X

من تراث الأجداد ,, لاميِّة العجم للطغرائي .

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • أنيس
    Thread Author
    VIP
    • Sep 2018 
    • 1283 
    • 585 
    • 1,001 

    الطغرائي 455 - 513 هـ / 1063 - 1120 م الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد أبو إسماعيل مؤيد الدين الأصبهاني الطغرائي.
    شاعر ، من الوزراء الكتاب، كان ينعت بالأستاذ، ولد بأصبهان، اتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب الموصل) فولاه وزارته.
    ثم اقتتل السلطان مسعود وأخ له اسمه السلطان محمود فظفر محمود وقبض على رجال مسعود وفي جملتهم الطغرائي، فأراد قتله ثم خاف عاقبة النقمة عليه،
    لما كان الطغرائي مشهوراً به من العلم والفضل، فأوعز إلى من أشاع اتهامه بالإلحاد والزندقة فتناقل الناس ذلك ، فاتخذ السطان محمود حجة فقتله.
    ونسبة الطغرائي إلى كتابة الطغراء. وللمؤرخين ثناء عليه كثير. له ديوان شعر مطبوع و هو صاحب لامية العجم ومطلعها . (أصالة الرأي صانتني من الخطل ).
    وهذا ما جاء فيها :

    أصالة الرأي صانتني عن الخطل ... وحلية الفضل زانتني لدى العطل (1)
    مجدي أخيراً ومجدي أولاً شرع ... والشمس رأد الضحى كالشمس في الطفل (2)
    فيم الإقامة بالزوراء لا سكني ... بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
    ناء عن الأهل صفر الكف منفرد ... كالسيف عرى متناه عن الخلل
    فلا صديق إليه مشتكى حزني ... ولا أنيس إليه منتهى جذلي
    طال اغترابي حتى حنّ راحلتي ... ورحلها وقرى العسالة الذبل
    وضج من لغب نضوى وعج لما ... ألقى ركابي ولج الركب في عذلي(3)
    أريد بسطة كف أستعين بها ... على قضاء حقوق للعلى قبلي
    والدهر يعكس آمالي ويقنعني ... من الغنيمة بعد الكد بالقفل
    وذي شطاط كصدر الرمح معتقل ... بمثله غير هياب ولا وكل(4)
    حلو الفكاهة مرّ الجدّ قد مزجت ... بشدة البأس منه رقة الغزل
    طردت سرح الكرى عن ورد مقلته ... والليل أغرى سوام النوم بالمقل(5)
    والركب ميل على الأكوار من طرب ... صاح وآخر من خمر الكرى ثمل
    فقلت أدعوك للجلي لتنصرني ... وأنت تخدلني في الحادث الجلل(6)
    تنام عيني وعين النجم ساهرة ... وتستحيل وصبغ الليل لم يحل
    فهل تعين على غيّ هممت به ... والغيّ يزجر أحياناً من الفشل(7)
    إني أريد طروق الحي من إضم ... وقد حمته رماة الحي من ثعل(8)
    يحمون بالبيض والسمر اللذان به ... سود الغدائر حمر الحلي والحلل
    فسر بنا في دمام الليل معتسفاً ... فنفحة الطيب تهدينا إلى الحلل(9)
    فالحب حيث العدى والأسد رابضة ... حول الكنائس لها غاب من الأسل
    تؤم ناشئة بالجزع قد سقيت ... نصالها بمياه الغنج والكحل(10)
    قد زاد طيب أحاديث الكرام بها ... ما بالكرائم من جبن ومن بخل
    تبيت نار الهوى منهنّ في كبد ... حري ونار القرى منهم على القلل
    يقتلن أنضاء حب لا حراك بها ... وينحرون كرام الخيل والإبل(11)
    يشفي لديغ العوالي في بيوتهم ... بنهلة من غدير الخمر والعسل(12)
    لعل إلمامة بالجزع ثانية ... يدب منها نسيم البرء في علل(13)
    لا أكره الطعنة النجلاء قد شفعت ... برشقة من نبال الأعين النجل(14)
    ولا أهاب الصفاح البيض تسعدني ... باللمح من خلل الأستار والكلل(15)
    ولا أخل بغزلان أغازلها ... ولو دهتني أسود الغيل بالغيل(16)
    حب السلامة يثني همّ صاحبه ... عن المال ويغري المرء بالكسل
    فإن جنحت إليه فاتخذ نفقاً ... في الأرض أو سلماًَ في الجوّ فاعتزل(*)
    ودع غمار العلى للمقدمين على ... ركوبها واقتنع منهنّ بالبلل(17)
    رضى الذليل بخفض العيش مسكنة ... والعز عند رسيم الأينق الذلل(18)
    فادرأ بها في نحور البيد جافلة ... معارضات مثاني اللجم بالجدل(19)
    إن العلى حدثتني وهي صادقة ... فيما تحدّث أن العز في النقل
    لو أن في شرف المأوى بلوغ منى ... لم تبرح الشمس يوماً دارة الحمل
    أهبت بالحظ لو ناديت مستمعاً ... والحظ عني بالجهال في شغل(20)
    لعلي إن بدا فضلي ونقصهم ... لعينه نام عنهم أو تنبه لي
    أعلل النفس بالآمال أرقبها ... ما أضيق الدهر لولا فسحة الأمل
    لم أرتض العيش والأيام مقبلة ... فكيف أرضى وقد ولت على عجل
    غالي بنفسي عرفاني بقيمتها ... فصنتها عن رخيص القدر مبتذل(21)
    وعادة النصل أن يزهى بجوهره ... وليس يعمل إلا في يدي بطل
    ما كنت أوثر أن يمتدّ بي زمني ... حتى أرى دولة الوغاد والسفل
    تقدمتني أناس كان شوطهم ... وراء خطوي ولو أمشي على مهل(22)
    هذا جزاء امرئ أقرانه درجوا ... من قبله فتمنى فسحة الأجل
    وإن علاني من دوني فلا عجب ... لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل
    فاصبر لها غير محتال ولا ضجر ... في حادث الدهر ما يغني عن الحيل(23)
    أعدى عدوك ادنى من وثقت به ... فحاذر الناس واصحبهم على دخل
    فإنما رجل الدنيا وواحدها ... من لا يعوّل في الدنيا على رجل
    وحسن ظنك بالأيام معجزة ... فظن شرّا وكن منها على وجل
    غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت ... مسافة الخلف بين القول والعمل
    وشاب صدقك عند الناس كذبهم ... وهل يطابق معوج بمعتدل(24)
    إن كان ينجع شيء في ثباتهم ... على العهود فسبق السيف للعذل(25)
    يا وارداً سؤر عيش كله كدر ... أنفقت صفوك في أيامك الأول
    فيم اقتحامك لج البحر تركبه ... وأنت يكفيك منه مصة الوشل
    ملك القناعة لا يخشى عليه ولا ... يحتاج فيه إلى الأنصار والخول
    ترجو البقاء بدار لا ثبات لها ... فهل سمعت بظل غير منتقل
    ويا خبيراً على الأسرار مطلعاً ... اصمت ففي الصمت منجاة من الزلل
    قد رشحوك لأمر إن فطنت له ... فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل(26)
    ---------------------------------------------------------------------

