X

فتاوي من دار الإفتاء المصرية ,, حد عمر لابنه .

المنتدى الاسلامي

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • أنيس
    Thread Author
    VIP
    • Sep 2018 
    • 1283 
    • 585 
    • 1,001 

    الموضوع (28) : حد عمر لابنه.
    المفتى : فضيلة الشيخ عطية صقر. مايو 1997
    المبدأ : القرآن والسنة.
    السؤال : هل ضرب عمر ابنه بسبب الخمر حتى مات ؟.
    الجواب : هذه الحكاية تتردد كثيرا على ألسنة المتحدثين عن عدالة عمر ابن الخطاب رضى اللّه عنه وعدم محاباته فى تطبيق الشريعة ، وسيدنا عمر- وإن كان معروفا أنه يمثل العدالة فى أسمى معانيها أو يكاد ، إلا أنه وكذلك كثير من المشهورين فى التاريخ - قد نسبت إليه أمور لم يصح سندها ، يحكيها الناس توكيدا لعدله.
    ونشرت فى مجلة إسلامية فتوى حول هذا الموضوع جاء فيها : إن أبا الفرج عبد الرحمن بن الجوز ذكر فى كتابه " سيرة عمر بن الخطاب " أن عبد الرحمن بن عمر ومعه أبو الروعة عقبة بن الحارث ، وهو من أهل بدر، كانا فى مصر وشربا نبيذا ، وظنا أنه لا يسكر، فسكرا ، وكان يكفيهما الإحساس بخطئهما والتوبة إلى اللَّه ، غير أنهما غضبا للَّه على أنفسهما ، فذهبا إلى عمرو بن العاصى وهو والى مصر، وطلبا منه إقامة الحد عليهما. وقد كان عبد اللّه بن عمر سمع أن أخله شرب ، ثم علم أنه رفع أمره إلى عمرو بن العاصى ، فذهب معه وشهد إقامة الحد عليهما فى دار عمرو. ثم سمع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بذلك ، فكتب إلى عمرو خطابا شديد اللهجة، يذكر فيه محاباته لابنه ، حيث لم يقم الحد عليه فى مكان عام مكشوف ، كما يقام على غيره من عامة الناس ، وطلب منه أن يرسله إليه بالمدينة فى ثوب خشن ، أ وعلى مركب خشن فلما حضر مع أخيه عبد اللّه وسأله عمر عما حدث : أقر واعترف فغضب منه وضربه وعبد الرحمن يستغيث وهو لا يرحمه ، ثم حبسه بعد أن انتهى من ضربه ، ثم مرض عبد الرحمن ومات. وأخرج الديلمى فى كتابه " المنتقى " كما حكاه صاحب " الرياض النضرة " أن حادثة الحد كانت عن زنى عبد الرحمن بجارية فى حائط - بستان - بنى النجار، وكان سكران من خمر شربه عند يهودى اسمه "نسيك " كما نقله الشبلنجى فى كتابه " نور البصائر والأبصار ". والكتب الصحيحة لم تشر إلى هذه الحادثة ، وقد قال ابن الجوزى فى كتابه : إن عمر لم يقم الحد على ابنه ، فإن ضربه ليس حدا، بل غضبا وتأديبا ، لأن الحد لا يتكرر، ثم يقول : وقد أخذ هذا الحديث قوم من القصاص فبدأوا فيه وأعادوا ، فتارة يجعلون هذا مضروبا على شرب الخمر، وتارة على الزنى ويذكرون كلاما ملفقا يبكى العوام لا يجوز أن يصدر عن مثل عمر، وقد ذكرت الحديث بطرقه فى كتاب "الموضوعات " ونزهت هذا الكتاب عنه " ص 167 ".
    وأرى أن مثل هذه الأمور التى تمس الشخصيات الكريمة ينبغى أن يحتاط فى الحديث عنها مهما كان الغرض من الحديث ، وبخاصة الخلفاء الراشدون الذين أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهديهم..

Working...
X