فاغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت سبحانك إنك على كل شئ

    قدير ... وبعد

    أحبائى فى الله
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    موضوعنا اليوم على جانب عظيم من الأهمية الإجتماعية إن لم يكن أهم موضوع إجتماعى فى حياتنا ومجتمعنا الإسلامى
    وهو عن :
    " الزواج والحقوق الزوجية "

    وسيستغرق أربع أربعة حلقات فى أولاها ستذكر المراجع المستخدمة فى هذا الموضوع ثم نناقش الزواج بصفة عامة وأنماطه فى شبه الجزيرة العربية فى الجاهلية قبل الإسلام وضياع الأنساب ومعهم كرامة المرأة وما جاء به الإسلام فى صيانة كيان الأسرة وثبوت الأنساب والإهتمام بالمرأة وصياتة كرامتها فى الكتاب والسنة المطهرة وأساس الإختيارلكلا الإثنين الرجل والمراة , وفى ثانيها الحقوق الزوجية للزوجة,وفى ثالثها الحقوق الزوجية للزوج ,وفى رابعها الحقوق المشتركه للزوجين والإجابة على السؤال الصعب .
    وقد يرى البعض انه موضوع بسيط لايحتاج لتدقيق فالزواج رجل وإمرأه إتفقا على أن يعيشا حياتهما معا فى إطار عقد يسمى " عقد النكاح " لتكوين أسرة ولإشباع غريزة طبيعية بالشكل الشرعى الذى يعترف به المجتمع والزوج عليه كذا والزوجه عليها كذا وإنتهى الموضوع !
    ولكن الأمر غير ذلك فأولا ماهى هذه الكذا؟ ومن أين أتت ؟ ومتى أتت ؟ وهل ظلت محتفظة بكيانها وخواصها ولم يعتريها التغيير والتبديل على مر زمن خلق الإنسان ومنذ تشريع الزواج على الأرض ؟ .
    ولابد قبل أن نتكلم عن الحقوق الزوجيه يجب أولا أن نرجع إلى العقد الذى ترتبت بوجوده هذه الحقوق وأعنى به الزواج والذى يعبر عنه فى الشرع بكلمة النكاح لابد لنا أن نأخذ فكرة سريعة أولا عن أنواع الزواج قبل الإسلام والتى كانت منتشرة فى الجزيرة العربية فى العصر الجاهلى والتى جاء الإسلام وقضى عليها , وما فعله الإسلام فى الزواج وفى إحتضانه للمراه وصيانة كرامتها وحقوقها وواجباتها وتعليمه للرجل وبيان حقوقه وواجباته والمراجع المستخدمة بهذاالصدد:
    صحيح البخارى وصحيح مسلم , ثم :
    المغنى للشيخ العلامة الإمام أبى محمد عبدالله بن أحمد بن محمد بن قدامة المتوفى سنة 620 هجرية
    الشرح الكبير للإمام شمس الدين عبدالرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسى المتوفى سنة 682هجرية . المجلد السابع طبعة دار الغد المصرية فى جمادى الأولى سنة 1414هجرية الموافق نوفمبر1993ميلادية.
    فقه السنة للشيخ السيد سابق المجلد الثانى طبعة دار الفكر اللبنانية ببيروت فى شعبان 1415هجرية الموافق يناير 1995ميلادية .
    مجموعة من خطب ورسائل فضيلة الشيخ أبى محمود أحمد رزوق عن الزواج والحقوق الزوجية تم نشرها على النت منذ سنوات .
    وبعون الله وبركاته وتوفيقه عز وجل نبدأ

    الزواج والحقوق الزوجية
    أولا : الزواج

    قال تعالى :
    " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً " الآية 1 النساء .
    " والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا , وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة , ورزقكم من الطيبات " الآية 72 النحل .
    "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" الآية21 الروم .
    "سبحان الذى خلق الأزواج كلها , مما تنبت الأرض , ومن أنفسهم ,ومما لا يعلمون" الآية36 يس .
    "ومن كل شىء خلقنا زوجين لعلكم تذَكّرون" الآية49 الذاريات .
    " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"الآية 13 الحجرات صدق الله العظيم
    من تلك الآيات الكريمة نجد أن الزوجية هى سنة الله فى خلقه وهى الأسلوب الذى إختاره المولى عز وجل لعمارة الكون ودوام الحياه وإستمرارها ولضمان ذلك قرن المولى عز وجل هذه الغريزة باللذة والشهوة والتى تحتاج لإشباع ففى عالم الحيوان لم يتم تقييد هذه الغريزة بمكان أو زمان أو إسلوب ولو أن هناك مواسم للتزاوج وأساليب للملاطفة بين بعض الحيوانات ولكن فى عالم الإنسان الذى كرمه الحق سبحانه تعالى :
    " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً" الآية70 الإسراء
    الأمر يختلف كثيرا فوضع الإسلام إسلوب جميل رائع كريم يتماشى مع فطرة الإنسان التى فطره عليها الخالق سبحانه تعالى ويحفظ له نسبه وكرامته وكيانه وجعل إتصال الرجل بالمرأة كريما مبنيا على رضاها وعلى إيجاب وقبول وعلى إشهاد وإشهار وعلى أن كلا منهما أصبح للآخر وبهذا وضع للغريزة سبيلها المأمونة وحمى النسل من الضياع وصان المرأة عن أن تكون كلا مباحا لكل مريد ووضع نواة الأسرة التى تحوطها غريزة الأمومة بحنانها وترعاها عاطفة الإبوة بإلتزامها فتنبت نباتا حسنا وتثمر ثمارهااليانعة .
    محطما ما كان من قبل من أنماط للتزاوج أو الإتصال بين الرجل والمرأة فى الجاهلية لايرضى عنها اى ذوق سليم أو طبع كريم أو فطرة إنسانية حنيفة ومنها نذكر :


    نكاح الخِدن : الخدن بكسر الحاء ويمكن أن يقال خدين أى الصاحب أو الصديق أو الخليل فى السر كقول كثير من المفسرين وهو ان تكتفى المرأة برجل واحد تزنى معه والعياذ بالله فى السر فإذا تم فى العلن أنكره العرب وإذا كان بالسر فلا بأس ونهى عن ذلك القرآن الكريم فى جزء من الآية25 من سورة النساء " ... ولا متخذات أخدان ".
    نكاح البدل : وهو أن يتبادل الرجلان إمراتيهما .
    نكاح الإستبضاع : ومعنى كلمى الإستبضاع أى طلب الجماع وفيه يقول الرجل لإمراته بعد أن تطهر من حيضها أرسلى إلى فلان فاستبضعى منه أى جامعيه لتنالى الولد النجيب فقط ويعتزلها حتى يتبين حملها فإذا تبين يصيبها إذا شاء .
    نكاح الرهط : الرهط :ما دون العشرة , يدخلون على المرأة وكلٌ يصيبها فإذا حملت ووضعت تجمعهم عندها وتسمى المولود بمن تحب من هؤلاء الرهط فيلحق به ولا يستطيع الرجل أن يمتنع عن ذلك .
    نكاح صاحبات الرايات: وهن البغايا وكن يعلقن رايات على أماكنهن ويدخل عليهن رجال كثير فإذا حملت إحداهن ووضعت يلحق بشبيهه من رجال القرية أو المكان .وهذا مما ذكرته أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها . ومن كل هذه الأنماط التى هدمها الإسلام وأبطلها تماما لمخالفتها الفطرة السليمة ولضياع الأنساب والكرامة الإنسانية للرجل والمرأة والنسل الناتج أبقى الإسلام على النمط الموجود الآن القائم على الإيجاب والقبول والإشهاد والإشهار لضمان الكرامة والحقوق للأطراف الثلاثة الزوج والزوجة والنسل وكما علمنا إمام الدعاة رحمة الله عليه فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فكما أن أدرى الناس بالصنعة صانعها ولله المثل الأعلى فإن أدرى الناس بالخلق خالقها عز وجل فهو سبحانه تعالى الذى شرع لنا الزواج وذكر لنا فى كتابه الكريم وسنة رسولنا الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأتباعه إلى يوم الدين كل الحقوق والوجبات للزوجين وللنسل ولم يترك شىء فكل شىء واضح تماما ومحدد وليس هناك أى إلتباس أو غموض فى بيان هذه الحقوق والواجبات :

    ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر و أحصن للفرج و من لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء) رواه البخاري كتاب النكاح باب من لم يستطع الباءة فليصم رقم( 5066) ومسلم كتاب النكاح باب من استطاع منكم الباءة فليتزوج رقم(1400)
    وبعد الإستطاعة الفسيولوجية والمادية والإجتماعية تأتى السنة المطهرة لتوضح لنا ماذا بعد ؟ :

    اختيار المرأة الصالحة ذات الدين التي تصلح أن تكون أم لأولادك وأمينة عليهم ، فقد جاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) متفق عليه. وفي رواية أخرى في السلسلة الصحيحة : (فخذ ذات الدين والخلق تربت يداك)
    قال عليه الصلاة والسلام
    " تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " متفق عليه .
    كما إنه واجب على الرجل أن يتحرى عن المرأة الصالحة كذلك يجب التحري عن الرجل الصالح من قبل ولي المرأة لينكحها إياه ، لقوله صلى الله عليه وسلم :
    ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) حسنه الألباني في غاية المرام
    قال صلى الله عليه وسلم :
    "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " . * صحيح الجامع
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    "إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت " صحيح الترغيب
    فإذا كان الأمر كذلك وكل شىء واضح تماما فلما كل هذه المشاكل والقضايا الشرعية التى تمتلىء بها اروقة المحاكم الشرعية فى كل بلد ؟!!
    أقول بإيجاز شديد أسباب ذلك ثم سأعود لذلك بالتفصيل بعد ذكر الحقوق الزوجية :
    طمع النفس البشرية - الفهم الخاطىء لتعاليم الدين – الفهم الخاطىء لمعنى القوامة عند الرجال – الفهم الخاطىء لمعنى المشاركة المعيشية للرجال والنساء – تغير المعطيات العصرية وتبديل الأدوار بين الرجال والنساء داخل الأسرة – ضعف الإيمان .
    وقبل ان ندخل فى بيان الحقوق والواجبات لابد من الإجابة على سؤالين هامين جدا إذا ما وعينا وإستوعبنا وتأملنا هذين السؤالين وبنفس القدر وفهمنا الإجابتين على السؤالين تماما سيسهل علينا جدا فهم الموضوع ولماذادائما يتم الخلط بين الحقوق والواجبات لكلا الزوجين مما يتسبب فى مشاكل كثيرة :
    السؤال الأول وإجابته :
    ماهو الأساس الشرعى الذى بينه الإسلام لنا والذى على أساسه يختار رجلا ما إمرأة ليتزوجها ؟
    الإجابة : كما بينا فى السابق :
    عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ( تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) متفق عليه. وفي رواية أخرى في السلسلة الصحيحة : (فخذ ذات الدين والخلق تربت يداك)
    عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي "
    جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال وإنها لا تلد أفأتزوجها قال"لا" ثم أتاه الثانية فنهاه ثم أتاه الثالثة فقال (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم ) أنظر صحيح أبي داود والأحاديث النبوية الشريفة فى الإختيار كثيرة وتحمل نفس المعنى فنكتفى بهذه الأحاديث الشريفة الثلاثة .
    ومن الأحاديث النبوية الشريفة الثلاثة نرى أن المرأة الصالحة الودود الولود هى الأساس الشرعى الذى يختار على أساسه الرجل المرأة التى يريد أن يتزوجها فلو تأملنا بعض الشىء :
    حديث أبى هريرة رضى الله عنه نرى ان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأتباعه إلى يوم الدين والذى لاينطق عن الهوى ذكر الأسباب العامة لإختيار أى زوجة وهى: المال والحسب والجمال والدين وأمر صلى الله عليه وسلم بترجيح الدين فلماذا ؟! دعونا نطبق هذا الحديث الشريف على أحوالنا الآن ونتأمل معا- جدلا فقط - لو لم ننفذ أمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأتباعه إلى يوم الدين ونختار أحد الثلاثة الآخرين ولا نختار الدين فماذا سيحدث فى زماننا هذا :
    لو تم إختيارنا على أساس المال أى أن المرأة ذات مال وفير وليست ذات دين فمعنى ذلك أن المرأة ستنفق على الرجل وبالتالى ستنتقل القوامة إليها وينقلب ميزانها الشرعى الذى وضعه الله عز وجل وتقوم المرأة بمعايرته بفقره مثلا فماذا سيفعل الرجل إما يستكين ويستسلم تحت إغراء المال فيسقط من نظر زوجته وتبدأ المشاكل أو يثور ولايتقبل الوضع أو يموه ويخدع المرأه وفى كلتا الأحوال لن تستقيم الحياه فى مثل هذا الوضع .
    ونفس الوضع سيكون أسوأ لو تم إختيارنا على أساس الحسب دون الدين فستشعر المرأه بقوتها وقوة عائلتها أمام ضعف زوجها وضعف عائلته فتسيطر سيطرة كاملة على مقدرات وإتجاهات أسرتها ولا تعمل لزوجها أى حساب فهو منعدم التأثير وطبعا هذا يتنافى مع القوامة ولن يستقيم حال الأسرة كذلك .
    وأخطر من ذلك كله لو إخترنا الجمال فقط دون الدين ونحن أدرى جميعا مما نراه أمامنا فى الصحف ووسائل الإعلام الأخرى بما يفعله الجمال المجرد من الدين بالنساء .ومن هنا نرى أنه لاسبيل أمامنا لصالحنا ولصالح أسرنا وصالح مجتمعنا ولصالح أخرتنا إلا أن ننفذ كلام الحبيب صلى الله عليه وسلم فأنه سبحان الله لاينطق عن الهوى ولامانع إطلاقا طبعا بإقتران الدين بالجمال أو الدين بالمال أو الدين بالحسب المهم الدين هو الأساس .
    حديث أنس بن مالك رضى الله عنه يبين أن المرأة الصالحة هى كنز الرجل وهى رزق من المولى عز وجل فهى ترعى حرمته وتحفظه فى ماله وعرضه وفى غيابه .
    أما حديث المرأة الودود الولود فهو يبين اهم الأسس الشرعية التى يقوم عليها الزواج والتى عند عدم توفرها يباح بسببها تعدد الزوجات عند الإستطاعة والعدل بينهن .ومن كل ما سبق نخرج أن إجابة السؤال الأول فى كلمتين : المرأه المتدينة وإذا إقترن بذلك شىء أخر فيعتبر من فضل الله على العبد الذى يختار .

