X

من أوراق الشعر ,, الشاعر المثقب العبدي .

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • أنيس
    Thread Author
    VIP
    • Sep 2018 
    • 1283 
    • 585 
    • 1,001 


    المُثقِّب العَبدِي شاعر جاهلي ، من أهل البحرين
    وهو : عائذ بن مِحْصَن بن ثعلبة العبدي أبو عَدي ، من بني نُكْرة بن عبد القيس ، من بني ربيعة .
    ولُقّب (المثقِّب) لقوله:
    ظهرْنَ بكِلَّةٍ وسدلْنَ رَقْما
    وثقّبن الوصاوص للعيون
    (الكِلة : شبه سترٍ رقيق ، والرقْم : نوع من الثياب المزينة التي توضع على الهودج ، والوصاوص : البراقع) .
    والشاعر في اسمه ونسبه بعض اختلاف , إلا أنه شاعر قديم جاهلي كان في زمن عمرو بن هند ، وإياه عنى بقوله :
    إلى عمرٍو ومن عمرٍو أتتني
    أخي الفَعَلات والحلم الرزين
    عاش مع قومه في البحرين ، الممتدة من البصرة إلى عُمان على شاطئ الخليج العربي ،
    وليس هناك ما يثبت زمن ولادته على وجه الدقة ولا مكانها ، ولا زمن وفاته ، على أن الثابت أنه من شعراء القرن السادس الميلادي ، ولعله عاش في النصف الثاني منه .
    وقيل في هذا 71 - 36 ق. هـ / 553 - 587 م
    وهو خال الشاعر الجاهلي شأس بن نهار العبدي الملقّب بـ «الممزِّق» .
    وقد أغفلت المصادر أخبار حياته ، فليس ثمة ما يعين على معرفة تفاصيلها ،
    ليبقى شعره الوثيقة الوحيدة الدالة على حياة هذا الشاعر وصفاته ، ويظهر من شعره صفات «كثيرة أولها سمة الحكيم الزاهد القدَرِي ، ثم سمة السياسي الماهر الذي يقيم صلاته بالحاكمين على أساسٍ من الدهاء المغلّف بالتكريم …
    ولعل بُعدُ المثقّب عن مقر الحكم في الحيرة كان سبباً من أسباب هذا الهدوء في شعره الذي يكاد أن يقرب من المسالمة …
    كذلك تبدو منه أيضاً سمة الشاعر الإنسان الذي يريد السلام لقومه» .
    وعلى الرغم مما كان من سوء علاقة بين قوم الشاعر وملوك الحيرة ، فإن المثقّب مدح بعض هؤلاء الملوك ، ومن ذلك قوله في عمرو بن هند :
    وإلى عمرٍو وإن لم آتِه
    تُجلَب المِدحةُ أو يَمضي السفر
    «كما يتميز هذا الشاعر بدقةِ الوصف وقوة الملاحظة ،
    مع رهافةٍ في الحس وتوثّبِ الخاطر من غرض إلى غرض ، إلى جانب ابتداع في المعنى وابتداع في اللفظ» .
    ولعل أشهر قصائده قصيدته التي مطلعها :
    أفاطمَ قبل بَيْنِك متّعيني
    ومنعُك ما سألتُ كأنْ تَبيني
    فلا تَعِدي مواعدَ كاذباتٍ
    تمرُّ بها رياحُ الصيفِ دوني
    وقد حظي شعره بالانتشار بين الرواة والعلماء الذين ضمّنوا بعض قصائده في كتبهم ، واستحسنوا كثيراً من أبياته ومعانيه ، وأشاروا إلى سبقه إلى بعض المعاني التي قلّده فيها الشعراء بعده .
    وقد جُمع شعره قديماً ، ونشره محققاً حسن كامل الصيرفي في مجلة معهد المخطوطات العربية .
    ومن آثاره :
    أَلا حَيِّيا الدّارَ المُحيلَ رُسُومُها ... تهيجُ علينا ما يهيجُ قديمها
    سقى تلكَ منْ دارٍ ومنْ حلَّ ربعها ... ذِهابُ الغَوادي وَبْلُها ومُديمُها
    ظَلَلتُ أَوُدُّ العَينَ عن عَبَراتِها ... إذا نزفتْ كانتْ سراعاً جمومها
    كأنّي أُقاسي من سَوابِقِ عَبرة ٍ ... ومن ليلة ٍ قد ضافَ صَدري هُمومُها
    تُرَدُّ بأَثناءٍ كأنّ نُجومَها ... حيارى إذا ما قلت: غابَت نجومها
    فبتُّ أضمُّ الرّكبتينِ إلى الحثا ... كأنِّي راقي حَيَّة ٍ أو سَليمُها

    وله أيضاً :
    ولَلمَوتُ خيرٌ للفتى من حياتِه ... إذا لم يَثِبْ للأمرِ إلاّ بقائدِ
    فعالجْ جسيماتِ الأمورِ، ولا تكنْ ... هبيتَ الفؤادِ همهُ للوسائدِ
    إذا الرِّيحُ جاءَت بالجَهامِ تَشُلُّهُ ... هذا ليلهُ شلَّ القلاصِ الطَّرائدِ
    وأَعقَبَ نَوءَ المِرزَمَينِ بغُبرَة ٍ ... وقطٍ قليلِ الماءِ بالَّليلِ باردِ
    كفى حاجة َ الاضيافِ حتى يريحها ... على الحيِّ منَّا كلُّ أروعَ ماجدِ
    تراهُ بتفريجِ الأمورِ ولفِّها ... لما نالَ منْ معروفها غيرَ زاهدِ
    وليسَ أخونا عند شَرٍّ يَخافُهُ ... ولا عندَ خيرٍ إن رَجاهُ بواحدِ
    إذا قيل: منْ للمعضلاتِ؟ أجابهُ: ... عِظامُ اللُّهى منّا طِوالُ السَّواعدِ

    ننقل عن سالف الدهر وننقب عن الفائدة ,
    مني جليل التقدير والتحية ..
Working...
X