إخوانى وأحبائى فى الله :
وأدعو الله العليم الحكيم أ ن يوفقنى أنه سبحانه وتعالى السميع المجيب :
س1: عرف الاستعاذة ؟ وما أنواعها ؟ مع بيان دليل كلٍ .
ج: الاستعاذة هي : طلب العوذ من الأمر المخوف . وهي أنواع :
الأول : الاستعاذة بالله تعالى المتضمنة لكمال الافتقار إليه واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شيء حاضر أو مستقبل ، صغير أو كبير ، بشر أو غير بشر ، ودليل ذلك قوله تعالى : ﴿ قل أعوذ برب الفلق. من شر ما خلق... ﴾ السورة بتمامها، وقوله تعالى: ﴿ قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس. من شر الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس. من الجنة والناس ﴾، وقوله تعالى عن موسى عليه السلام -: ﴿ وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ﴾. (27غافر)
الثاني : الاستعاذة بالأموات وأصحاب القبور ، أو بالأحياء الغائبين ، أو الاستعاذة بالحي فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى ، فهذا لاشك أنه من الشرك الأكبر كاستعاذة الرافضة بعلي بن أبي طالب ) رضي الله عنه ( أو الاستعاذة بالجن لكف شر بعضهم أو الاستعاذة باالأولياء أو الحسين ونحو ذلك ، قال تعالى : ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ (6 الجن)، ولأن الاستعاذة في الأمر الذي لا يقدر عليه إلا الله تعالى نوع من أنواع العبادة ، والمتقرر في العقيدة : أن من صرف عبادة لغير الله فإنه مشرك .
الثالث : الاستعاذة بغير الله تعالى فيما يقدر عليه المستعاذ به ، فهذا لا بأس به وليس من العبادة في شيء ، لكن ينبغي أن يعلم أن المعيذ في الحقيقة هو الله تعالى وأن هذا إنما هو سبب فقط ، ودليل جواز ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في ذكر الفتن : ( من تشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأً أو معاذًا فليعذ به ) متفق عليه ، وقد بين صلى الله عليه وسلم هذا الملجأ والمعاذ بقوله في رواية مسلم : ( فمن كان له إبل فليلحق بإبله ) ، وفي صحيح مسلم أيضًا أن امرأة من بني مخزوم سرقت فأتـي بهـا النبي صلى الله عليه وسلم فعـاذت بأم سلمـة ... الحديـث ، وفـي صحيـح مسلـم أيضًا عن أم سلمة - رضي الله عنها - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث ...) الحديث .
س2: ما حكم الاستعاذة بالصفة ؟ مع الدليل .
ج: الاستعاذة بالصفة جائزة باتفاق أهل السنة والجماعة .
ودليل ذلك : في الحديث فيمن آلمه شيء من بدنه فليضع إصبعه عليه وليقل : ( بسم الله ، بسم الله ، أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) ( سبعً ) ، وروى مسلم في صحيحه قوله صلى الله عليه وسلم : ( وأعوذ برضاك من سخطك ) ، وفي الحديث في دعاء الصباح والمساء : (وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ) ، وقوله عليه الصلاة والسلام : ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ).
فهذه النصوص فيها الاستعاذة بالعزة والقدرة والعظمة والكلام والرضا ، وهي من الصفات الثابتة بالكتاب والسنة ، فدل ذلك على جواز الاستعاذة بصفاته جل وعلا ، والله أعلم .
س3: عرف الاستعانة والاستغاثة ؟ وما أقسامها ؟ وحكم كل قسم مع بيان دليل ذلك.
ج: الاستعانة طلب العون فى أمرقد يكون عادى أوغير ملح ، والاستغاثة تكون فى الأمور الملحة والضرورية والعاجلة، وكل منهما ينقسم إلى أقسام:
الأول : الاستعانة والاستغاثة بالله تعالى المتضمنة لكمال الذلة والخضوع والانكسار له جل وعلا ، فهذه من أفضل الأعمال وأكملها وهو دأب الرسل - عليهم السلام - وأتباعهم ، قال تعالى : ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾.(9الأنفال)
الثاني : الاستعانة والاستغاثة بالأموات أو بالأحياء الغائبين أو بالأحياء الحاضرين في الأمر الذي لا يقدر عليه إلا الله تعالى ، وهذه هي الاستعانة والاستغاثة الشركية ، أعني الشرك الأكبرالمخرج من الملة بالكلية ؛ لأنه لا يفعله إلا من يعتقد أن لهؤلاء تصرفًا خفيًا في الكون فيجعل لهم حظًا من الربوبية وقد قال تعالى : ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ (62 النمل)، ولأن الاستعانة والاستغاثة نوع من الدعاء وقد تقدم أن من صرف دعاء المسألة لغير الله في الأمر الذي لا يقدر عليه إلا الله تعالى فقد وقع في الشرك الأكبر .
