X

ذات النقـــاب

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • 4uonly
    Thread Author
    Free Membership
    • Nov 2018 
    • 899 
    • 376 
    • 61 

    ذات النقـــاب



    د.محمد عباس المصري





    قَالتْ يا أبتِ اسمعْني

    هل تأذَنُ لي بِنقود؟







    ابتَاعُ شَيئاً يَلزَمُني



    ستراهُ حين أعُود







    أسِرَّاً أخفيتي عنِّي



    لأحَارَ وراءَ المقصُود؟







    لا بأسَ وماذا يَمنعُني؟



    فَتمَنَّي يا بِدْءَ العُنقُود







    وفُضولٌ ظلَّ يُراوِدُني



    فتَناهى النظَرُ لِشُرُود !







    وأفَقتُ لِصَوتٍ هامَسَني



    مِن خلفِ نِقابٍ مَسدُود







    أسألُكَ باللهِ أتَعرِفُني



    أم غابتْ عَنكَ رُدود؟







    فأجَبتُ وقد دمعَتْ عيْني



    أوَيخفى أولُ مَولود؟







    أوَلستِ بِحَديثةِ سِنِّ



    أوَمرَّت أيَّامُ وعُقود؟









    كأنِّي ما زلتُ كأنِّي

    أحمِلُكِ والأهلُ رُقود







    قَالتْ لا تعجَبْ للزَّمنِ



    خَدَّاعٌ يُوهِمُ بِجُمُود !













    غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍

    وأقبَلَ ذُو وُدٍّ هَنَّئني



    وتزيَّلَ كلُّ لدُود







    غَمزُونا بِحديثٍ أدهَشني



    قَالوا بلِسانِ حقود







    صَحْراءُ مدَّت للوَطنِ



    وبَعْثٌ من عادٍ وثَمود







    فِكرٌ يَعصِفُ بالذِّهنِ



    وعَقلٌ من صخرٍ جُلمُود







    أين الحُرِّية في الُمدُنِ



    وحقُّ إنسانٍ وعُهُود؟







    لو حَكَمُوا بالشرعِ المَعنِي



    لأُقيمَت فِينا حُدُود







    قَانونٌ من فقهِ المُغنِي



    نَأبَاهُ حَتمَاً بِصُدُود







    من يُذعِنْ مِنكَ أو مِنِّي



    مَقطُوعٌ مَرجُومٌ مَجلُود !







    وتَناجَوا بكلامٍ أزعَجَني



    قَالوا غِربانٌ سُود







    ونِقابٌ يَذهَبُ بالحُسنِ



    وبَريقٌ يَرْدَى لِخُمُود







    أزياءٌ أشبَهُ بالكَفَنِ



    تَشتَاقُ لضَمَّتِها لُحُود









    وخِيامٌ تَبدو كالسِّجنِ



    الداخِلُ فيها مَفقُود !













    غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍

    سَدَدْتُ الأنفَ مِن العَطَنِ



    لأُفَنِّدَ في الزَّعمِ المَسرُود







    فَهَتَفَتْ يا أبتِ دَعْني



    فَالرَّدُّ عِندي مَوجُود







    لِسانُ الحَقِّ سَيُنطِقُني



    ولِسانُ الباطلِ مَعقُود







    ذَرْني يا أبتِ ذَرْني



    أسْخَرُ مِنهم بِبُرود







    أضْحَكْتُم حَقَّاً سِنِّي



    بفيلمٍ مِن صُنعِ هُنود







    كُلٌ بالكَذِبِ يُغَنِّي



    ويَعزِفُ أوتاراً بالعُود







    تَعرِفُهم في القَولِ بِلحنِ



    يُنبِئُ بنِفَاقٍ مَشهُود







    مَا خَيَّبتُم ظَنِّي



    بِغَبَاءٍ فِيكم مَعهُود



    من لا يُعْجِبُه شَأني



    فَليَصدِمْ رَأسَاً بِعَمُود







    إن كان سَفِيهٌ آسَفَني



    فَقَد جَّاءَ لِتَهْنِئتي وُفُود





















    غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍

    بإسْلامي أفخَرُ لا أحنِي



    الرَّأسَ إلاَّ لِسُجُود







    بِنهْجِ السَّلَفِ المُؤتَمَنِ



    نَحيَا لليومِ المَوعُود







    أسْدَلتُ سِدَالاً يَستُرُني



    بأمرِ اللهِ المعبُود







    أشبَهَ للأعيُنِ بالجِّفنِ



    يُنَافِحُ عَنها ويَزُود







    يَدفَعُ خَائِنةَ العَينِ



    ولِحَاظاً تَنهشُ كأسُود







    في دُنيا حُفَّتْ بالفِتَنِ



    آخِرُها أجَلٌ مَعْدُود





    العاقِلُ فيها من يَبنِي





    للأُخرَى دَارَ خُلُود







    والعاجِزُ تَعصِي بالبَدَنِ



    غَافِلةً عن نَخْرِ الدُّود





    يا دارٌ ليسَت للسَّكَنِ





    في الجَنَّةِ ظِلٌّ مَمدُود







    سَأعَضُّ اليَومَ على السُّنَنِ



    بنَواجِذَ كالصَّخرِ المَنضُود





    قُرْبَى لإلهي ذِي المِنَنِ





    فَتَقَبَّلْ مِنِّي ذا الجُود





    فَقَليلٌ مِنكَ يُسعِدُني





    والعَفوُ مِنكَ مَنشُود













    غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍

    أفْحمْتِ الخِصمَ ذا الإحَنِ



    دَحَضتِ الزَّعمَ المَنْقود





    من نُّشِّئَ في الحِليةِ شرَّفَني





    وكَفاني ذَاكَ المَجهُود





    فَكَتبْتُ كتَاباً للضَّغِنِ





    قُلتُ لِذي الأفقِ المَحدُود





    آياتُ الله في الكونِ





    تُوحِي بِحيَاءٍ مَحمُود





    أغَنَامٌ تَتغطّى بالعِهْنِ





    أنْعامٌ تَتوَارى بِجلُود





    والوَرَقُ تَدَلَّى للغُصْنِ





    لِتَنمُو في الدِّفءِ وُرُود





    إنْ لم تدرِك ما أعنِي





    سَأقودَ الأمثالَ أقود





    الحَلوَى المَكشوفَةُ في الصَّحْنِ





    يَغشَاها ذُبابٌ بِحُشُود





    إن عُرِضَت للنَّاسِ بلا ثَمَنِ





    نَبذُوها كالشَّيئِ المَزهُود





    واللُّؤلؤُ في الصَّدَفِ المُحْتَضِنِ





    دُرٌّ للصفْوةِ مَرصود





    ونَصَحتُ لمن يَنقِل عنِّي





    أنْ يُعنَى بالمَعنَى المَحصُود





    فَتَنَبَّهْ ذَا العَقلِ الفَطِنِ





    لِسُمُومٍ يَنفُثُها جَحُود





    وَأبشِرْ مِن بَعدِ المِحَنِ





    شَرْعُ اللهِ سَيسُود













    غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍

    يا سارّةَ قَلبِي إنِّي



    فَخورٌ بالسَّمتِ المَحمُود





    وثَنائي عَانقَ للمُزْنِ





    فَسَالا بالعَنبرِ والعود







    لِقَلبٍ أبيضَ كاللَّبنِ



    فَامتزجَ بِشهدٍ مَشهُود





    بَنِيَّ لِتدْنو مِنِّي





    أُوصي كلاً بِعهُود





    سارَّةُ ومُصْطفَى مِنِّي





    ومَرْيمُ وعَبدُ اللهِ الودُود





    سَتَبقَى الطِّفْلَ بِعَينِي





    مهمَا اشتدَّ العود





    إنْ جِئتَ بِيومٍ تَسألُنِي





    أُجِبتَ ولَسْتَ بِمرْدُود





    يَحْبُوكَ أبُوكَ بلا منِّ





    ويَجودُ بالعُمرِ يَجودُ





    فَأعِرْنِي للعيْنِ وللأُذُنِ





    فَأملِي فيكَ مَعقُود





    اخْشعْ في السِّرِّ كَمَا العَلَنِ





    وتَوَدَّدْ فاللَّهُ ودود





    وأعِدَّ لِيومٍ ذِي شَجَنِ





    الفَائِزُ فِيه مَسعُود





    النَّاجِي فيه مِن الحَزَنِ





    يَنْعمُ في سِدْرٍ مَخضُود





    وبِلذَّةِ نَظَرٍ يا إبنِي





    لِوَجهِ الرَّبِّ المَعبُود





    فَاجْمعْنا بِنَبينَا في عَدْنِ





    وبَنِينَا يا ذَا الجود





    وأزوَاجٍ والإخوَةِ تَثْنِي





    وآباءٍ سَبقَتْ وَجُدُود













    غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍غ‍


Working...
X