X

من أوراق الشعر ,, الشاعر حاتم الطائي .

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • أنيس
    Thread Author
    VIP
    • Sep 2018 
    • 1283 
    • 585 
    • 1,001 

    حاتم الطائي من شعراء العرب في العصر الجاهلي، توفي في العام 46 قبل الهجرة ،
    وهو عبد الله بن سعد بن آل فاضل بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم هزومة بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء الطائي ،
    وكنيته أبو سفانة وأبو عدي ، اتصف حاتم الطائي بكرمه وسخائه الذي ورثه عن أمه عتبة بنت عفيف بن عمرو بن أخزم ،
    فهو من الأشخاص الذين يضرب بهم المثل بالكرم والجود والسخاء ، سكن واستقر في بلاد الجبلين أجا وسلمى ،
    وهذه البلاد تسمى في الوقت الحاضر بمنطقة حائل الموجودة في الجهة الشمالية من المملكة العربية السعودية ،
    ويوجد له في هذه المنطقة العديد من البقايا التي تعود للقصر الخاص به ، وللقبر الذي دفن فيه ، بالإضافة إلى موقدته المشهورة في منطقة توران .
    وإضافة إلى رهافة حسِّهِ بقرض الشعر فقد تميز الطائي بالصفات والخصال الحميدة كـ " الكرم والجود . الصدق في القول والفعل . القوة والشجاعة عند القتال ومساعدة المحتاجين عند اللجوء أليه . " .
    وقد قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أطلق سبيل ابنته السبيَّة سفانة " خلُّو عنها فإن أباهاها كان يحب مكارم الأخلاق " ,
    ولد حاتم الطائي وتوفي في الفترة التي سبقت انتشار الدين الإسلامي، وبعد ظهور الإسلام وانتشاره أعلن أبناؤه عدي وسفانة إسلامهما , وقد قيل خيراً في عدي بن حاتم بعد إسلامه ,
    تزوج الطائي من ماوية بنت حجر وهي من ملكات آل غسان بالشام ومنهم من قال ماويَّة بنت عفزَر ملكة من ملكات الحيرة
    وهي فتاة ثرية جداً وتعيش حياة ملوكية ، تقدم لخطبتها العديد من أهل الصيت فوقع الاختيار على حاتم الطائي لوسامته وسمعته ,
    أمّا زوجته الثانية - النَّوار البُختُريّة - فهي من بني سلامان، وهي من النساء الشريفات وتعود أصولها إلى اليمن وعاشت في الحيرة وإليها ينسب ولديه - سفانة و عدي - ،
    ولا يُذكرُ لحاتم الطّائيّ إلّا زوجتيه النَّوار وماويَّة ،
    مع ورود أخبار عن وجود زوجاتٍ غيرهما لحاتم .
    وقد قيل في طلاقه لزوجته ماويَّة الذي أسند سببه إلى زيادة كرمه والتي كانت تحسبه من التبذير دون النظر لمصلحة عياله .

    ومن بديع ما قال هذه القصيدة التي أشار فيها إلى جملة من القيم العربية وفخر بنفسه :

    هل الدهرُ إلا اليوم أو أمسِ أو غدُ ... كذاكَ الزّمانُ بَينَنا يَتَرَدّدُ
    يردُ علينا ليلة بعد يومها ... فلا نَحنُ ما نَبقى ولا الدّهرُ يَنفدُ
    لنا أجلٌ إما تناهى إمامه ... فنحن على آثاره نتوردُ
    بَنُو ثُعَلٍ قَوْمي فَما أنا مُدّعٍ ... سِواهُمْ إلى قوْمٍ وما أنا مُسنَدُ
    بدرئهم أغثى دروءَ معاشرِ ... ويَحْنِفُ عَنّي الأبْلَجُ المُتَعَمِّدُ
    فمَهْلاً! فِداكَ اليَوْمَ أُمّي وخالَتي ... فلا يأمرني بالدنية أسودُ
    على جبن إذا كنت واشتد جانبي ... أسام التي أعييت إذْ أنا أمردُ
    فهلْ تركتْ قلبي حضور مكانها ... وهَلْ مَنْ أبَى ضَيْماً وخَسفاً مخلَّد؟
    ومتعسف بالرمح دونَ صحابهِ ... تَعَسّفْتُهُ بالسّيفِ والقَوْمُ شُهّد
    فَخَرّ على حُرّ الجبينِ وَذادَهُ ... إلى الموت مطرور الوقيعة مذودُ
    فما رمته حتى أزحت عويصه ... وحتى عَلاهُ حالِكُ اللّونِ أسوَدُ
    فأقسمت لا أمشي إلى سر جارة ... مدى الدهر ما دام الحمام يغردُ
    ولا أشتري مالاً بِغَدْرٍ عَلِمْتُهُ ... ألا كلّ مالٍ خالَطَ الغَدْرُ أنكَدُ
    إذا كانَ بعضُ المالِ رَبّاً لأهْلِهِ ... فإنّي بحَمْدِ اللَّهِ مالي مُعَبَّدُ
    يُفّكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً ... ويُعْطَى ، إذا مَنّ البَخيلُ المُطَرَّدُ
    إذا ما البجيل الخب أخمدَ ناره ... أقولُ لمَنْ يَصْلى بناريَ أوقِدوا
    توَسّعْ قليلاً أو يَكُنْ ثَمّ حَسْبُنا ... وموقدها الباري أعف وأحمدُ
    كذاكَ أُمورُ النّاسِ راضٍ دَنِيّة ً ... وسامٍ إلى فَرْعِ العُلا مُتَوَرِّدُ
    فمِنْهُمْ جَوادٌ قَد تَلَفّتُّ حَوْلَهُ ... ومنهُمْ لَئيمٌ دائمُ الطّرْفِ أقوَدُ
    وداع دعاني دعوة فأجبته ... وهل يدع الداعين إلا المبلَّدُ؟

    مني جليل التحية لمن قرأ واتعظ وشرح بمآثر العروبة صدره و وعظ ..

Working...
X