    ونأتى للسؤال الثانى وإجابته :
    ماهو الأساس الشرعى الذى بينه الإسلام لنا والذى على أساسه يختار الولى رجلا ما ليتزوج المراة التى هو وليا عنها ؟
    الجواب :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" حسنه الألباني في غاية المرام
    بأبى أنت وأمى يا حبيبى يا رسول الله صلى الله عليك وعلى آلك وأصحابك وأزواجك وذريتك وأتباعك إلى يوم الدين .
    أرأيتم أحبائى فى الله نفس الأساس الشرعى الرجل الصالح صاحب الدين والخُلُق الحسن لنتأمل أحبائى فى الله فكما قلت سابقا كل شىء واضح ولا يوجد أى غموض
    فببساطة شديدة أساس الإختيار الشرعى للزوجين هو "التدين وحسن الخلق" سواء للرجل أو للمرأة فما معنى هذا ؟أن الدين هو أساس ذلك وقال سبحانه تعالى

    " إن الدين عند الله الإسلام .."أول الآية الكريمة 19 سورة آل عمران والإسلام من عند الله سبحانه تعالى فالخالق عز وجل هو سبحانه الذى وضع هذه الحقوق الزوجية لتستقيم الحياه لمخلوقه الإنسان ليتفرغ للمهمة التى خلق من أجلها : قال تعالى : "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"الآية 56 سورة الذريات .
    هذه كانت نظرة سريعةعن الزواج وأرجو من أحبائى وإخوانى وأخواتى فى الله ان يقرأوا بعناية وتأمل ماتقدم حتى نلتقى قريبا بإذن الله فى الحقوق الزوجية للزوجين بالتفصيل وسنحاول أن نجيب عن السؤال الصعب إذا كان الخالق عز وجل هو سبحانه الذى وضع هذه الحقوق وبالتالى هو سبحانه الذى سيحاسب من يخالفها فلماذا كل هذه الخلافات الزوجية ؟ وسنكمل فى الحلقة الثانية بعون الله وتوفيقه.
    أترككم فى رعاية الله والسلام عليكم ورحمة اللة وبركاته .
    يتبع
  • ابواحمدعصام
    Thread Author
    Free Membership
    • Nov 2018 
    • 41 
    • 36 

    #2
    بعون الله وبتوفيق منه سبحانه تعالى نكمل الحلقة الثانية مما بدأناه :
    ثانيا :الحقوق الزوجية
    الحقوق الزوجية بين الزوجين كما قلنا سابقا ترتبت بموجب عقد الزواج الذى تم بين الرجل والمراة وأصبحا زوجا وزوجة بموجب هذا العقد كل منهما له حقوق وعليه واجبات فلا يوجد طرف له حق وليس عليه واجب والوضع متبادل بمعنى :
    1 - حقوق الزوجة هى نفسها واجبات الزوج .
    2 - حقوق الزوج هى نفسها واجبات الزوجة .
    3 - وهناك حقوق وواجبات مشتركة بين الزوجين .

    وكما ذكرنا من قبل فأن هذه الحقوق لم يضعها فولتير ولا مونتيسكيو ولا جان جاك روسو ولا فرانسيس بيكون ولا جان بول سارتر ولا صاحبته فرانسوا ساجان أباطرة الفلسفة والفكر الفرنسى .

    ولا برنارد شو ولا سير برتراند رسل ولا سومرست موم أباطرة الفلسفة والفكر الإنجليزى
    ولا عباس محمود العقاد ولا طه حسين ولا توفيق الحكيم ولا يوسف السباعى ولا نجيب محفوظ ولا إحسان عبد القدوس أباطرة الثقافة والفكر العربى .
    ولكن الذى وضعها هو الخالق عز وجل وبلغها لنا خير البشر جميعا والذى
    "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5)" الآيات الكريمة 5.4.3 من سورة النجم
    وكما نرى أن حتى سيد البشر أجمعين وخيرهم وأعظمهم خلقا صلى الله عليه وسلم لم يضع هذه الحقوق من تلقاء نفسه ولكن
    " علمه شديد القوى " فمعنى هذا إن واضع الحقوق هو الخالق عز وجل وبعبارة بسيطة جدا لاتحتاج لتفكير فمن يخالف هذه الحقوق فإنما يخالف الله سبحانه تعالى سواء كان زوجا أو زوجة ويجب على الأزواج أن يعلموا ويتيقنوا تماما من هذه الحقيقة :
    "إن الذى سيقتص من الزوجة التى لاتطيع زوجها وتعصيه فى أى حق من حقوقه التى فرضها الله سبحانه تعالى عليها هو نفسه عز وجل الذى سيقتص من الزوج الذى يضيع أى حق من حقوق زوجته فرضه الله عليه " هذه حقيقة راسخة فالحياة الدنيا ليست مرتع نفعل فيه مانشاء وقتما نشاء حيثما نشاء دون رقيب أوحسيب نظلم هذا ونأكل حق هذا دون حساب , يا إخوانى الأمر شديد شديد إن الله سبحانه تعالى سيقتص للعنزة غير القرناء من العنزة القرناء يوم الحساب فما بال الإنسان أتعلمون إخوانى فى الله إن أقسى وأشد دعاء على الظالم ممن ظلمه أن يقول المظلوم لظالمه فى وجهه :" فوضت فيك أمرى لله وحسبى الله ونعم الوكيل " هذا الدعاء شديد جدا ولو يعلم الظالم مافى هذاالدعاء لتوقف عن ظلمه وذهب يسترضى من ظلمه بكل كنوز الأرض لو إستطاع.
    وتنقسم الحقوق الزوجية إلى ثلاث أقسام :
    1 - حقوق الزوجة
    2 - حقوق الزوج
    3 - حقوق مشتركة بين الزوجين
    1 – حقوق الزوجة
    وتنقسم لقسمين :
    حقوق مالية وحقوق غير مالية وتشمل الحقوق المالية ما يلى :

