‫‏الفرق بين : الحسد والغِبْطَةُ

اشتركت القاعدتان في أنهما طلب من القلب غير أن الحسد تمني زوال النعمة عن الغير ، والغبطة تمني حصول مثلها من غير تعرض لطلب زوالها عن صاحبها ثم الحسد حسدان تمني زوال النعمة وحصولها للحاسد وتمني زوالها من غير أن يطلب حصولها للحاسد ، وهو شر الحاسدين ؛ لأنه طلب المفسدة الصرفة من غير معارض عادي أو طبيعي ثم حكم الحسد في الشريعة التحريم ، وحكم الغبطة الإباحة لعدم تعلقه بمفسدة ألبتة ، ودليل تحريم الحسد الكتاب والسنة والإجماع

فالكتاب قوله تعالى { ومن شر حاسد إذا حسد } أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله وقوله تعالى { ، ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض } أي لا تتمنوا زواله ؛ لأن قرينة النهي دالة على هذا الحذف ،

وأما السنة فقوله : صلى الله عليه وسلم { ولا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار ، ورجل آتاه الله - تعالى - مالا فهو ينفقه آناء الليل وأطراف النهار } أي لا غبطة إلا في هاتين على وجه المبالغة ، وقال عليه السلام { لا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا } وأجمعت الأمة على تحريمه

وقد يعبر عن الغبطة بلفظ الحسد كالحديث المتقدم ، ويقال : إن الحسد أول معصية عصي الله بها في الأرض حسد إبليس آدم فلم يسجد له .

كتاب(أنواع البروق في أنواع الفروق)لأحمد بن إدريس