من كان أولا البيضة أم الدجاجة؟









.

عندما كنت صغيراً تعرضت لهذا السؤال كما تعرض له تقريباً أغلبنا إنه معضلة كل عصر وأوان التي لم يوضع لها حد إلى الأن، أول ما تبادر إلى ذهني كانت أية قرأنية استنتجت منها أن الدجاجة أتت أولاً بفهمي المحدود وقتها ولكنني تفاجئت بأن عالم الفيزياء ستيفن هوكينج يخالفني الرأيي ويرى أن البيضة لابد وأن تكون قد أتت أولاً. إذاً ما الذي يخبرنا به العلم اليوم؟









لقد كانت الدجاجة!، ففي عام 2010 باحثون بريطانيون تمكنوا من حلّ اللغز عندما اكتشفوا أن البروتين اللازم لتكوين قشر البيض لا يتم انتاجه سوى في مبيض الدجاج وبالتالي لابد من ان الدجاجة هي من أتت أولاً لأن قشر البيض لا يمكن ان يوجد بدون ذلك البروتين. البروتين المعروف باسم ovocledidin-17 يتحكم في عملية البلورة التي تحدث لقشر البيض، وبدونه لا يمكن تكوينه. لم يأتي هذا الإكتشاف في سياق محاولة العلماء فض الخلاف القائم بين هوكينج والمختلفين معه في الرأي وانما بهدف الكشف عن تكوين قشر البيض لاستغلاله في تطبيقات اخرى هامة، منها على سبيل المثال تقوية العظام الصناعية او ايجاد حلول لمشكلة الاحترار العالمي وذلك من خلال “حبس” كميات غاز ثاني اكسيد الكربون الزائدة في الجو وتخزينة لحين ايجاد الطريقة المثلى لاستغلاله وهي تقنية قيد التجريب والتفعيل لدى العديد من الدول اليوم، فهم ومعرفة البروتين الذي تتكون منه قشور البيض سيساعدنا على معرفة طريقة لبلورة اكسيد الكربون وتحويلة الى حجر الكلس او الحجر الجيري وإلقاءه في المحيط مرة أخرى. في الواقع معضلة الدجاجة والبيضة معضلة قديمة جداً وكبيرة جداً تمتد جذورها لما قبل الميلاد وما ذكرناه كان أحد الإجابات الممكنة لهذه المعضلة ويمكنكم الإطلاع على المزيد في المصادر.



.