أسماء مكة وبيت الله الحرام
اعلم بُني، لمكة أسماء عديدة، كلها تحمل معاني الجلال والجمال، فهي مكة، وبكة والبيت العتيق، والبيت العتيق والبلد، والبلد الأمين، أم القرى، والقادس، والمقدسة، والحاطمة، والأس، والبلدة، والبينة، والكعبة، والحرم.
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن هذا البلد حرَّمه الله يوم خلق السموات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا مَن عرَّفها، ولا يُختلى خلاها).
ومكة أحب أرض الله إلى الله وإلى رسول الله، وإلى قلب كل مسلم، وقد رُوي عن عبدالله بن الحمراء الزهري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بالحرورة بسوق مكة، يقول : (والله إنك لخير أرض الله إلى الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت).
ويأتي حب مكة في قلوب المسلمين استجابة لدعوة أبيهم إبراهيم الذي سماهم المسلمين؛ حيث دعا الله قائلاً : { فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ } [إبراهيم : 37]، فالبيت الحرام مثابة للناس وأمن، شرَّفه الله بإضافته إليه، فقال : بيت الله الحرام، وجعله محلاً تشتاق إليه الأرواح، ولا تَقضي منه وطرًا، ولو ترددت إليه كل عام، والبيت مطهر من الشرك، جعله الله للطائفين والعاكفين والرُّكَّع السجود، وهو حج الناس، وهو البيت المعظم المشرف المكرم مَن أرادَه.