X

بهجة العطاء تفوق لذة الأخذ

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • مرجان الأطرش
    Thread Author
    مشرف المنتديات العامة
    • Sep 2018 
    • 513 
    • 190 
    • 228 



    بسم الله الرحمن الرحـــــــــيم



    الْتَّلَذُّذ بِالْأَخْذ يَشْتَرِك فِيْه مُعْظَم الْبَشَر ،

    لَكِن الْتَّلَذُّذ بِالْعَطَاء لَا يَعْرِفُه سِوَى الْعُظَمَاء وَأَصْحَاب الْأَخْلَاق

    الْسَّامِيَّة الْسَشامِقَة .

    أَحْيَانا تُصَعِّب الْتَّفْرِقَة بَيْن الْأَخْذوَالْعَطَاء ،

    لِأَنَّهُمَا يُعْطِيَان مَدْلُوْلَا وَاحِدَا فِي عَالَم الْرُّوِح !

    إن فَرْحَتِي بِمَا أَعْطَيْت لَم تَكُن أَقَل مِن فَرْحَة الَّذِيْن أَخَذُوْا ....




    إِن بَهْجَة الْعَطَاء تَفُوْق لَذَّة الْأَخْذ ،

    فَالْأَوْلَى رَوْحَانِيَّة خَالِصَة ، تَتَمَلَّك وِجْدَانُك وَأَحَاسِيْسُك ،

    وَالْثَّانِيَة مَادّيّة بَحْتَة مَحْدُوْدَة الْشُّعُوْر .

    يَقُوْل جُوَرْج بِرْنَارْد شُو :

    (
    الْمُتْعَة الْحَقِيقِيَّة فِي الْحَيَاة ، تَتَأَتَّى بِأَن تُصْهَر قُوَّتِك الْذَّاتِيَّة

    فِي خِدْمَة الْآَخَرِيْن ، بَدَلَا مِن أَن تَتَحَوَّل إِلَى كَيْان أَنَانِي

    يَجْأَر بِالشَّكْوَى مِن أَن الْعَالَم لَا يُكَرِّس نَفْسَه لْإِسعادُك !
    ).




    فَالَمَرْء مِنَّا حِيْنَمَا يَكُوْن دَائِم الْعَطَاء ،

    سَيَتَمَلَّكُه بَعْد فَتْرَة شُعُور بِأَنَّه يُسْتَمَد مِن رَب الْعِزَّة

    أَحَد أَسْمَى وَأَرْوَع صِفَاتِه وَهِي صِفَات ( الْجُوْد وَالْعَطَاء وَالْكَرَم)

    ، وَمَا أَسْعَد الْخَالِق حِيْنَمَا يَتَمَثَّل أَحَد خَلْقِه صِفَاتِه الْجَمِيْلَة الْرَّائِعَة .

    هَذِه الْيَد الْمِعْطَاءَة هِي وَحْدَهَا الْقَادِرَة عَلَى نَقْلِك

    مِن عَالْمُك الْمَادِّي الْضِّيْق ،

    إِلَى عَالِم الْرُّوْح الْرَّحْب الْوَاسِع ،




    فَالنَّفْس تُحِب أَن تَكْنِز وَتَجْمَع ، وَصَعْب عَلَيْهَا أَن تَجُوْد وَتُنْفَق ،

    فَإِذَا مَا عَلِمَتْهَا الْعَطَاء وَالْجُوْد ،

    كُنْت أَحَق الْنَّاس بِالِارْتِقَاء وَالْعُلُو وَالْرِّفْعَة فِي الْدُّنْيَا وَالْآَخِرَة .

    صَعِب عَلَى عَقْل مَادِّي أَن يَفْهَم مُعَادَلَة الْعَطَاء السَّعِيْد ،

    لِذَا لَا أَجِدُنِي مُبَالِغَ حِيْن أَجْزِم

    أَن أَصْحَاب الْيَد الْعُلْيَا هُم...نَسِيْم الْحَيَاة وَمَلَائِكَة الْإِنْسَانِيَّة




    أَصْحَاب الْيَد الْعُلْيَا هُم ...

    رُوَّاد كُل زَمَن ، وَرُمُوْز كُل عَصْر ،

    يُجَوِّدُون بِالْمَال إِن تَطلب الْأَمْر ،

    وَيُضْحُون بِالْنَّفْس بِنُفُوْس رَاضِيَة ،

    وَيُقَدِّمُوْن رَاحَة غَيْرُهُم عَلَى رَاحَتِهِم وَهَنَائِهِم .

    تَعْرِفُهُم بِسِيْمَاهُم ، قُلُوْب هَادِئَة .. و ابْتِسَامَة رَاضِيَة وَاثِقَة ..

    وَنُفُوْس مُطْمَئِنَّة مُسْتَكِيْنَة .هُم أَسْعَد أَهْل الْأَرْض ، وَلَهُم فِي الْسَّمَاء ذِكْر حَسَن .. وَأَجْر عَظِيْم .




    يَقُوْل جُبْرَان خَلِيْل جُبْرَان :

    لَا تَنْسَى وَأَنْت تُعْطِي أَن تُدِيْر ظَهْرَك عَن مَن تُعْطِيَه

    كَي لَا تَرَى حَيَائِه عَارِيّا أَمَام عَيْنَيْك .

    ممآ رآقَ لي



Working...
X