    المهر
    كان ولى المرأة فى الجاهلية يتصرف فى خالص مالها ولا يدع أى فرصة لها للتملك وجاء الإسلام وشرع المهر للمرأة وجعله حقا خالصا لها وليس لأحدمن أقاربها ولا حتى أبيها إلا إذا أعطت هى برضاها " وآتو النساء َصدُقاتِهن نِحلَة, فإن طبن لكم عن شىء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا " الآية 4 من سورة النساء ولكن لو أعطت الزوجة شيئا من مالها حياءً أو خوفًا ً أو خديعة فلا يحل أخذه فهو حرام " وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (21)" سورة النساء الآيتين 20,21ولم تحدد الشريعة قيمة المهر فهو يختلف من حيث القلة أو الكثرة فالناس تختلف فى السعة والضيق والغنى والفقر وعادات كل عشيرة أو بلد .
    الجهاز
    هو الأثاث الذى تعده الزوجة هى وأهلها ليكون معها فى البيت إذا دخل الزوج بها وهذا مجرد عرف تعارف عليه الناس لإدخال السرورعلى الزوجة بمناسبة زفافها وقد روى النسائى عن على رضى الله عنه قال " جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فى خَميل وقِرْبَة ووسادة حَشْوها إذخَر"
    الخميل: ثوب من القطيفة والإذخر نبات طيب الرائحة تحشى به الوسائد وكما ذكر الشيخ سيد سابق من السطر رقم 14 إلى السطر رقم21 من الصفحة رقم114 فى المجلد رقم 2 من كتاب فقه السنة طبعة دار الفكر البيروتيه عام 1415هـ / 1995 م ما نصه :
    "وهذا مجرد عرف جرى عليه الناس . وأما المسئول عن إعداد البيت إعدادا شرعيا وتجهيز كل ما يحتاج له من الأثاث والفرش والأدوات فهو الزوج , والزوجة لاتسأل عن شىء من ذلك , مهما كان مهرها , حتى لو كانت زيادة المهر من أجل الأثاث , لأن المهر تستحقه الزوجة فى مقابل الإستمتاع بها , لا من أجل إعداد الجهاز لبيت الزوجية فالمهر حق خالص لها , ليس لأبيها , ولا لزوجها , ولا لأحد حق فيه "
    والمذهب المالكى يخالف ذلك فأنه يرى إن الزوجة تستخدم المهر فى التجهز لزوجها وسواء كان الجهاز بمال الزوجة أو أبيها فهو حق خالص لها ومن حقها أن تبيح أو تمنع الإنتفاع به حتى للزوج ولاتجبر على ذلك .
    النفقة
    وهى توفير ما تحتاج إليه الزوجة من طعام ومسكن وخِدمة ودواء وإن كانت غنية وهى واجبة بالكتاب والسنة والإجماع :
    • "وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا... " من الآية 233سورةالبقرة . والمقصود بالمولود له : الأب والرزق فى هذه الآية : الطعام الكافى والكسوة اللباس والمعروف : بالإعتدال دون تفريط أوإفراط .
    • " أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ" من الآية 6 سورة الطلاق .
    • " لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا " الآية 7 سورة الطلاق ومن السنة النبوية الشريفة :
    • روى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فى حجة الوداع " فاتقوا الله فى النساء , فإنكم أخذتموهن بكلمة الله , واستحللتم فروجهن بكلمة الله , ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ,فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح , ولهن عليكم رزقهن , وكسوتهن بالمعروف "
    • روى البخارى ومسلم عن عائشة رضى الله عنها : أن هند بنت عتبة قالت: يا رسول الله , إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطينى وولدى إلا ما أخذت منه - وهو لايعلم - قال " خذى ما يكفيك وولدك بالمعروف "
    • عن معاويةالقُشَيْرى- رضى الله عنه - قال : قلت : يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ ... قال" تطعمهاإذا طعمت وتكسوها إذا إكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تُقبح ولا تهجر إلا فى البيت "فالنفقة فى الشريعة على الرجل وبها وبالتفضيل من المولى عز وجل أخذ القوامة على المرأة "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ" من الآية 34 سورة النساء
      معنى ذلك أن القوامة للرجل على المرأة تتحقق بأن المولى عز وجل خلق الرجل أقوى جسديا من المرأة وأثبت نوعا ما فى إنفعالاته عن المرأة كل هذا ليهيئه سبحانه تعالى للتعب وبذل الجهد بالعمل للكسب وجلب المال للإنفاق على زوجته وأولاده وهذا ما جعل له القوامة فى مقابل ذلك تكون الزوجة مسئولة عن السكن وراحة الرجل وسكنه إليها لينسى برقتها ولطفها متاعب عمله وما يعانيه من مشاق فى عمله ومن هنا أصبح البيت مسئولية المرأة والعمل والكد والتعب مسئولية الرجل ولهذا كان من حق أى رجل فى هذه الحالة طالما قائم بدوره ووجباته التى رسمها له الشرع كاملة أن يحصل على السكن والهدوء والراحة والحب والود الذى تتفانى الزوجة لتقديمهم لزوجها وبهذا تستقيم الحياة للإثنين وتعيش الأسرة فى السعادة نتيجة الإلتزام بالأدوار التى حددها الشرع بكل وضوح وتنفيذها بواسطة الزوج والزوجة ويكون من الطبيعى عند تبادل الأدوار فيأخذ الزوج دور لم يُخلق له وهو غير مهيأ له وتأخذ الزوجة دور لم تُخلق له وهى غير مهيأه له فيختل تطبيق الحدود التى رسمها الشرع وتختلط الحقوق مع الواجبات ويختل الميزان وتنشأ المشاكل وسنتكلم عن ذلك بالتفصيل عند إجابة السؤال الصعب فى آخر الموضوع .
    كانت هذه الحقوق المالية للزوجة أما الحقوق غير المالية فهى : حسن المعاشرة , وصيانة الزوجة .
    حسن المعاشرة
    أول ما يجب على الزوج لزوجته إكرامها وحسن معاشرتها ومعاملتها بالمعروف وتقديم ما يمكن تقديمه لها , مما يؤلف قلبها فضلا عن تحمل ما يصدر منها أو الصبر عليه .
    " وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا" من الآية 19 سورة النساء
    ومن مظاهر حسن الخلق وإكتماله وزيادة الإيمان أن يكون المرء رفيقا رقيقا مع أهله يقول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه
    " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خُلقا , وخياركم خياركم لنسائهم " وإكرام المرأة دليل الشخصية المتكاملة والرجولة الحقة وإهانتها علامه على الخسة واللؤم يقول صفوة الخلق صلى الله عليه وسلم " ما أكرمهن إلا كريم , وما أهانهن إلا لئيم " ومن إكرامها التلطف معها ومداعبتها وقد كان صلى الله عليه وسلم يتلطف مع السيدة عائشة – رضى الله عنها وأرضاها –فيسابقها وتسابقه كما كان صلوات الله وسلامه عليه يأكل من موضع اكلها ويشرب من السقاة من موضع فيها أى من موضع فمها الشريف وهو القائل صلى الله عليه وسلم " إستوصوا بالنساء خيرا, فإن المرأة خُلِقت من ضلع أعوج وإن أعوج ما فى الضلع أعلاه , فإن ذهبت تقيمه كسرته , وإن تركته لم يزل أعوج " رواه البخارى ومسلم
    وفى هذا إشارة إلى أن فى خُلق المرأة عوجا طبيعيا أوجده الله فيها بمعنى أن خلق المرأة يزيد فيه الحنان والعاطفة أضعاف ما يوجد عند الرجل وهذا ليلائم وظيفتها الأساسية والتى خلقها الله سبحانه تعالى من أجلها وفطرتها فى تربية الأطفال والعنايه بهم فى صغرهم مما لايستطيع فعله الرجال ولهذا نرى دائما أن المرأة أسرع فى التأثر والإنفعال بأى موضوع بكثير عن الرجل الذى إذا أدرك هذه الحقيقة وإحترمها وتقبلها وتعامل معها بما أمره المولى عز وجل سيسعد المرأة التى معه وبالتالى سيسعد نفسه وأولاده .
    صيانة الزوجة وحمايتها
    وهى النقطة الثانية من الحقوق غير المالية للزوجة وهى نقطة واضحة لاتحتاج لشرح كبير فالزوج يجب عليه أن يصون زوجته ويحفظها من كل ما يخدش شرفها أو عرضها ويحميها من أى شىء فيه إمتهان لكرامتها أو يعرض سمعتها لمقالة السوء ويجب عليه أن يغار على إمرأته فى الحدود التى أمرنا بها الله كما يجب عليه الإعتدال فى هذه الغيرة فلا يبالغ فى إساءة الظن بها ولا يسرف فى تقصى كل حركاتها وسكناتها بشىء مبالغ فيه ولا يركز ويحصى على كل عيوبها فلا يوجد إنسان خالى من العيوب فإن ذلك يفسد العلاقة الزوجية والود والمحبة بين الزوجين وينشىء جو من عدم الثقة يسود العلا قة بين الزوجين .
    ------------
    أحبائى فى الله نكتفى اليوم بهذا القدر ونكمل فى القريب العاجل
    بعون الله مع الحلقة الثالثة ونناقش فيها حقوق الزوج ثم الحقوق المشتركة للزوجين فى نقاط موجزة إلى أن يأتى دورها تفصيلا فى الحلقة الرابعة والأخيرة بإذن الله سبحانه تعالى .
    أترككم فى رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    يتبع


    Comment
    • ابوعبدوالحلبي
      Free Membership
      • Feb 2019 
      • 220 
      • 110 
      • 195 

      #3
      جزاك الله كل خير
      Comment
      • ابواحمدعصام
        Thread Author
        Free Membership
        • Nov 2018 
        • 41 
        • 36 

        #4
        Originally posted by ابوعبدوالحلبي View Post
        جزاك الله كل خير
        وجزاك أطيب منه أخى الكريم
        Comment
        • ابواحمدعصام
          Thread Author
          Free Membership
          • Nov 2018 
          • 41 
          • 36 