الثالث : الاستعانة والاستغاثة بالأحياء في الأمر الذي يقدرون عليه ، فهذا لا بأس به وليس ذلك من العبادة في شيء ، وذلك كقوله تعالى : ﴿ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْه ﴾ (.... 15القصص) ، وكاستغاثة الغريق أو من سقط في حفرةٍ بمن يستطيع إنقاذه من ذلك ، فهذا لا بأس به ، والله أعلم .
س4: عرف التوكل ؟ وما أنواعه ؟ وحكم كل نوع ، مع الدليل .
ج: التوكل على الشيء الاعتماد عليه ، والتوكل على الله تعالى هو الاعتماد على الله تعالى كفاية وحسبًا في جلب المنافع ودفع المضار ، وهو أنواع :
الأول : التوكل على الله تعالى في جلب الخيرات بأنواعها ودفع المضرات بأنواعها ، وهذا من تمام الإيمان الواجب أي أنه لا يتم الإيمان إلا به ، قال تعالى : ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾،(نهاية23 المائده) وقال تعالى : ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ (وسط3الطلاق)، وقال تعالى : ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾.(نهاية12 إبراهيم)
الثاني : توكل السر ، ومعناه أن يتوكل على ميتٍ في جلب منفعة أو دفع مضرة ، فهذا شرك أكبر ؛ لأنه لا يقع إلا ممن يعتقد أن لهذا الميت تصرفًا خفيًا في الكون ولا فرق بين أن يكون ذلك الميت نبيًا أو وليًا أو غيرهما ، وذلك كاعتماد أصحاب القبور على الأموات .
الثالث : التوكل على الغير فيما يقدر عليه مع اعتماد القلب على ذلك الغير في حصول المطلوب أو دفع المرهوب ، فهذا شعبة من الشرك ، لكنه الشرك الأصغر وذلك لقوة تعلق القلب به .
الرابع : التوكل على الغير فيما يقدر عليه ذلك الغير مع اعتماد القلب بكليته على الله تعالى واعتقاد أن ذلك إنما هو سبب في تحصيل الأمر المطلوب فقط ، كمن ينيب غيره في أمرٍ تدخله النيابة ، فهذا لا بأس به ، وهو بهذا الاعتبار يأتي بمعنى الوكالة ، فقد وكل يعقوب - عليه الصلاة والسلام - أبناءه في البحث عن أخيهم يوسف - عليه السلام - فقال: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ ﴾،(أول 87 يوسف) وقد وكل النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة عمالاً وحفاظًا ، ووكل في إثبات الحدود وإقامتها ، ووكل علي بن أبي طالب في ذبح ما لم يذبح من هديه وأن يتصدق بجلودها وجلالها ، وهذا جائز بالإجماع في الجملة .
فتبين بهذا أن النوع الأول : هو حقيقة الإيمان وتمامه الواجب ، وأن النوع الثاني : شرك أكبر ، والثالث : شرك أصغر ، والرابع : لا بأس به ، والله أعلم .
ونكتفى بهذاالقدر اليوم من شرح فضيلة الشيخ / وليد بن راشد بن سعيدان وموعدنا قريبا بمشيئة الله سبحانه تعالى فى حلقات متتالية مع شرح سماحةالشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز وكذلك والشيخ محمد بن صالح العثيمين للإصول : الإنابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة وشرح الشيوخ : فضيلة الشيخ : عبد الرحمن بن محمد بن قاسم ,فضيلةالشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان وأخيرا فضيلة الشيخ : صالح بن عبدالعزيزبن محمد آل الشيخ
وتم نقل هذه الدورة بإشراف الأستاذ / عبد العزيز الداخلى المشرف العام وألستاذة / حفيدة بنى عامر . معهد أفاق التيسير /بلادالحرمين الشريفين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أنوى أن أبدأ أولى مشاركاتى بفاتحة الكتاب ولكنى فضلت أن أبدأ أولا بسؤال وجواب حول الإستعاذة والإستغاثة والإستعانة والتوكل لفضيلة الشيخ / وليد بن راشد بن سعيدان ثم بعد ذلك بمشيئته عز وجل نكتب بعض التأملات والخواطر حول قاتحة الكتابوأدعو الله العليم الحكيم أ ن يوفقنى أنه سبحانه وتعالى السميع المجيب :
س1: عرف الاستعاذة ؟ وما أنواعها ؟ مع بيان دليل كلٍ .
