سمع الورد كلام النرجس فخجل خده حتى كلله من الطل العرق،
وكاد خوف الفضيحة يتستر بالورق، ثم استشاط كمن أطلق من عقال، وسطا على النرجس بشوكه وقال، :
يا نفاضة المحافل ومن تربته المزابل، كم هو الفرق بين مهتوك ومصون، ومتروك ومخزون،
فجُلَّ القضية أنك راجل وأنا فارس، وتقوم في الخدمة وأنا جالس،
ولولا فجورك وقوّة الحدقة ما جئت تزاحمني في الطبقة وأنشد :
أما وفتور أجفاني النواعس ... وتنزيهي المحاضر والمجالس
وإشراقي لعشاقي وما قد ... كساني الله من أسنى الملابس
وما قد حزت من نشر شذاه ... يفوح بطيّ أنفاسي النفائس
لقد عديت طورك في مقامي ... وهل أحد بمثلك لي يقايس
أنا في البسط فاتح كل باب ... وخاتم كل زهر في المجالس
وإن زفت كؤوس الراح أجلي ... على صحبي كما تجلى العرائس
وإن نحن اجتمعنا في مقام ... تقم في خدمتي وأظل جالس
وإن تك حارساً ما ذاك فخر ... فكم ما بين سلطان وحارس
دع التعريض في قولك فإني ... أراك إن التقى الجمعان ناعس
وهل للحب من حسن إذا ما ... يكون الورد في خديه غارس
تململ النرجس لما سمع مقالة الورد وقال :
أنا عيون المجالس وزينتها وأنيس النديم، وقد خلقني الله في أحسن تقويم
فمن أين لك لطفي ودلالي، وقد فاتك ليني واعتدالي وبي تشبه عين الحبيب
فاعلم ولأجل عين ألف عين تكرم، وكثيراً ما بينك وبيني وإن عدت إلى مثلها سقطت من عيني وأنشد:
وأما فتور أجفاني النواعس ... ولحظ دونه لحظ الكوانس
وأحداق تصيد الأسد صيداً ... وألباب الرجال لها فرائس
وعينيّ الوقاح ولين عطفي ... لرشد إذ بدا في الروض مائس
لئن لم تنته يا ورد عني ... وتترك ما لديك من الوساوس
رشقتك صائباً بسهام عيني ... وأجعل ربعك المهدوم دارس
أنا أبهى وألطف منك معنى ... وأزهى في المجالس للمجالس
وكم متَّعته نظراً وشماً ... ولنت له ولا أوذي الملامس
وعن أهل الغرام أغض طرفي ... وإن نام الحبيب فنعم حارس
أقوم بخدمة الندمان جهدي ... وتقعد عن مقامي في المجالس
لفخرك لم أجد وجهاً لأني ... أنا رأسي الزهور فلا تراوس
يبدو أنها ملحمة مفيدة تركزت على العنف والمكيدة بين الورد صاحب الشوك والنرجس صاحب النفس العتيدة ,
أمتعنا الله وإيَّاكم بما تبقى منها ونحن نقرأ عنهما كل محسنة وفريدة . ومني كل التقدير..
من كتاب : نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن
وكاد خوف الفضيحة يتستر بالورق، ثم استشاط كمن أطلق من عقال، وسطا على النرجس بشوكه وقال، :
يا نفاضة المحافل ومن تربته المزابل، كم هو الفرق بين مهتوك ومصون، ومتروك ومخزون،
فجُلَّ القضية أنك راجل وأنا فارس، وتقوم في الخدمة وأنا جالس،
ولولا فجورك وقوّة الحدقة ما جئت تزاحمني في الطبقة وأنشد :
أما وفتور أجفاني النواعس ... وتنزيهي المحاضر والمجالس
وإشراقي لعشاقي وما قد ... كساني الله من أسنى الملابس
وما قد حزت من نشر شذاه ... يفوح بطيّ أنفاسي النفائس
لقد عديت طورك في مقامي ... وهل أحد بمثلك لي يقايس
أنا في البسط فاتح كل باب ... وخاتم كل زهر في المجالس
وإن زفت كؤوس الراح أجلي ... على صحبي كما تجلى العرائس
وإن نحن اجتمعنا في مقام ... تقم في خدمتي وأظل جالس
وإن تك حارساً ما ذاك فخر ... فكم ما بين سلطان وحارس
دع التعريض في قولك فإني ... أراك إن التقى الجمعان ناعس
وهل للحب من حسن إذا ما ... يكون الورد في خديه غارس
تململ النرجس لما سمع مقالة الورد وقال :
أنا عيون المجالس وزينتها وأنيس النديم، وقد خلقني الله في أحسن تقويم
فمن أين لك لطفي ودلالي، وقد فاتك ليني واعتدالي وبي تشبه عين الحبيب
فاعلم ولأجل عين ألف عين تكرم، وكثيراً ما بينك وبيني وإن عدت إلى مثلها سقطت من عيني وأنشد:
وأما فتور أجفاني النواعس ... ولحظ دونه لحظ الكوانس
وأحداق تصيد الأسد صيداً ... وألباب الرجال لها فرائس
وعينيّ الوقاح ولين عطفي ... لرشد إذ بدا في الروض مائس
لئن لم تنته يا ورد عني ... وتترك ما لديك من الوساوس
رشقتك صائباً بسهام عيني ... وأجعل ربعك المهدوم دارس
أنا أبهى وألطف منك معنى ... وأزهى في المجالس للمجالس
وكم متَّعته نظراً وشماً ... ولنت له ولا أوذي الملامس
وعن أهل الغرام أغض طرفي ... وإن نام الحبيب فنعم حارس
أقوم بخدمة الندمان جهدي ... وتقعد عن مقامي في المجالس
لفخرك لم أجد وجهاً لأني ... أنا رأسي الزهور فلا تراوس
يبدو أنها ملحمة مفيدة تركزت على العنف والمكيدة بين الورد صاحب الشوك والنرجس صاحب النفس العتيدة ,
أمتعنا الله وإيَّاكم بما تبقى منها ونحن نقرأ عنهما كل محسنة وفريدة . ومني كل التقدير..
من كتاب : نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن