X

( كيف حالك ) في كلام الفصحاء

واحة اللّغة العربيّة

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • سناء
    Thread Author
    VIP
    • Nov 2018 
    • 467 
    • 408 
    • 936 

    بسم الله الرّحمن الرّحيم
    السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتهُ




    ( كيف حالك ) في كلام الفصحاء



    ،

    * أ. عبدالله بن محمد بن بدير.
    بعض إخوانِنا يَعترض علينا إذا نحن لقيناه فقلنا له: "كيف حالك؟

    وبعضهم يُشيِّع اعتراضَه هذا بأن يقول: قل: كيف أنتَ،

    ولا تقل: كيف حالك؛ لأنَّ "كيف" تدلُّ بذاتها على الحال،

    والحال لا تَدخل على الحال،

    فإن قلتَ لأحدٍ: كيف حالك؟

    فكأنَّك تقول له: ما حال حالك؟ وهذا غلَط!


    لكن،
    هل قالَت العرب المحتجُّ بلغتهم: "كيف حالك"؟!


    تحاول هذه الورَقة أن تجيب على هذا السؤال.

    ،’


    "كيف حالك" في عصر الاحتجاج:

    أولًا: ما روي أنَّها جاءت في كلام النبيِّ صلى الله عليه وسلم:

    عن عائشة، قالت: جاءت عجُوزٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو عندي،

    فقال: لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أنتِ؟))،

    قالت: أنا جثَّامةُ المُزنيَّة،

    فقال: ((بل أنت حسَّانةُ المُزنيَّةُ، كيف أنتُم؟

    كيف حالُكم؟ كيف كنتُم بعدنا؟))،

    قالت: بخيرٍ بأبي أنت وأُمِّي يا رسول الله،

    فلمَّا خرجَتْ قلتُ: يا رسول الله، تُقبِلُ على هذه العجوز هذا الإقبال؟

    فقال: ((إنَّها كانت تَأتينا زمن خديجة، وإنَّ حُسن العهد من الإيمان))[1].




    ثانيًا: "كيف حالك" في كلام الصَّحابة رضوان الله عليهم:

    في كلام معاوية رضي الله عنه:

    قال الخطابي في غريب الحديث ( 2/ 552 ):
    وقال أبو سُليمان في حديث مُعاوية: إنَّ عمرو بن مسعودٍ دخل عليه،

    وقد أسنَّ وطال عُمره، فقال له مُعاويةُ: كيف أنت وكيف حالُك؟

    فقال: ما تسألُ يا أمير المُؤمنين عمَّن ذبلَت بشرتُه، وقُطعَت ثمرتُه،

    فكثُر منه ما يُحبُّ أن يقِلَّ، وصعُب منه ما يحبُّ أن يَذِلَّ،

    وسُحلت مريرتُه بالنَّقض، وكنَّ الشفاء،

    وقلَّ انحياشُه، وكثُر ارتعاشُه، فنومُه سُبات،

    وليلُه هبات، وسمعُه خُفات، وفهمه تارات[2].




    ما روي أنَّها قيلت لعبدالله بن بسر:

    عن يزيد بن خُميرٍ الرَّحبي، قال: سألتُ عبدَالله بن بُسرٍ؛

    صاحب النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم: كيف حالُنا من حال مَن كان قبلنا؟

    قال: "سُبحان الله! لو نُشروا من القُبور ما عرفوكم،

    إلَّا أن يَجدوكم قيامًا تُصلُّون"[3].




    ثالثًا: "كيف حالك" في كلام شعراء الاحتجاج:

    في شعر قرَّان الأسدي:

    قال المرزباني: قال قرَّان الأسدي[4]:

    جزى الله عنَّا مرَّةَ اليوم ما جزى

    شرارَ الموالي حين يَجزي المواليا

    إذا ما رأى مِن عن يمينيَ أكلبًا

    عوينَ عَوى مستحلبًا عن شماليا

    ويسألني أن كيف حاليَ بعدَه

    على كلِّ شيءٍ ساءه الدَّهر حاليا

    فحاليَ أنِّي قد حللتُ ببلدةٍ

    أصبتُ بها دارًا لأهلي وماليا[5]

    ......................

    [1] "المستدرك على الصحيحين"؛ للحاكم (1/ 62)،

    وقال: "هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين؛ فقد اتَّفقا على الاحتجاج برواته؛
    في أحاديث كثيرة، وليس له علَّة"، وعلَّق عليه الذهبي [من تلخيص الذهبي]: على شرطهما، وليست له علَّة.

    [2] وقال محققه: أشار الحافظ في الإصابة (3 / 16) إلى هذا الحديث وقال:
    ذكر قصَّته الزبير بن بكار في الموفقيات،
    وقال: وكذا أورده الخطابي في غريب الحديث من وجه آخر،
    عن هشام بن الكلبي عن أبيه عن رجُلٍ من قريش،
    وانظر الفائق "ثمر" (1 / 174)، والنهاية، وفي "سحل" (2 / 348).
    [3] "الإبانة الكبرى"؛ لابن بطة (2/ 572).
    [4] قرَّان بن يسار بن الحارث بن جحوان بن فقعس الأسدي، شاعر مخضرم فاتك؛
    انظر: ديوان بني أسد، تحقيق: دقة، دار صادر، (2/ 515).
    [5] الأبيات منسوبة إلى قرَّان في: معجم الشعراء (ص: 326)، وديوان بني أسد (2/ 519).
    ---------------
    *،

    ... ... ... ... ... ...
    * يُتبع بحول الله تعالى.

    وفّقكمُ اللهُ.
Working...
X