بسمً الله الرّحمن الرّحيم
السلامُ ورحمة الله تعالى وبركاته
إخوتي الله؛ رُوّاد بوابة داماس ؛
فيما يلي مقالٌ قيم؛
أسألُ الله تعالى أن ينفعنا به.
مُشاهَدَة الْحَسَنة والسّيئة ،
والاهتمام بِقَبُول العَمَل
قال الصحابي الجليل أبو أيوب رضي الله عنه : إنّ الرَّجُلَ لِيَعْمَلُ الْحَسَنَة ، يَتّكِل عَلَيها ، وَيَعْمَل الْمُحَقّرَات حتى يَأتِي اللهَ وَقَد أخْطَرَتْه ، وَإنّ الرَّجُل لَيَعْمَل السّيّئَة فَيَفْرَق [أي: يَخاف] مِنْها حتى يَأتِي الله آمِنًا . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
وقال التابعي الجليل سعيد بن جُبير رحمه الله : إنّ الْعَبْد لَيَعْمَل الْحَسَنَة فَيَدْخُل بِهَا النّار ، وَإنّ الْعَبْد لَيَعْمَل السّيّئَة فَيَدْخُل بِها الْجَنّة ؛ وَذَلِك أنّه يَعْمَل الْحَسَنَة فَتَكُونُ نُصْبَ عَيْنِهِ وَيَعْجَب بِهَا ، وَيَعْمَلُ السّيّئَة فَتَكُون نُصْبَ عَيْنِه ، فَيَسْتَغْفِر اللّهَ وَيَتُوب إلَيه مِنْها .
(التحفة العراقية ، لشيخ الإسلام ابن تيمية)
وقال أبو حَازِمٍ رحمه الله : إنّ الرّجُل لَيَعْمَل السّيّئَة مَا عَمِل حَسَنَةً قَطّ أنْفَع لَه مِنْها ، وَإنّ الرَّجُل لَيَعْمَل الْحَسَنَة مَا عَمِل سَيّئَةً قَطّ أضَرّ عَلَيه مِنْها . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء".
قال ابن القيم : إذا أرَادَ الله بِعَبْدِه خَيْرا أنْسَاه رُؤْيَة طاعاته ، ورَفَعَها مِن قَلْبه وَلِسَانه . فَإذا ابْتُلِي بِالذّنْب جَعَله نُصْبَ عَيْنَيْه ونَسِي طَاعَاته ، وَجَعَل هَمَّه كُلّه بِذَنبِه ، فَلا يَزَال ذَنْبُه أمَامَه إن قَام أوْ قَعَد ، أوْ غَدا أوْ رَاح ؛ فَيكون هَذا عَيْن الرَّحْمَة فِي حَقّه .
(مفتاح دار السعادة).
وقال : فيكون ذلك الذّنْب أنفَع له مِن طاعات كثيرة بِما تَرَتّب عليه مِن هذه الأمور التي بها سَعَادة العَبد وفلاحُه ، حتى يكون ذلك الذّنب سَبَب دُخُوله الْجَنّة .
ويَفعَل الْحَسَنَة فلا يَزَال يَمُنّ بِها على ربّه ، ويَتَكَبّر بها ، ويَرَى نَفسَه ، ويُعْجَب بها ويَستَطِيل بها ، ويَقول : فَعَلْتُ وفَعَلْتُ ؛ فيُورِثه مِن العُجْب والكِبْر والفَخْر والاسْتِطَالة ما يَكُون سَبَب هَلاكِه .
فإذا أراد الله تعالى بهذا المسكِين خَيْرًا ابْتَلاه بِأمْر يَكْسِره بِه ، ويُذِلّ بِه عُنُقَه ، ويُصَغِّر بِه نَفسَه عِنده ، وإن أراد بِه غَيرَ ذلك خَلاّه وعُجْبَه وكِبْرَه . وهذا هو الْخُذْلاَن الْمُوجِب لِهَلاكِه .
(الوابل الصّيّب).
