وصلتني اليوم هذه الرسالة و لروعتها و دقتها و فصاحتها و عظيم نفعها آثرت نشرها كما هي رغم طولها فجزى الله كاتبها خير الجزاء ...
كبار السن البركة الخفية :
كبار السن :
أحوج من أطفالنا إلى التدليل ، والاسترضاء ، والعاطفة ، والحنان ، والرفق ، والرحمة ، والصبر ، والسهر ، والتضحية .
كبار السن :
الكلمة التي كانت لا تريحهم حال قوتهم الآن تجرحُهم والتي كانت تجرحهم الآن تذبحُهم !!
كبار السن :
فقدوا الكثير من حيوية الشباب وعافية الجسد ورونق الشكل ومجد المنصب وضجيج الحياة وصخب الدنيا !!
كبار السن :
فقدوا والديهم وفقدوا كثيراً من رفقائهم ، فقلوبهم جريحة ونفوسهم مطوية على الكثير من الأحزان .
كبار السن :
لم يعودوا محور البيوت وبؤرة العائلة كما كانوا قبل فانتبه ولا تكن من الحمقى فتشقى !!
كبار السن :
قد يرقدون ولا ينامون ، وقد يأكلون ولا يهضمون ، وقد يضحكون ، ولا يفرحون ، وقد يوارون دمعتهم تحت بسمتهم .
كبار السن :
يؤلمهم بُعدُك عنهم ، وانصرافُك من جوارهم ، واشتغالُك بهاتفك في حضرتهم .
كبار السن :
يحتاجون من يسمع لحديثهم ، ويأنس لكلامهم ، ويبدو سعيداً بوجودهم .
كبار السن :
أولى من الأطفال بمراعاتهم والحنُو عليهم والإحساس بهم .
كبار السن :
حوائجهم أبعد من طعام وشراب وملبسٍ ودواء بل وأهم من ذلك بكثير ...
فهل من عاقل .
كبار السن :
يحتاجون إلى بسمةٍ في وجوههم ، وكلمةٍ جميلة تطرق آذانهم ، ويداً حانية تمتد لأفواههم ، وعقلاً لا يضيق برؤاهم
كبار السن :
يراوحون بين ذكريات ماضٍ ولى ويزداد بعداً وبين آمال مستقبلٍ آتٍ وقد لا يجيء فلا يفوتك تقدير هذا .
كبار السن :
لديهم فراغ يحتاج عقلاء رحماء يملؤونه .
كبار السن :
غادر بهم القطار محطة اللذة ، وصاروا في صالة انتظار الرحيل ...
ينتظرون الداعي ليلبوه .
كبار السن :
قريبون من الله دعاؤهم أقرب للقبول ...
فأغتنم قبل نفاد الرصيد .
كبار السن :
هم الأب ، والأم ، والجد ، والجدة ، وسواهم من ذوي القرابات ممن شابت شعورهم ويبست مشاعرهم .
جعلهم يعيشون أياماً سعيدة ، ولياليَ مشرقة ويختمون كتاب حياتهم بصفحات ماتعة من البر والسعادة حتى إذا خلا منهم المكان لا تصبح من النادمين .
هم كبار السن الآن ، وسيذهبون وعما قليل ستكون أنت هذا الكبيرَ المسنَّ ...
فانظر ما أنت صانع وما أنت زارع !
كن العِوضَ عما فقدوا ، وكن الربيعَ في خريف عمرهم وكن العُكّازَ فيما تبقى
سلامٌ على كبارِ السن ...
وسلامٌ على من يراعون كبارَ السن ...