          #5
          ونكمل بعون الله وتوفيقه الحلقة الثالثة ونبدأ ب :
          2 - حقوق الزوج
          1. الطاعة فى غير معصية .
          2. أن تحفظه فى نفسها وفى ماله .
          3. أن تمتنع عن أى أفعال أو أى شىء يضيق به الزوج فلا تعبس فى وجهه وألا تريه منها ما يكره .
          4. وألا تمتنع عنه إذا أرادها وهذا من أعظم الحقوق وأعظم الذنوب إذا إمتنعت .
          5. عدم إدخال من وما لايريد إلى بيت الزوجية.
          6. خدمة الزوج .
          7. إمساك الزوجة بمنزل الزوجية والإنتقال بها حيث يشاء دون أن يكون الهدف التضييق أو الإضرار بالزوجة .فطاعة الزوجة لزوجها وإحترامها لأراؤه وعدم تسفيهها أوإنتقادها وخصوصا فى وجود الآخرين وطبعا تكون الطاعة فيما أحل الله فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق كل هذه الأمور من الحقوق الأصيلة للزوج وعليها أن تحافظ على نفسها فى غيابه وتحافظ على ماله وممتلكاته وكل ما يخصه عند عدم تواجده .
            • روى الحاكم عن عائشة رضى الله عنها وأرضاها قالت : " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أى الناس أعظم حقاً على المرأة .؟ ... قال : زوجها... قالت : فأى الناس أعظم حقاً على الرجل.؟ ... قال : أمه "
            • ويؤكد صلى الله عليه وسلم هذا الحق فيقول : " لو أمرت أحداً أن يسجد لإحد , لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها , من عظم حقه عليها " رواه أبو داود , والترمذى , وابن ماجه , وابن حيان .
            • وقد وصف الله سبحانه تعالى الزوجات الصالحات فقال عز وجل : "... فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ..." من الآية 34 سورة النساء والقانتات هن الطائعات , الحافظات للغيب : اللائى يحفظن غيبة أزواجهن فلا يخنَّه فى
              نفس أو مال . وهذا أسمى ماتكون عليه المرأه وبه تدوم الحياه الزوجيه وتسعد .
          • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" خَيْرُ النساء من إذا نظرت إليها سرتك , وإذا أمرتها أطاعتك , وإذا غبت عنها حفظتك فى نفسها ومالك " ومحافظة الزوجة على هذا الخُلُق يعتبر جهادا فى سبيل الله .
          • روى ابن عباس – رضى الله عنهما وأرضاهما - " أن امرأة جاءت إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله أنا وافِدَةُ النساء إليك هذا الجهاد كتبه الله على الرجال , فإن يُصيبوا أُجِروا وإن قُتلوا كانوا أحياءً عند ربهم يرزقون , ونحن معشر النساء نقوم عليهم, فما لنا من ذلك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أَبلِغى من لَقيتِ من النساء أن طاعة الزوج وإعترافا بحقه يعدل ذلك , وقليلٌ منكن من يفعله ... " ومن عظم هذا الحق أن قرن الإسلام طاعة الزوج بإقامة الفرائض الدينية وطاعة الله :
          • فعن عبد الرحمن بن عوف – رضى الله عنه وأرضاه - , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا صلت المرأة خَمْسَها , وصامت شهرها , وحَفِظَتْ فَرْجَها , وأطاعت زوجها قيل لها ادخلى الجنة من أى أبواب الجنة شِئتِ " رواه أحمد والطبرانى .
          • وعن أم سَلَمَة - رضى الله عنها وأرضاها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيُّماامرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ , دخلت الجنة " . وأكثر ما يدخل المرأة النار , عصيانها لزوجها وكفرانها إحسانه إليها :
          • عن ابن عباس – رضى الله عنهما وأرضاهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اطلعت فى النار فإذا أكثر أهلها النساء يَكفرن العشير , لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئأً قالت : ما رأيت منك خيرا قط " رواه البخارى .
          • عن أبى هريره – رضى الله عنه وأرضاه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"إذا دعا الرجل إمرأته إلى فراشه فأبت أن تجىْ , فبات غضبان , لعنتها الملائكة حتى تصبح " رواه أحمد والبخارى ومسلم . وحق الطاعة هذا مقيد بالمعروف فكما قلنا لاطاعة لمخلوق فى معصية الخالق , فلو أمرها بمعصية وجب عليها أن تخالفه . ومن طاعتها لزوجها ألا تصوم نافلة إلا بإذنه , وألا تحج تطوعا إلا بإذنه وألا تخرج من بيته إلا بإذنه :
          • روى أبو داود الطيالسى عن عبدالله بن عمر – رضى الله عنهم أجمعين - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" حقُّ الزوج على زوجته ألا تمنعه نفسها , ولو كان على ظهر قَتَب وأن لا تصوم يوما واحدا إلا بإذنه , إلا لفريضة , فإن فَعَلَتْ أَثِمَتْ , ولم يُتَقَبَّل منها , وألا تعطى من بيتها شيئا إلا بإذنه فإن فعلت كان له الأجر , وعليها الوزر ... وألا تخرج من بيته إلا بإذنه , فإن فعلت لعنها الله , وملائكة الغضب حتى تتوب أو ترجع , وإن كان ظالماً " . والقتب رحل صغير يوضع على ظهر الجمل .
          • ومن حق الزوج على زوجته أن لا تُدخل بيته أحدا يكرهه إلا بإذنه . فعن عمرو بن الأَحْوَص الجُشَمِى – رضى الله عنه وأرضاه- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع يقول , بعد أن حمد الله وأثنى عليه وذكَّر ووعظ. ثم قال :" ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك , إلا أن يأتين بفاحشة مبينة , فإن فعلن فاهجروهن فى المضاجع , واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا... ألا إن لكم على نسائكم حقا , ولنسائكم عليكم حقا , فحقكم عليهن الا يوطئن فُرُشَكُم من تكرهونه ولا يأذن فى بيوتكم من تكرهونه... ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن فى كسوتهن وطعامهن " رواه ابن ماجة والترمذى وقال حديث حسن صحيح . ومعنى كلمة عوان بفتح العين وتخفيف الواو : أسيرات .
          • ومن حق الزوج أن تقوم الزوجة على خدمته فأساس العلاقة بينهما هى المساواة فى الحقوق والواجبات لقوله سبحانه نعالى " وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" من الآية 228 سورة البقرة فالآية الكريمة تعطى المرأة من الحقوق مثل ما للرجل عليها , فكلما طولبت المرأة بشىء طولب الرجل بمثله , والأساس الذى وضعه الإسلام للتعامل بين الزوجين وتنظيم الحياة بينهما هو أساس فطرى طبيعى فكما قلنا الرجل أقدر على العمل والكدح والكسب خارج البيت , والمرأة أقدر على تدبير المنزل , وتربية الأولاد , وتيسير أسباب الراحة البيتية , والطمأنينة المنزلية, فيكلف الرجل بما هو مناسب ومُهيأ له وتكلف المرأة بما هو مناسب لها ويتماشى مع طبيعنها وما هُيِّأت له من قبل الخالق عز وجل , وبهذا ينتظم البيت من الخارج بعمل الرجل ومن الداخل بعمل المرأة دون أن يجد أىٍ منهما سببا من أسباب إنقسام البيت على نفسه , وقد حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين على بن أبى طالب – رضى الله عنه وكرم الله وجهه – وبين زوجته الزهراء فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل على فاطمة خدمة البيت وجعل على على العمل والكسب :
          • روى البخارى ومسلم – رضى الله عنهما وأرضاهما - أن فاطمة رضى الله عنها وأرضاها أتت النبى صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى فى يديها من الرحى وتسأله خادمة فقال صلى الله عليه وسلم :" ألا أدلكما على ما هو خير لكما مما سألتما : إذ أخذتما مضاجعكما فسبحا الله ثلاثا وثلاثين , واحمدا ثلاثا وثلاثين , وكبرا أربعا وثلاثين , فهو خير لكما من خادم " .
          • وعن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنهما وأرضاهما أنها قالت : " كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله وكان له فرس فكنت أسوسه وكنت أحش له , وأقوم عليه" وكانت تعلفه وتسقى الماء وتخرز الدلو , وتعجن , وتنقل النوى على رأسها من أرض له على بعدثلثى فرسخ . ومن هذين الحديثين نرى بأن على المرأة أن تقوم بخدمة بيتها كما أن على الرجل أن يقوم بالإنفاق عليها .
          • ومن حق الزوج أن يمسك زوجته فى منزل الزوجية وألا تخرج إلا بإذنه إلا لوكانت الزوجة تعمل قبل الزواج وإتفق الطرفان على ذلك لمساعدته فى تكاليف الإنفاق مثلا وفى هذا تفصيل سيأتى فى حينه . وأن يكون المسكن ملائما لها ولائق بها ومحققا لإستقرار الحياة الزوجية ومأمونا ولا يتواجد به آخرون تتضرر من وجودهم الزوجة ويسمى عندما يستوفى المسكن كل ذلك بالمسكن الشرعى كما أنه من حق الزوج أن ينتقل بزوجته إلى المكان الذى يريده كأن يكون عمله به مثلا وألا يكون الإنتقال بقصد الإضرار بالزوجة أو أن المكان المنتقل إليه لا تأمن فيه الزوجة على نفسها .وبعد أن فرغنا من بيان حقوق الزوجة وحقوق الزوج نأتى بعد ذلك للحقوق المشتركة للزوجين
            الحقوق المشتركة للزوجين
          1. إستمتاع الزوجين ببعضهما فالزوج الحق كاملا بالإستمتاع بزوجته وللزوجة نفس الحق بالإستمتاع بزوجها . وهذه بديهية تقوم على العشرة الزوجية الطيبه بينهما .
          2. حرمة المصاهرة بمعنى تحريم كلا منهما على أصول وفروع الآخر فالزوجة تحرم والد الزوج وأجداده وأبنائه وفروع أبنائه كما يحرم الزوج على أم الزوجة وبناتها وفروع أبنائها وبناتها .
          3. ثبوت التوارث بينهما وهذا بمجرد إتمام العقد ولا يشترط الدخول .
          4. ثبوت نسب الذرية من الزوج صاحب الفراش .
          5. التعامل مع أهل الآخر .
          6. المعاشرة بالمعروف .
          7. عمل الزوجة .هذه مجمل الحقوق المشتركة للزوجين مع الأخذ فى الإعتبار أن البند السابع وهو "عمل الزوجة "ليس من ضمن الحقوق المشتركة ولكنه بند هام جدا فرضته ما أطلقنا عليه فى أول الموضوع " تغير المعطيات العصرية " ولابد من مناقشته بالتفصيل لأنه المسئول عن الكثير بل كثير الكثير من المشاكل الزوجية .
            ونكتفى بهذا القدر الآن ونلتقى فى المشاركة القادمة مع الحديث عن الحقوق المشتركة للزوجين بالتفصيل ثم الإجابه عن السؤال الصعب ثم حديث مع الأزواج وحديث مع الزوجات فى نهايةالموضوع إن شاء الله سبحانه تعالى .
            أترككم فى رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
          يتبع
          Comment
          • ابواحمدعصام
            Thread Author
            Free Membership
            • Nov 2018 
            • 41 
            • 36 

