X

أقوال في البلاغة ومعانيها ,,

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • أنيس
    Thread Author
    VIP
    • Sep 2018 
    • 1283 
    • 585 
    • 1,001 

    تكلم رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم،
    فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " كم دون لسانك من حجاب؟ فقال: شفتاي، وأسناني، فقال له:
    " إن الله يكره الانبعاق في الكلام، فنضر الله وجه رجل أوجز في كلامه واقتصر على حاجته " .
    وسئل النبي صلى الله عليه وسلم: فيم الجمال؟ فقال: " في اللسان " يريد البيان.
    وقال أصحاب المنطق: حد الإنسان: الحي الناطق؛ فمن كان في المنطق أعلى رتبة كان بالإنسانية أولى.
    وقالوا: الروح عماد الجسم، والعلم عماد الروح، والبيان عماد العلم.
    وسئل بعض البلغاء: ما البلاغة؟ فقال: قليل يُفهم، وكثير لا يسأم.
    وقال آخر: البلاغة إجاعة اللفظ، وإشباع المعنى.
    وسئل آخر فقال: معان كثيرة، في ألفاظ قليلة.
    وقيل لأحدهم ما البلاغة؟ فقال: إصابة المعنى وحسن الإيجاز.
    وسئل بعض الأعراب: من أبلغ الناس؟ فقال: أسهلهم لفظاً، وأحسنهم بديهيةً..
    وسأل الحجاج ابن القبعثري: ما أوجز الكلام؟ فقال: ألا تبطئ، ولا تخطئ، وكذلك قال صحار العبدي لمعاوية بن أبي سفيان.
    وقال خلف الأحمر: البلاغة كلمة تكشف عن البقية.
    وقال المفضل الضبي: قلت لأعرابي: ما البلاغة عندكم؟ فقال: الإيجاز من غير عجز، والإطناب من غير خطل.
    وكتب جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي إلى عمرو بن مسعدة: إذا كان الإكثار أبلغ كان الإيجاز تقصيراً، وإذا كان الإيجاز كافياً كان الإكثار عياً.
    قال أبو الحسن علي بن عيسى الرماني: أصل البلاغة الطبع، ولها مع ذلك آلات تعين عليها، وتوصل للقوة فيها، وتكون ميزاناً لها، وفاصلة بينها وبين غيرها، وهي ثمانية أضرب:
    الإيجاز، والاستعارة، والتشبيه، والبيان، والنظم، والتصرف، والمشاكلة، والمثل، وسيرد كل واحد منها بمكانه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
    وقال معاوية لعمرو بن العاص: من أبلغ الناس؟ فقال: من اقتصر على الإيجاز، وتنكب الفضول.
    وسئل ابن المقفع: ما البلاغة؟ فقال: اسم لمعان تجري في وجوه عدة كثيرة : فمنها ما يكون في السكوت، ومنها ما يكون في الاستماع، ومنها ما يكون في الإشارة، ومنها ما يكون شعراً، ومنها ما يكون سجعاً، ومنها ما يكون ابتداء، ومنها ما يكون جواباً، ومنها ما يكون في الاحتجاج، ومنها ما يكون خطباً، ومنها ما يكون رسائل؛ فعامة هذه الأبواب الوحي فيها والإشارة إلى المعنى والإيجاز هو البلاغة.
    وقيل لبعضهم: ما البلاغة؟ فقال: إبلاغ المتكلم حاجته بحسن إفهام السامع، ولذلك سميت بلاغة.
    وقال آخر: البلاغة أن تفهم المخاطب بقدر فهمه، من غير تعب عليك.
    وقال آخر: البلاغة معرفة الفصل من الوصل.
    وقيل: البلاغة حسن العبارة، مع صحة الدلالة.
    وقيل: البلاغة أن يكون أول كلامك يدل على آخره، وآخره يرتبط بأوله.
    وقيل: البلاغة القوة على البيان، مع حسن النظام.
    وقالوا: البلاغة ضد العي، والعي: العجز عن البيان.
    وقيل: لا يكون الكلام يستوجب اسم البلاغة حتى يسابق معناه لفظه، ولفظه معناه، ولا يكون لفظه أسبق إلى سمعك من معناه إلى قلبك.
    وسأل عامر بن الظرب العدواني حمامة بن رافع الدوسي بين يدي بعض ملوك حمير فقال: من أبلغ الناس؟ قال: من حلى المعنى المزيز باللفظ الوجيز، وطبق المفصل قبل التحريز.
    قيل لأرسطاطاليس: ما البلاغة؟ قال: حسن الاستعارة.
    وقال الخليل: البلاغة ما قرب طرفاه، وبعد منتهاه.
    وقيل لخالد بن صفوان: ما البلاغة؟ قال: إصابة المعنى، والقصد إلى الحجة وقيل لإبراهيم الإمام: ما البلاغة؟ قال: الجزالة، والإطالة، وهذا مذهب جماعة من الناس جلة، وبه كان ابن العميد يقول في منثوره.
    وقيل لبعض الجلة: ما البلاغة؟ فقال: تقصير الطويل، وتطويل القصير، يعني بذلك القدرة على الكلام.
    وقال أبو العيناء: من اجتزأ بالقليل عن الكثير، وقرَّب البعيد إذا شاء، وأبعد القريب، وأخفى الظاهر، وأظهر الخفي.
    وحكى الجاحظ عن الإمام إبراهيم بن محمد قوله: كفى من حظ البلاغة ألا يؤتى السامع من سوء إفهام الناطق، ولا يؤتى الناطق من سوء فهم السامع .
    ومن كلام ابن المعتز: البلاغة بلوغ المعنى، ولما يطل سفر الكلام.
    وقال ابن الأعرابي: البلاغة التقرب من البغية، ودلالة قليل على كثير.
    وقال بعض المحدثين: البلاغة إهداء المعنى إلى القلب في أحسن صورة من اللفظ.
    ومن كلام أبي منصور عبد الملك بن إسماعيل الثعالبي، قال: قال بعضهم: البلاغة ما صعب على التعاطي وسهل على الفطنة.
    وقال: خير الكلام ما قل ودل، وجل ولم يمل.
    وقال : أبلغ الكلام ما حسن إيجازه، وقل مجازه، وكثر إعجازه، وتناسبت صدوره وأعجازه. قال: وقيل: البليغ من يجتني من الألفاظ نوارها، ومن المعاني ثمارهاً.

    اللهم نسألك البلاغة في الإيجاز ونعوذ بك من الثرثرة والإعجاز .
    مني جليل التقدير والتحية ..


    من الكتاب : العمدة في محاسن الشعر وآدابه ( بالتصرف )
Working...
X