ج: الاستعاذة هي : طلب العوذ من الأمر المخوف . وهي أنواع :
الأول : الاستعاذة بالله تعالى المتضمنة لكمال الافتقار إليه واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شيء حاضر أو مستقبل ، صغير أو كبير ، بشر أو غير بشر ، ودليل ذلك قوله تعالى : ﴿ قل أعوذ برب الفلق. من شر ما خلق... ﴾ السورة بتمامها، وقوله تعالى: ﴿ قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس. من شر الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس. من الجنة والناس ﴾، وقوله تعالى عن موسى عليه السلام -: ﴿ وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ﴾. (27غافر)
الثاني : الاستعاذة بالأموات وأصحاب القبور ، أو بالأحياء الغائبين ، أو الاستعاذة بالحي فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى ، فهذا لاشك أنه من الشرك الأكبر كاستعاذة الرافضة بعلي بن أبي طالب ) رضي الله عنه ( أو الاستعاذة بالجن لكف شر بعضهم أو الاستعاذة باالأولياء أو الحسين ونحو ذلك ، قال تعالى : ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ (6 الجن)، ولأن الاستعاذة في الأمر الذي لا يقدر عليه إلا الله تعالى نوع من أنواع العبادة ، والمتقرر في العقيدة : أن من صرف عبادة لغير الله فإنه مشرك .
الثالث : الاستعاذة بغير الله تعالى فيما يقدر عليه المستعاذ به ، فهذا لا بأس به وليس من العبادة في شيء ، لكن ينبغي أن يعلم أن المعيذ في الحقيقة هو الله تعالى وأن هذا إنما هو سبب فقط ، ودليل جواز ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في ذكر الفتن : ( من تشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأً أو معاذًا فليعذ به ) متفق عليه ، وقد بين صلى الله عليه وسلم هذا الملجأ والمعاذ بقوله في رواية مسلم : ( فمن كان له إبل فليلحق بإبله ) ، وفي صحيح مسلم أيضًا أن امرأة من بني مخزوم سرقت فأتـي بهـا النبي صلى الله عليه وسلم فعـاذت بأم سلمـة ... الحديـث ، وفـي صحيـح مسلـم أيضًا عن أم سلمة - رضي الله عنها - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث ...) الحديث .
س2: ما حكم الاستعاذة بالصفة ؟ مع الدليل .
ج: الاستعاذة بالصفة جائزة باتفاق أهل السنة والجماعة .
ودليل ذلك : في الحديث فيمن آلمه شيء من بدنه فليضع إصبعه عليه وليقل : ( بسم الله ، بسم الله ، أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) ( سبعً ) ، وروى مسلم في صحيحه قوله صلى الله عليه وسلم : ( وأعوذ برضاك من سخطك ) ، وفي الحديث في دعاء الصباح والمساء : (وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ) ، وقوله عليه الصلاة والسلام : ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ).
فهذه النصوص فيها الاستعاذة بالعزة والقدرة والعظمة والكلام والرضا ، وهي من الصفات الثابتة بالكتاب والسنة ، فدل ذلك على جواز الاستعاذة بصفاته جل وعلا ، والله أعلم .
س3: عرف الاستعانة والاستغاثة ؟ وما أقسامها ؟ وحكم كل قسم مع بيان دليل ذلك.
ج: الاستعانة طلب العون فى أمرقد يكون عادى أوغير ملح ، والاستغاثة تكون فى الأمور الملحة والضرورية والعاجلة، وكل منهما ينقسم إلى أقسام:
الأول : الاستعانة والاستغاثة بالله تعالى المتضمنة لكمال الذلة والخضوع والانكسار له جل وعلا ، فهذه من أفضل الأعمال وأكملها وهو دأب الرسل - عليهم السلام - وأتباعهم ، قال تعالى : ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾.(9الأنفال)
الثاني : الاستعانة والاستغاثة بالأموات أو بالأحياء الغائبين أو بالأحياء الحاضرين في الأمر الذي لا يقدر عليه إلا الله تعالى ، وهذه هي الاستعانة والاستغاثة الشركية ، أعني الشرك الأكبرالمخرج من الملة بالكلية ؛ لأنه لا يفعله إلا من يعتقد أن لهؤلاء تصرفًا خفيًا في الكون فيجعل لهم حظًا من الربوبية وقد قال تعالى : ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ (62 النمل)، ولأن الاستعانة والاستغاثة نوع من الدعاء وقد تقدم أن من صرف دعاء المسألة لغير الله في الأمر الذي لا يقدر عليه إلا الله تعالى فقد وقع في الشرك الأكبر .