            #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبائى وإخوانى وأخواتى فى الله نلتقى مع الجزء الرابع والأخير والمهم من الزواج والحقوق الزوجية وهو يعتبر محصلة الأجزاء الثلاثة السابقة فأسأل الله سبحانه تعالى العون والتوفيق على إتمامه كما يحب هو عز وجل ويرضى فإنه سبحانه تعالى من وراء القصد وب : بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ :
            الحقوق المشتركة للزوجين
            وهى حقوق متبادلة ومتماثلة للزوجين يشتركان فى تنفيذهابنفس القدر وإذا تأملنا بنودها سنجد أن البنود من الأول حتى الرابع كلها واضحة تماما ومحددة وليس فيها أى خلاف فإستمتاع الزوجين ببعضهما بنفس القدر ليس محل خلاف أو غموض كذلك حرمة المصاهرة وثبوت التوارث وثبوت النسب وضحها الكتاب والسنة بما لايدع المجال لأى تفسير أو تفصيل ونذكر فقط بأن ثبوت التوارث لايشترط فيه الدخول ولكن التوارث يثبت بمجرد إبرام عقد النكاح بمعنى أنه بمجرد أن يعقد عقد النكاح بين الرجل والمرأة فإنهما يتوارثا بعضهما إذا توفى أىٍ منهما قبل الدخول . و نبدأ فى شرح البند الخامس الهام جدا وبيان مدى علاقته ببر الوالدين :
            التعامل مع أهل الآخرومدى علاقته ببرالوالدين
            وهو يعنى تعامل الزوج مع أهل زوجته وخاصة والد ووالدة الزوجة وكذلك تعامل الزوجة مع أهل الزوج وخاصة والد ووالدة الزوج . والموضوع فيه لبس بسيط منشأه الإختلاف فى "أعظم الأشخاص حقا" لدى الزوج والزوجة وهو حديث السيدة عائشة – رضى الله عنها وأرضاها – عن الأعظم حقا لدى الرجل والمرأة وهو موجود بأول الجزء الثالث من المشاركة وسنذكره ثانية لأهميته :
            روى الحاكم عن عائشة رضى الله عنها وأرضاها قالت :
            " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أى الناس أعظم حقاً على المرأة .؟ ... قال : زوجها... قالت : فأى الناس أعظم حقاً على الرجل.؟ ... قال : أمه " فمعنى هذا إن أول شخص سيُسأل عنه الرجل يوم القيامه ليس زوجته ولا والده ولكن أمه فلذا أول شخص يجب أن يبره هو وبنفسه أمه ويختلف الأمرعند الزوجة فأول شخص ستُسأل عنه ليس والدها أو والدتها أو والدة الزوج أو أخواته وإنما هو الزوج وهو مسئوليتها الأساسية فيجب على كلا
            الزوجين معاملة أهل كليهما بالود والإحترام المتعارف عليه ولا يجب أن نغالى فى ذلك إجبارا وقصرا وهذا السبب فى الكثير من المشاكل التى تحدث الأن ولنفصل ذلك :
            بر الوالدين هذا شىء لانقاش فيه فهو آتى من فوق سبع سموات وهناك آيات كثيرة فى سور كثيرة فى القرآن الكريم وأحاديث نبوية شريفة توجبه ولكن السؤال هنا : من يبر من ؟! إجابته الشرعية ستحل كل المشاكل الناتجة عن عدم فهمه وتفسيره الشرعى .
            من يبر من ؟ّ! الإجابة الولد – الذكر أو الأنثى - يبر والديه هو وليس زوجته أو زوجها يطلب منهما بالجبر هذا البر إن فعلا هذا من تلقاء نفسهما فهو من كرم أخلاقهما ورغبة منهما للتقرب للآخر , سواء كان زوج أو زوجة ولكن لا يجبرا على ذلك .
            وبشكل أوضح :
            أنا كرجل مطلوب منى أن أبر أمى مثلا لأنها أول شخص ساؤسأل عنه يوم القيامه اقوم ببرها وأتفانى فى ذلك ولكنى لا أجبر زوجتى على ذلك لأن المطلوب منها برى أنا وليس والدتى وطبعا إن فعلت هى ذلك من تلقاء نفسها فهذا من كرم أخلاقها وستزيد محبتها ومكانتهاعندى ولكن إن لم تفعل ذلك فلا أجبرها ولا أحاسبها عن ذلك طالما زوجتى تعامل أهلى بما يرضى الله وكما هو متعارف عليه لاأكثر ولا أقل وهذا خطأ يقع فيه الكثير من الرجال بسبب فهمهم الخاطىء لمعنى برالوالدين ودور زوجاتهم فيه .
            المعاشرة بالمعروف
            فلننظر إلى معاملة خير البشر وأعظمهم خُلقا صلى الله عليه وسلم لزوجاته أمهات المؤمنين ولقد تقدم كيف كان يعامل صلى الله عليه وسلم أمنا عائشة وكيف كان يسابقها وكيف كان يأكل ويشرب من موضع فمها وفى هذا إعلاءً لمكانتها وإرضاءً لنفسها فالواجب أن نتمثل بهديه صلى الله عليه وسلم ونحسن معاملة زوجاتنا ونتلطف بهن ودائما نتودد لهن ونلاطفهن ونسترهن فى علاقتنا معهن وأن نفهم الفهم الصحيح للمعنى الذى أوضحناه من قبل وهو تفسير خلق المرأة من ضلع أعوج والذى أخذه البعض من الرجال وكأنه نقيصة فى خلق المرأة وهذا جهل قد يقترب والعياذ بالله من المعصية لأن الخالق هو الله وَحَشَا لله أن يخلق شيئا ناقصا " فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ "من الآية14سورة المؤمنون " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ" الآية4سورة التين
            وبهذا نكون قد إنتهينا من إلقاء نظرة تفصيلية سريعة على الزواج وكافة الحقوق الزوجية بأقسامها الثلاثة وهذا هو الزواج وهذه هى الحقوق وهذا هو الشرع وهو معيار كل شىء تعالوا معى أحبائى فى الله لنلقى نظرة على ما يحدث الآن ونحاول أن نقيسه على المعيار الشرعى الذى ذكرناه وأنا هنا لا أهاجم رجلا أو إمرأة ولا أنحاز لرجل على حساب إمرأة ولا لإمرأة على حساب رجل وإنما أحاول جاهدا أن نرى الصورة جميعا معا ونصحح ما أخطأنا فى تطبيقه نتيجة فهم خاطىء وطبعا هذا فى حالة حسن النية بمعنى مثلا أنا رجل – رجل أو إمرأة - سوى كنت فاهم خطأ ثم فهمت الصواب فعملت به هكذا بكل بساطة لماذا عملت الصواب حين فهمته لأنى رجل سوى ليس لى أطماع فى مكاسب معنوية إجتماعية أو أدبية أو مكاسب مادية لإستمرارى فى عدم فعل الصواب والناس تتباين طبائعها وطموحاتها وميولهاوتدينها ... إلخ بإختصار ما أريد قوله : الناس فيهم الأسوياء الذين فوق إيمانهم بالله يريدون تطبيق هذا الإيمان ويريدون دائما إرضاء الله بالطريق الصحيح وهو قاعدة : إفعل ولا تفعل وفيهم غير الأسوياء الذين هم عكس ذلك وكل كلامى ينطبق وموجه للناس الأسوياء فقط أما الشطر الآخر فلا أملك إلا أن أدعو له " اللهم أهدهم وأَنِرْ بصيرتهم "
            ونأتى الآن للحديث عن أهم أسباب المشاكل الزوجية وهو :
            عمل الزوجة
            كما قلنا من قبل أن الشرع قسم الأدوارالأساسية الفطرية بين الزوجين فدور الزوج خارج البيت لكسب الرزق وإحضار نفقات البيت ودور الزوجة داخل البيت تهيئة البيت وخدمته وملئه بالدفء العاطفى والحنان وتربية الأولاد ونتيجة للظروف الإقتصادية الصعبة وإرتفاع الأسعار المعيشية فى بعض الدول وعدم إستطاعة الزوج الوفاء بنفقات المعيشة كانت هذه أكثرالأسباب شيوعا لعمل الزوجة والذى ألقى بظلاله على الحياة الزوجية وأدى إلى تغيرات فى الأدوار الفطرية الأساسية فلم يصبح الزوج هو مصدر النفقات الوحيد للأسرة بل شاركته الزوجة التى قد يفوق دخلها دخله وبالتالى دخلت على الأسرة تغيرات كثيرة :
            1. تغير معطيات القوامة داخل الأسرة .
            2. لم تعد الزوجة معتمدة إعتماد أساسى ووحيد على دخل الزوج وأصبح لها دخلها الخاص .
            3. من الطبيعى أن يؤدى عمل الزوجة إلى الإخلال بواجباتها نحو زوجها وأولادها الذين تُركوا للخادمات والمربيات والتليفزيون لأن البيت أصبح خاليا من الزوج والزوجة وقت طويل كل يوم.
            4. تفاقم المشاكل الماليةبين الزوجين وصعوبة تحديدالمساهمة المالية لكل منهما وعلى أى أساس تتم وما هى البنود التى تتم فيها المساهمة.
            5. زيادة العبء على الزوجة بإضافة وظيفة إضافية لها خارج البيت . كل بند من هذه البنود بمفرده أصبح السبب فى مشاكل كثيرة بين الزوجين وأدى فى أحوال كثيرة إلى هدم البيت والأسرة ولكننى أرى إنه إذا لم تكن هناك ضرورة مادية لعمل الزوجة فالأفيد لها ولبيتها ولزوجها ولأولادها وبالتالى لدينها أن تمكث فى بيتها وتوفر على نفسها عناء المواصلات والتناحر مع الرجال الأجانب عنها فى عملها وعودتها لبيتها وهى منهكة تماما من العمل ومطلوب منها أن تطهو الطعام لزوجها وأولادها وإعداده فى مواقيته المختلفة ليوافق عمل الزوج ومدارس الأولاد ثم بعد ذلك ترفع الطعام وتنظف المائدة ثم تغسل الأوانى التى أعدت فيها الطعام وتعد لطعام الغد وتغسل ملابس الأولاد والزوج وتنظف المنزل كاكل ثم بعد ذلك نطلب منها أن تتزين لزوجها وتعامله برقة ولطف وحب وهى أحوج ماتكون للحظة راحة وياحبذا بعد هذا كله يأتى الزوج من عمله ثائرا لأمرٍ ما فى عمله ويكيل لها سنقول الصياح فقط على أى شىء تافه فى المنزل فقولوا لى بالله عليكم كيف تستقيم الأسرة فى وضعٍ كهذا . وكيف نجد الوقت لإعطاء أولادنا مفاهيم التربية السليمة فلذلك أقول أنه إذا لم تكن هناك ضرورة ملحة لعمل الزوجة فالأفضل لكل الأطراف ألا تعمل وعلى الزوج فى هذه الحالة أن يقدر ذلك فلا يتركها كم مهمل فى البيت ويخرج هو مع أصدقائه وسهراته كما يفعل كثير من الأزواج وإنما يصحبها معه فى نزهاته ويعا ملها بالحسنى ويلاطفها فكما هو جنتها ونارها فهى سعده وشقائه .
              ونصل للسؤال الصعب :
              "أدرى الناس بالخلق خالقها عز وجل فهو سبحانه تعالى الذى شرع لنا الزواج وذكر لنا فى كتابه الكريم وسنة رسولنا الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأتباعه إلى يوم الدين كل الحقوق والوجبات للزوجين وللنسل ولم يترك شىء فكل شىء واضح تماما ومحدد وليس هناك أى إلتباس أو غموض فى بيان هذه الحقوق والواجبات فإذا كان الأمر كذلك وكل شىء واضح تماما فلما كل هذه المشاكل والقضايا الشرعية التى تمتلىء بها اروقة المحاكم الشرعية فى كل بلد ؟!"
              وقلنا أن سبب ذلك : طمع النفس البشرية - الفهم الخاطىء لتعاليم الدين – الفهم الخاطىء لمعنى القوامة عند الرجال والنساء – الفهم الخاطىء لمعنى المشاركة المعيشية للرجال والنساء – تغير المعطيات العصرية وتبديل الأدوار بين الرجال والنساء داخل الأسرة – ضعف الإيمان .

