التغيير يبدأ من داخلك أولاً
هل أنت حزين على ما يحدث من حولنا في بلاد المسلمين من بلاء وبُعْد عن تعاليم الدين؟
هل بكيتَ من أجلهم؟ دعوتَ لهم؟
ثم ماذا؟!
نسأل أنفسنا لماذا تغيَّر الناسُ؟ وأين أخلاق الإسلام فينا؟ لماذا لا يرجع المسلمون إلى دينهم؟!
ثم ماذا؟!
الجميع ينتظر أن يتغيَّر من حوله لينصلح حال الأُمَّة دون أن يُحرِّك ساكنًا، لم يدرك أن سرَّ التغيير موجودٌ في قوله تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، ومعنى الآية هو أن الله لا يُغيِّر حال قوم حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم، وذلك شامل لتغيير حالتهم الدنيوية من خير إلى شرٍّ، أو من شرٍّ إلى خيرٍ، فبسبب معاصيهم يتغيَّر حالهم من سعادة لشقاء، وبسبب طاعتهم واستقامتهم يتحوَّل حالهم من شقاء لسعادة.
إذا كنت تنتظر أن يتغيَّر من حولك، فما دورك أنت؟ هل هو مجرد مراقبة مقدار التغيير الذي وصل إليه غيرك؟
بالطبع لا.
إذًا باختصار لا تقل : أريد أن تتغيَّر الأُمَّة، ولكن قل : سأتغيَّر حتى تتغيَّر الأُمَّة، لن تستطيع تغيير ما حولك حتى تُغيِّر من نفسك، وعندها فقط تستطيع أن تُحدِثَ تغييرًا في مجتمعك، فابدأ بنفسك، واجعل شعارك "سأكون أنا المسلم الذي وددْتُ دومًا أن أقابله".
كيف ستتغيَّر الأُمَّة وأنت لا تحافظ على صلاتك وفرائضك؟!
وأنتِ متبرجة، وعطركِ يفوح منكِ، ويسبقكِ حيث حللت، ولباسك بعيد كل البُعْد عن كل ما يُرضي الله تعالى؟!
وأنت لا تستطيع البُعْد عن المعاصي، وقلبك مُعلَّق بالأغاني والممثلين والممثلات والمغنيين والمغنيات؟!
وأنت تتَّهِم الناس بالباطل، وتنقل الكلام عنهم دون بيِّنة؟!
وأنت تُؤذي جيرانك، وترمي الأذى في طريق الناس؟!
وأنت تأخذ الرشوة وتُسمِّيها بغير مُسمياتها، وتقبل الغلول؟!
ولا تجد غضاضة في أن تأكل حقوق غيرك، ولا أن تأخذ دور غيرك في الطابور؟!
ويا تُرى كم مرة نام والدك أو والدتك وهما غاضبان منك، أو حزينان بسببك؟!
وغيره وغيره وغيره الكثير.