الثالث : الاستعانة والاستغاثة بالأحياء في الأمر الذي يقدرون عليه ، فهذا لا بأس به وليس ذلك من العبادة في شيء ، وذلك كقوله تعالى : ﴿ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْه ﴾ (.... 15القصص) ، وكاستغاثة الغريق أو من سقط في حفرةٍ بمن يستطيع إنقاذه من ذلك ، فهذا لا بأس به ، والله أعلم .
س4: عرف التوكل ؟ وما أنواعه ؟ وحكم كل نوع ، مع الدليل .
ج: التوكل على الشيء الاعتماد عليه ، والتوكل على الله تعالى هو الاعتماد على الله تعالى كفاية وحسبًا في جلب المنافع ودفع المضار ، وهو أنواع :
الأول : التوكل على الله تعالى في جلب الخيرات بأنواعها ودفع المضرات بأنواعها ، وهذا من تمام الإيمان الواجب أي أنه لا يتم الإيمان إلا به ، قال تعالى : ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾،(نهاية23 المائده) وقال تعالى : ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ (وسط3الطلاق)، وقال تعالى : ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾.(نهاية12 إبراهيم)
الثاني : توكل السر ، ومعناه أن يتوكل على ميتٍ في جلب منفعة أو دفع مضرة ، فهذا شرك أكبر ؛ لأنه لا يقع إلا ممن يعتقد أن لهذا الميت تصرفًا خفيًا في الكون ولا فرق بين أن يكون ذلك الميت نبيًا أو وليًا أو غيرهما ، وذلك كاعتماد أصحاب القبور على الأموات .
الثالث : التوكل على الغير فيما يقدر عليه مع اعتماد القلب على ذلك الغير في حصول المطلوب أو دفع المرهوب ، فهذا شعبة من الشرك ، لكنه الشرك الأصغر وذلك لقوة تعلق القلب به .
الرابع : التوكل على الغير فيما يقدر عليه ذلك الغير مع اعتماد القلب بكليته على الله تعالى واعتقاد أن ذلك إنما هو سبب في تحصيل الأمر المطلوب فقط ، كمن ينيب غيره في أمرٍ تدخله النيابة ، فهذا لا بأس به ، وهو بهذا الاعتبار يأتي بمعنى الوكالة ، فقد وكل يعقوب - عليه الصلاة والسلام - أبناءه في البحث عن أخيهم يوسف - عليه السلام - فقال: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ ﴾،(أول 87 يوسف) وقد وكل النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة عمالاً وحفاظًا ، ووكل في إثبات الحدود وإقامتها ، ووكل علي بن أبي طالب في ذبح ما لم يذبح من هديه وأن يتصدق بجلودها وجلالها ، وهذا جائز بالإجماع في الجملة .
فتبين بهذا أن النوع الأول : هو حقيقة الإيمان وتمامه الواجب ، وأن النوع الثاني : شرك أكبر ، والثالث : شرك أصغر ، والرابع : لا بأس به ، والله أعلم .
ونكتفى بهذاالقدر اليوم من شرح فضيلة الشيخ / وليد بن راشد بن سعيدان وموعدنا قريبا بمشيئة الله سبحانه تعالى فى حلقات متتالية مع شرح سماحةالشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز وكذلك والشيخ محمد بن صالح العثيمين للإصول : الإنابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة وشرح الشيوخ : فضيلة الشيخ : عبد الرحمن بن محمد بن قاسم ,فضيلةالشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان وأخيرا فضيلة الشيخ : صالح بن عبدالعزيزبن محمد آل الشيخ
وتم نقل هذه الدورة بإشراف الأستاذ / عبد العزيز الداخلى المشرف العام وألستاذة / حفيدة بنى عامر . معهد أفاق التيسير /بلادالحرمين الشريفين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته