إخوتي في الله؛ رُوّاد بوّابة داماس؛
فيما يلي مقالٌ يُبهرُ الألحاظ؛ بجمالِ لُغتنا العربيّة؛ من خِلال تفسير آي الرحمن سُبحانهُ.
وبالتّحديد سورة (الطّارق).
قال الله تعالى:
{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ}
أصل الطرق في اللغة الدق، ومنه المطرقة، ولذا قالوا للآتي ليلا «طارق»؛ لأنه يحتاج إلى طرق الباب، وسمي النجم طارقا لطلوعه ليلا، ولكنه هنا خص بما فسر به بعده في قوله تعالى:
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ} [الطارق: 3] الثقب: خرق شيء ملتئم، أي النجم المضيء الذي يثقب الظلام بضوئه.
قال كثير من المفسرين أقسم الله بالسماء وبالنجم الطارق لعظم أمرهما وكبر خلقهما كما في قوله تعالى:
{فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}.
.............................
{إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}
جواب القسم بالسماء والطارق
قيل: {حافظ} أي «حارس» من الآفات والمهلكات، كقوله تعالى {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّه}
وقيل حافظ أي لأعماله «يحصيها عليه» كما في قوله {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.
{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ} [الانفطار].
والسياق يشهد للمعنيين معا
وهو كناية عن البعث والنشور، فإن إقامة الحافظ تستلزم شيئا يحفظه وهو الأعمال خيرها وشرها، وذلك يستلزم إرادة المحاسبة عليها والجزاء.
يُتبعِ؛ بإذنِ الله تعالى.
.............................................................
ودُمتُم - على العربيّةِ - فخرًا، ودامت بكُم فخورةً.