    (1) أصالة الرأي جودته، والخطل المنطق الفاسد، والعطل التعري عن الملابس الظاهرة
    (2) قوله شرع أي سواء ورأد الضحى وقت ارتفاع الشمس والطفل آخر النهار
    (3) الضجيج الصياح، واللغب بالغين المعجمة التعب والإعياء والنضو البعير المهزول والعج رفع الصوت، ولج الركب زاد في اللوم
    (4) الواو واو رب والشطاط اعتدال القامة وقوله غير هياب أي غير جبان ولا وكل بكسر الكاف: أي غير عاجز
    (5) يقول إني منعته النوم بالمحادثة ونحن في ليل قد أقبل بالنوم على العيون
    (6) الجلي بالضم الأمر العظيم وجمعها جلل ككبر
    (7) الغيّ الضلال، والزجر المنع، والفشل الجبن
    (8) الطروق هو المجيء في الليل واضم كعنب الوادي الذي فيه مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وثعل كصرد ابن عمرو بنو ثعل مشهورون باتقان رمي السهام
    (9) الذمام الحرمة والاعتساف من العسف وهو الأخذ في السير بغير دليل
    (10) تؤم تقصد، وناشئة أي مخلوقة، والجزع بالكسر منعطف الوادي
    (11) الأنضاء جمع نضو وأراد به جماعة العشاق الذين أمرضهم الهوى وأنحلهم
    (12) العوالي الرماح، والنهلة الشربة الواحدة
    (13) الإلمام النزول وقد ألمّ به أي نزول وقوله يدبّ أي يمشي من دبّ على الأرض يدبّ دبيباً إذا مشى والبرء الشفاء
    (14) يقول لا أكره الطعنة الواسعة التي تصيبني وقد ثنيت برشقة من سهام العيون المتسعة برؤية هذه الفتيات لأن ذلك رخيص إذا تهيأ إلى المرام
    (15) يقول لا اهاب الصوارم التي هي العيون ووقعها فيّ إذا كانت تسعدني على جراحي باللمح من خلل الأستار
    (16) قوله ولا اخل أي ولا أترك، والمغازلة المحادثة مع النساء، والغيل بفتح الغين المعجمة موضع الأسد والغيل بالتحريك الشرّ
    (*) الجنوح الميل والنفق بالتحريك سرب في الأرض، والسلم معروف
    (17) يقول اترك لجج المعالي لذوي الأقدام على ركوبها والمكابدين لشدائدها واقتنع من اللجج بالبلل وكنى بالبلل عن الشيء اليسير من العيش وقوله هذا مقابل بالقبول عند ذوي العقول
    (18) الخفض الدعة، والرسيم ضرب من سير الإبل
    (19) يقول فادفع بالأينق الذلل في نحور المفاوز مسرعة معارضات لجم الخيل بأزمتها
    (20) قوله أهبت أي صحت وهو ماخوذ من قولهم أهاب الراعي بغنمه إذا صاح بها لتقف عن السير
    (21) يقول: إن عرفاني بنفسي يغالي الناس بقيمتها وما يجد لها كفؤا في القمة منهم فلهذا أحفظها ولا أبذلها لرخيص القدر مبتذل أي ممتهن
    (22) يقول تقدمني قوم كان جريهم وراء خطوي ولو أمشي متمهلاً
    (23) اللام في لها للتعدية والضمير راجع إلى معهود في الذهن لم يذكر وهي المقادير والأيام
    (24) يقول هل المعوج وهو الكذب يطابق المعتدل وهو الصدق
    (25) قوله فسبق السيف للعذل: أي فات الأمر فلم يفد العذل شيئاً كما أن السيف يسبق من يعذل
    (26) يقول: قد أهلوك لأمر إن فطنت له فاهرب منهم ولا تطاوعهم على ما يرومونه منك إن أردت أن لا ترعى مع الهمل. والهمل بالتحريك الابل التي لا راعي لها.

    على أمل أن تجدوا في هذا ما يفيد , مني أسمى التقدير ..




    بالتصرف من كتاب : نفحة اليمن في ما يزول بذكره الشجن
Working...
X