X

فتاوي من دار الإفتاء المصرية , الإنسان مسير أم مخير ؟.

المنتدى الاسلامي

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • أنيس
    Thread Author
    VIP
    • Sep 2018 
    • 1283 
    • 585 
    • 1,001 

    الموضوع (33) : الإنسان مسير أم مخير.
    المفتى : فضيلة الشيخ عطية صقر. مايو 1997
    المبدأ : القرآن والسنة.
    السؤال : هل الإنسان مسير أم مخير ؟.
    أجاب : اللّه سبحانه خلق الإنسان وعلم ما سيكون عليه من خير وشر، وجعله قابلا للطاعة والمعصية ، وكلفه بأمور ينفذها وترك له الحرية في اختيار التنفيذ وعدم التنفيذ ، ليكون محاسبا أمام اللَّه على ما فعله بحريته واختياره من طاعة أو معصية ، والإنسان لا يعلم ما قدر له في علم اللَّه إلا بعد وقوع المقدر، ولو أقدم على فعل محرم متعللا بأنه مقدر عليه فهو مخطئ فى هذا التعلل ، لأنه ربما يحول بينه وبين فعل المحرم حائل يمنعه ، وهنا يعلم أنه لم يُقدر عليه.
    فالإنسان مخير في الأمور التكليفية التى يستطيع فعلها أو تركها بحريته واختياره ، أما الأمور التى لا تقع تحت حريته واختياره ، كالكوارث العامة من الزلازل والبراكين والعواصف والسيول وغيرها فهو فيها مسير.
    ثم أقول : لماذا يكثر السؤال فى هذا الموضوع ، وبخاصة من يقول : إن المعاصى مقدرة علينا فلماذا نعاقب عليها ونحن مرغمون لا مفر لنا من القضاء والقدر؟ إن اللَّه سبحانه علم أن أبا لهب لن يؤمن بسيدنا محمد، ومع ذلك أمر اللَّه نبيه أن يطلب منه الإيمان ، ليكون إيمانه وعدم إيمانه بحريته واختياره ، فاختار أبو لهب الكفر، واستمر على ذلك حتى مات كافرا ، وهنا علم تماما أن اللَّه سبحانه قضى في علمه أن أبا لهب سيختار الكفر ويموت عليه.
    ثم أقول : لماذا يسأل الناس عن تقدير المعاصى لتبرير فعلها لأنها قضاء اللَّه حتى لا يعاقب عليها، ولا يسأل عن تقدير الطاعات ، ويطالب بالثواب عليها ، مع أن المعاصى والطاعات مقدرة فى علم اللَّه ؟ إن الإنسان هنا فى الطاعات حريص على أن ينال الثواب على طاعته لأنها عمله. وفى المعاصى حريص على أن يفر من العقاب على معصيته لأنها ليست عمله - فى ادعائه -بل مقدرة عليه.
    لا ينبغى أن يغالط الإنسان نفسه ، فهو مسئول عن كل شيء فعله بحريته واختياره من خير أو شر، قال تعالى:

    {كل امرئ بما كسب رهين } الطور : 21 ،
    وقال تعالى { كل نفس بما كسبت رهينة} المدثر: 38 ،
    إن الأمر لو كان كما يريد هؤلاء من تقدير كل الأمور علينا وعدم الحساب عليها ما كانت هناك حاجة إلى إرسال الرسل ولا إلى البعث ولا إلى الحساب ولا إلى الجنة والنار..

Working...
X