              فطمع النفس البشرية ونضيف عليها غير السوية والتى لاتفرق بين حقها وحق غيرها ولكن كل ماتستطيع أخذه تأخذه بدون النظر لأحقيتها فى أخذه وما أكثر هؤلاء بين الرجال والنساء وهى فئة ندعوالله لهم أن يهديهم وينير بصيرتهم .
              أما إخواننا وأخواتنا أصحاب الفئة الثانيه
              - الفهم الخاطىء لتعاليم الدين – والذين يفهمون تعاليم الدين فهما خاطئا فهم أخف وطأة من سابقتهم فهؤلاء يجب عليهم السؤال وما أيسر سبل الفهم فى عصرنا هذا فى عصر الكمبيوتر والإنترنت والإعلام المرئى والمسموع والمكتوب ليعلموا ما عليهم من واجبات وما لهم من حقوق .
              أما القوامة عند الرجال
              – الفهم الخاطىء لمعنى القوامة عند الرجال والنساء –فليس معناها السيطرة المطلقة والتحكم والتسلط والتعالى والكبرياء ولاهى العصيان والنفور والنقد الجارح وفرض الرأى بقوة النكد الأسرى عند النساء إنما هى التشاور والإقناع بصالح الأسرة أى بهدوء ورويه وبحجة دون إهانات أو صياح من جانب الرجال أو نكد وبكاء من جانب النساء أما المشكلة فعلا فى تغير المعطيات العصرية والمشاركة المعيشية للرجال والنساء لماذا ؟ لأن نواحى الحياة كثيرة ومتشعبة فكيف نفصل بين الذى تشارك فيه الزوجة من نفقات وما الذى لاتشارك فيه ؟ بالإضافة إلى أن الزوجة أصبح لها ذمة مالية منفصلة وخاصة بها نتيجة خروجها للعمل فكيف يتعامل الزوج مع هذا المعطى الجديد ؟ وهذا المعطى يختلف تماما عمن لوكان للزوجة غنية أصلا كأن يكون لها مورد مالى من ميراث مثلا . ووجه الإختلاف أن الزوجة العاملة زوجها يضحى بجزء من راحته وخدمته فى البيت وخدمة أولادة فى مقابل عمل زوجته لمساعدته فى نفقات الأسرة ؟ ومن هنا يشعر أن مشاركة الزوجة فى تكاليف المعيشة واجبةوفى هذه الحالة - ومعظم الأزواج ينسى أو يتناسى ذلك - لابد أن تكون هناك مساعدة موازية من الزوج فى أعمال البيت وهنا يتم الإختلاف على مقدار المشاركة لكليهما الزوجة فى التكاليف والزوج فى البيت ولاسيما أن الزوجة فى هذه الحالة تحتاج لمصاريف شخصية للمواصلات والمظهر ...إلخ يتطلبها تواجدها فى العمل . أما الزوجة الغنية فهى لاتعمل وبالتالى وقتها لبيتها وزوجها فلا يوجد أى تضحيات يقوم بها الزوج .
              ومن هنا أقول :
            • الزوجة الغنية ذات ذمة مالية منفصلة تماما عن الزوج ولا يحق بأى حال من الأحوال أن يأخذ الزوج من مالها إجبارا أو حياءً أو خديعةً ولكن بقبولها ورضاها دون أى نوع من أنواع الضغط أو القهر .
            • الزوجة العاملة بيتم الإتفاق قبل الزواج بين الزوج والزوجة على هذه المشاركة ويجب على الزوج ألا يكلف زوجته بما لاتطيق فهنا قاعدة عامة فى الزواج وهى القبول والرضا دون إجبار بكافة أنواعه بالإضافة إلى شىء هام وهو إن الزوجة فى هذه الحالة تيذل جهدا أكبر من الرجل بكثير حيث أنها تعمل خارج وداخل البيت فيجب على الزوج أن يراعى ذلك فى مطالبه ويساعدها فى البيت حتى يخفف عنها وهذا سيشعرها بحبه لها وتقديره لدورها وأن يبعد تماما عن نموذج " سى السيد " المشهور فلا مجال له فى هذه الحالة وبصراحة ولا مجال له فى أى حالة أخرى . وطالما هنا حب وود وإحترام بين الزوجين فسيهون كل شىء يقابلهما وطالما هناك حسن خلق ومخافة من الله عز وجل من الزوجين فلن توجد مشاكل زوجية .
            • حديث مع الأزواج : إتقوا الله فى نسائكم وأولادكم وتلمسوا هدى رسول الله صلى الله عليه سلم فى معاملة زوجاته " خيركم خيركم لأهله , وأنا خيركم لأهله "
            • حديث مع الزوجات : إتقوا الله فى أزواجكن وأولادكن وتلمسوا هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعاليمه فى معاملة أزواجكن " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت "
              أحبائى فى الله :
              بهذا إنتهى موضوع الزواج والحقوق الزوجية وأسأل الله سبحانه تعالى أن يحفظ بيوت المسلمين وأسر المسلمين وأولاد المسلمين من كل سوءٍ أو ضرر وأن يعز الإسلام والمسلمين فى كل مكان وأن يغفر لى برحمته ماقصرت فيه فى هذا الموضوع بدون قصد منى سواء كان فى مرجع تقاعست عن البحث فيه أو معلومة جانبنى الصواب فيها أو رأىٍ شططت فيه إنه هو الغفور الرحيم .

              " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)" صدق الله العظيم "سورة البقرة"
              اللهم إن أحسنت فمن فضلك على وتوفيقك لى سبحانك تعالى وإن قصرت فمن نفسى فاغفر لى وأرحمنى فإنه لايغفر الذنوب إلا أنت فإنك الغفور الرحمن الرحيم سبحانك لاشريك لك .

              تم بحمد الله وتوفيقه سبحانه تعالى
              وإلى لقاء قريب فى موضوع جديد أترككم فى رعاية الله
            والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            Comment
            • ابوعبدوالحلبي
              Free Membership
              • Feb 2019 
              • 220 
              • 110 
              • 195 

              #7
              جزاك الله كل خير
              Comment
              • ابواحمدعصام
                Thread Author
                Free Membership
                • Nov 2018 
                • 41 
                • 36 

                #8
                Originally posted by ابوعبدوالحلبي View Post
                جزاك الله كل خير
                وجزاك أطيب منه أخى الكريم
                Comment
                • أنيس
                  VIP
                  • Sep 2018 
                  • 1283 
                  • 585 
                  • 1,001 

                  #9
                  بالغ التقدير لهذا الجهد الطيب والمفيد ,
                  أثرى الله كتابك بالصالحات وجعلك من أهل الرضوان .
                  مني جليل التحية والتقدير ..
                  Comment
                  • ابواحمدعصام
                    Thread Author
                    Free Membership
                    • Nov 2018 
                    • 41 
                    • 36 

                    #10
                    Originally posted by أنيس View Post
                    بالغ التقدير لهذا الجهد الطيب والمفيد ,
                    أثرى الله كتابك بالصالحات وجعلك من أهل الرضوان .
                    مني جليل التحية والتقدير ..
                    مرورك الكريم شرفنى وكلماتك الطيبة وسام على صدرى وأسأله سبحانه تعالى أن يذيدك من فضله وعلمه ويبارك فيك وعليك وحواليك وأن يحبب فيك خلقه ويكفيك شرهم وأن يسترك فى الدارين أنت وأمة سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه أجمعين , مع خالص شكرى وتحياتى وإحترامى وتقديرى أستاذنا ومشرفنا العام .
                    Comment
                    • Abu.Hamoud
                      VIP
                      • Dec 2018 
                      • 3023 
                      • 1,566 
                      • 1,250 

                      #11
                      جزاك الله كل خير
                      تحياتي لك
                      ​​​​​​​
                      Comment
                      • mehdimed
                        Free Membership
                        • May 2020 

                        #12
                        جزاك الله عنا كل خير
                        Comment
                        Working...
                        X