X

خواطر صادقة

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • 4uonly
    Thread Author
    Free Membership
    • Nov 2018 
    • 899 
    • 376 
    • 61 





    خواطر صادقة



    عشتُ معظم عمري في الغربة

    وأنا أذرف الدموع شوقاً لأهلي

    ثم إذا زرتُ أهلي .. وجدتني غريبا بينهم

    فاتتني أخبارهم وتحولاتهم

    وصرتُ فقط ضيفا عندهم !

    لأشتاق لوطن المهجر مرة اخرى

    أتعرف ؟

    سواء كنتِ في وطنك .. بين أهلك

    او كنتِ في وطن آخ

    ما نسميه يعني “غربة ”

    ستطول بكِ الحياة بما يكفي

    لتكتشف ان كل مرحلة من مراحل حياتك هي غربة

    وستعيش أياماً.. تكون فيها غريبة حتى في بيتك

    وسط أهلك

    مع أمك ... أو أخواتك

    مع زوجك ... أو أبنائك

    مع أصدقائك

    ستعيش لتنكر الكثير من الأمور

    على المكان الذي تعتبره وطنك.. وتتمني وطناً غيره

    وستعيش لتنكر أغلب انماط الحياة في الوطن الآخر

    وتشتاق لعودتك الى وطنك ..!

    ثم تكتشف .. بين هذا وذاك

    ان لا موطن حقيقي لكِ في الدنيا

    إنما هي محطات

    نهايات وبدايات..

    والمحطة الأخيرة.. الوطن الحقيقي.. المثوى الأخير

    هو بيتك في الجنة !

    قصورك .. سراياكِ .. جناتك .. حدائقك .. أنهارك

    بحرك .. سمائك .. أهلك .. أصدقائك .. أحبابك

    كلها هناك لكِ

    وكلها مطبوع عليها حروف اسمكً :

    ملكية أبدية أزلية ما دامت السموات والأرض

    بيتك الحالي .. سينتقل لغيرك

    ذهبك وأملاكك.. سيرثها ويوزعها ويبيعها ورثتك

    أولادك الحاليون .. سيتزوجون ويغادرونك

    زوجك.. قد يُخلص لكِ.. أو يتزوج غيرك

    أو يتوفاه الأجل قبلك !

    أمك .. أبوك .. سيرحلان

    أخوتك .. سيتشتتون بحثاً عن أرزاقهم

    البشر من حولنا يذهبون

    وما نمتلكه حقا.. هو ملكية مؤقت

    ستذهب الى غيرنا

    عندما نفقد أهليتنا في الحياة

    الموت… هو النهاية الحقيقية للغربة

    وهو البداية الحقيقية للعودة الى حضن الوطن

    لذا..

    عندما أعيش بين تلاطم أمواج الغربة طوال حياتي

    فإن الشيء الوحيد الذي أفكر فيه

    هو ما الذي سأتركه هنا.. في هذه الغربة

    لأمتلكه غدا بعد موتي

    على أرض وطني .. بيتي الحقيقي

    الذي أمتلك صك ملكيته الأبدية !

    كلنا.. أنا.. وانتِ.. وهو و هي .. نمتلك الكثير

    لكنه ليس بيدنا الان

    نمتلك قصوراً في الجنة

    واشجاراً لا تعد ولا تحصى

    نمتلك ربما فدادين لا نهاية. لها

    فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت

    ولا خطر على قلبنا قط

    لكنها بانتظارنا ان ندفع ثمنها هنا .. والان

    الحقيقة التي ستصل إليها.. كما وصلتُ أنا لها

    بعد الكثير من التخبط والحيرة والدموع والألم والشتات

    أن مكاننا الحقيقي .. وعودتنا الحقيقية

    ندفعها اليوم .. لنعيشها غدا

    لا شيء حقيقي الان.. ولا حتى كلمة “غربة”



    هي محطة

    وانتِ في هذا البلد محطة

    في بيت أهلك .. محطة

    في بيت زوجك .. محطة

    في عمر التقاعد

    بدون زوج ولا أولاد حولك .. أيضا.. محطة !

    سلسلة محطات… نسميها مجازا غربة

    ولكنها البضاعة التي ندفع ثمنها

    حتى نمتلك وطننا الحقيقي في الجنة !

    ربما تحتاج للاشتياق.. واللوعة.. والتحسر

    لكن اشرح صدرك .. للسما

    وثبت قدميكِ على الأرض

    أينما كانت .. ومع من كانت

    اوصل حبلك بالله

    وادفع ما استطعت من بضاعة الدنيا ثمناً للاخرة

    بر والديك وصلهما

    تزوج .. لتعف نفسك وتنجب ذرية صالحة

    ربي اولادك .. ليكونوا أغراب في الدنيا

    ويسعون لبيوتهم الحقيقية

    بيع من ذهبك.. وتصدق من مالك

    حقق أحلامك الآن من الصدقات الجارية

    لأن ورثتك قد يضنون عليكِ بها !!

    الوطن هو المكان المؤقت الذي نبيع ونشتري فيه

    من أعمال الدنيا

    ثمناً لشراء أوطاننا الحقيقية في الآخرة !

    عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :

    أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي

    فقال : “ كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ”


Working...
X