.........................
في أمان الله.
السلامُ ورحمة الله تعالى وبركاته
إخوتي الله؛ رُوّاد بوابة داماس ؛
فيما يلي مقالٌ قيم؛
أسألُ الله تعالى أن ينفعنا به.
مُشاهَدَة الْحَسَنة والسّيئة ،
والاهتمام بِقَبُول العَمَل
قال الصحابي الجليل أبو أيوب رضي الله عنه : إنّ الرَّجُلَ لِيَعْمَلُ الْحَسَنَة ، يَتّكِل عَلَيها ، وَيَعْمَل الْمُحَقّرَات حتى يَأتِي اللهَ وَقَد أخْطَرَتْه ، وَإنّ الرَّجُل لَيَعْمَل السّيّئَة فَيَفْرَق [أي: يَخاف] مِنْها حتى يَأتِي الله آمِنًا . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
وقال التابعي الجليل سعيد بن جُبير رحمه الله : إنّ الْعَبْد لَيَعْمَل الْحَسَنَة فَيَدْخُل بِهَا النّار ، وَإنّ الْعَبْد لَيَعْمَل السّيّئَة فَيَدْخُل بِها الْجَنّة ؛ وَذَلِك أنّه يَعْمَل الْحَسَنَة فَتَكُونُ نُصْبَ عَيْنِهِ وَيَعْجَب بِهَا ، وَيَعْمَلُ السّيّئَة فَتَكُون نُصْبَ عَيْنِه ، فَيَسْتَغْفِر اللّهَ وَيَتُوب إلَيه مِنْها .
(التحفة العراقية ، لشيخ الإسلام ابن تيمية)
وقال أبو حَازِمٍ رحمه الله : إنّ الرّجُل لَيَعْمَل السّيّئَة مَا عَمِل حَسَنَةً قَطّ أنْفَع لَه مِنْها ، وَإنّ الرَّجُل لَيَعْمَل الْحَسَنَة مَا عَمِل سَيّئَةً قَطّ أضَرّ عَلَيه مِنْها . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء".
قال ابن القيم : إذا أرَادَ الله بِعَبْدِه خَيْرا أنْسَاه رُؤْيَة طاعاته ، ورَفَعَها مِن قَلْبه وَلِسَانه . فَإذا ابْتُلِي بِالذّنْب جَعَله نُصْبَ عَيْنَيْه ونَسِي طَاعَاته ، وَجَعَل هَمَّه كُلّه بِذَنبِه ، فَلا يَزَال ذَنْبُه أمَامَه إن قَام أوْ قَعَد ، أوْ غَدا أوْ رَاح ؛ فَيكون هَذا عَيْن الرَّحْمَة فِي حَقّه .
(مفتاح دار السعادة).
وقال : فيكون ذلك الذّنْب أنفَع له مِن طاعات كثيرة بِما تَرَتّب عليه مِن هذه الأمور التي بها سَعَادة العَبد وفلاحُه ، حتى يكون ذلك الذّنب سَبَب دُخُوله الْجَنّة .
ويَفعَل الْحَسَنَة فلا يَزَال يَمُنّ بِها على ربّه ، ويَتَكَبّر بها ، ويَرَى نَفسَه ، ويُعْجَب بها ويَستَطِيل بها ، ويَقول : فَعَلْتُ وفَعَلْتُ ؛ فيُورِثه مِن العُجْب والكِبْر والفَخْر والاسْتِطَالة ما يَكُون سَبَب هَلاكِه .
فإذا أراد الله تعالى بهذا المسكِين خَيْرًا ابْتَلاه بِأمْر يَكْسِره بِه ، ويُذِلّ بِه عُنُقَه ، ويُصَغِّر بِه نَفسَه عِنده ، وإن أراد بِه غَيرَ ذلك خَلاّه وعُجْبَه وكِبْرَه . وهذا هو الْخُذْلاَن الْمُوجِب لِهَلاكِه .
(الوابل الصّيّب).
.........................
في أمان الله.