X

جامع الجسر الأبيض المدرسة الماردانية المدارس الأيوبية في دمشق

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • مرجان الأطرش
    Thread Author
    مشرف المنتديات العامة
    • Sep 2018 
    • 513 
    • 190 
    • 228 



    المدرسة الماردانية ـ جامع الجسر الأبيض
    المدارس الأيوبية في دمشق
    للباحث عماد الأرمشي





    تقع المدرسة الماردانية خارج أسوار مدينة دمشق القديمة في الزاوية الشمالية من ساحة الجسر الأبيض عند التقاء شارع جمال عبد الناصر جنوباً بشارع العفيف شمالا ، و كذلك عند التقاء شارع زهير بن أبي سلمى غرباً مع شارع نسيب البكري شرقاُ وشارع الشيخ محي الدين شمال الشرق .
    واليوم في عام 2004 لا وجود للمدرسة الماردانية ، وقد تحولت الى جامع الجسر الأبيض .



    قال القاضي عز الدين الحلبي أنشأتها : عزيزة الدين أخشا خاتون بنت الملك قطب الدين صاحب ماردين (ومن هنا جاءت تسميتها بالمدرسة الماردانية ) .
    وذكرها المؤرخ الدمشقي الشيخ ( عبد القادر النعيمي ) في كتابه الدارس في تاريخ المدارس عام 927 للهجرة الموافق 1520 للميلاد فقال : أنشأتها للسادة للحنفية ودراسة الفقه الحنفي ، على حافة نهر ثورا لصيق الجسر الأبيض بالصالحية .
    وهي زوجة السلطان الملك المعظم ملك دمشق ( عيسى بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن نجم الدين أيوب طيب الله ثراهما ) في سنة عشر وستمائة ( أي في عام 610 للهجرة الموافق 1213 للميلاد ) ، و وقفتها وألحقت بها جامع في عام 624 هجري الموافق لـ 1266 ميلادي .
    وأظن أن والدها هو : قطب الدين مودود ابن أتابك زنكي ، أخو السلطان الملك العادل نور الدين الشهيد سلطان الديار المصرية و البلاد الشامية .



    وهناك قول أخر ما مفاده : أن الملك ناصر الدين أرتق صاحب ماردين الأرتقي كان الملك المعظم ( ملك دمشق ) عيسى بن العادل تزوج أخته ( أي عزيزة الدين أخشا خاتون وهي التي بنت المدرسة والتربة عند الجسر الأبيض بقاسيون ) ولم تدفن فيها لأنها نقلت بعد موت زوجها المعظم إلى عند أبيها بماردين فماتت هناك ‏.‏ وكان الملك ناصر الدين المذكور شيخًا شجاعًا شهمًا جوادًا ما قصده أحد وخيبه‏.‏ والله سبحانه وتعالى أعلم .
    ونظراً لعدم وضوح الكتابة على اللوحة الجدارية المعلقة بباب المدرسة و الجامع ، وعدم تبيان الأثر التاريخي لها ، فأتمنى من السادة المعنيين بهذ الأثار التحقق من صانع الأثر ، وذكره بشكل مفصل للزائر و لغير العارف بتاريخها ، حتى تتوضح و تترسخ الفكرة التاريخية و التوثيق التاريخي للأثر لتصبح :

    المدرسة الماردانية أنشأتها أخشا خاتون زوجة الملك الأيوبي عيسى بن الملك العادل سنة 610 هجرية .
    وجدد حرم جامع الجسر الأبيض محمد خليل التاجي سنة 1930 م، وتم ترميمه و توسعته سنة 1980م




    والذي وجد من وقفها في سنة 820 عشرين وثمانمائة للهجرة بكشف الشيخ ( سيدي محمد بن منجك النصاري ) بستان جوار الجسر الأبيض ، وبستان آخر جوار المدرسة المذكورة ، وعدة ثلاث حوانيت بالجسر المذكور ، والأحكار جوارها أيضاً انتهى.
    ومن شرط واقفها مدرسهاً أن لا يكون مدرساً بغيرها. ثم قال عز الدين: أول من درس بها الصدر الخلاطي. وبعده برهان الدين إبراهيم التركماني إلى أن توفي. فوليها شمس الدين ملك شاه المعروف بقاضي بيسان .

    فائدة:
    قال الشيخ تقي الدين : فيمن توفي في جمادى الأولى سنة ست عشرة وثمانمائة / أسنك بالسين المهملة والنون ابن أزدمر ، أخو الأمير الكبير أسبك بالباء الموحدة ، بلغني أنه كان حملاً عند أسر أبيه وأخيه ثم أنه جاء من بلاده إلى عند أخيه من مدة يسيرة دون السنة فمات يوم الجمعة عشرينه ودفن بتربته بالمدرسة الماردانية بالجسر الأبيض لأن الواقفة لم تدفن بها .
    وحضر النائب المملوكي يعني نائب السلطنة بالشام (نوروز الحافظي ) والأمراء جنازته واشترى أخوه وقفاً ووقفه على مقرئين يقرءون على تربته ، واشترى للمدرسة بسطاً ، وتردد إلى قبره مرات ، وعمل له ختم في ليالي الجمع ، وبات هناك وعمل أسمطة ومدت هناك انتهى.



    ورد ذكر هذه المدرسة تحت اسم الماردانية صفحة ـ 238 ـ في كتاب الآثار الإسلامية في مدينه دمشق ضمن البعثة الألمانية العثمانية التي أجرت مسحاً ميدانياً شاملاً للأبنية الأثرية والإسلامية بدمشق تأليف كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر ( Carl Watzinger & Karl Wulzinger ) ، تعريب عن الألمانية قاسم طوير، تعليق الدكتور عبد القادر الريحاوي عام 1335/1917 فقالا :
    أسـسـتها في سنة 690 للهجرة عزيزة الدين اخشاورا خاتون شقيقة الملك قطب الدين صاحب ماردين وزوجة الملك المعظم .

    تعليق الباحث عماد الأرمشي :
    أرخ النعيمي ، والقاضي عز الدين الحلبي ، وابن طولون : أن عزيزة الدين أخشا خاتون أسـستها بعام 610 للهجرة وهذا يعني وجود فارق 80 سنة بين التأريخين ...؟؟؟
    ومن وجهة نظري أن ما أورده كل من النعيمي و الحلبي و أبن طولون لا يدع مجالاً للنقاش من الثقة في التأريخ ، وهذا يعني أن تاريخ البناء كان في عام ( 610 للهجرة ) ، وليس كما ورد في كتاب الآثار الإسلامية في مدينه تأليف كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر. ( هذا للعلم و التصويب ) .


    قبة المدرسة الماردانية من الداخل بعدسة البروفسور : كيبل كريسوال عام 1908

    كما ذكر كل من : كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر بكتاب الآثار الإسلامية في مدينه دمشق أيضاً أن تربة الماردانية تضم ( ضريح الأمير سيف الدين أشنك ابن ازدمير) المتوفي في 20 جمادى الأولى من سنة 816 للهجرة الموافق 18 آب 1413 للميلاد ، بيد أن الماردانية نفسها لا تضم أي ضريح لعزيزة الدين خاتون التي اختارت لنفسها أن تموت في مكة وهي في حالة بائسة .

    تعليق الباحث عماد الأرمشي :
    هنا مغالطة تاريخية ثانية أن تربة الماردانية تضم ( ضريح الأمير سيف الدين أشنك ابن ازدمير) المتوفي في 20 جمادى الأولى من سنة 816 للهجرة ، في حين ذكرا أنفاً ((أسـسـتها في سنة 690 للهجرة عزيزة الدين اخشاورا خاتون شقيقة الملك قطب الدين صاحب ماردين وزوجة الملك المعظم ))
    فكيف الماردانية ضمت ضريح الأمير سيف الدين سنة 816 للهجرة .. و قد أسـستها الخاتون سنة 690 للهجرة ؟؟؟ .

    نقطة ثانية : أورد المؤرخ الدمشقي بن طولون الصالحي بالقلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية أن اسمه ( الأمير أسنك ) وليس اشنك ، وهو أخ لمير الكبير أسبك ـ زار دمشق فتوفي فيها ، وحضر جنازته نائب السلطنة وقتئذ نوروز الحافظي ) هذا للعلم والتنويه و التصويب .


    قبة المدرسة الماردانية من الداخل بعدسة الأستاذ سمير فليون عام 2012


    تفاصيل قبة المدرسة الماردانية من الداخل بعدسة الآنسة ميس الأيوبي عام 2012



    وتابع المستشرقان الألمانيان كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر بكتابهما الآثار الإسلامية في مدينه دمشق فقالا : أن التكيف مع الزاوية الحادة للشارع قد فرض اندماج الغايات المتعددة للبناء ، وأدى إلى التقنين من استغلال الفراغ المتوفر .
    و نرى بالصورة النادرة محلة الجسر الأبيض بعد تغطية النهر ، والزاوية الحادة للشارع ، ونشاهد مصلبة الجسر الأبيض الواصلة من الغرب أي يسار الصورة بين شارع ( زهير بن أبي سلمى ) الى الشرق أي يمين الصورة ( شارع نسيب البكري ) . و بين ( شارع العفيف ) من الشمال بشارع ( جمال عبد الناصر ) الى الجنوب ، و تبدو المدرسة الماردانية ( جامع الجسر الأبيض في الزاوية الشمالية من المصلبة ( ساحة الجسر الأبيض ) .
    و يبدو ترام المهاجرين في طريقه الى حي العفيف في ثلاثينات القرن العشرين والجدير بالذكر أن هذا الترام هو من حافلات الجيل الرابع للحافلات الكهربائية ، فرنسي الصنع أكبر حجماً من الترام البلجكي ، مضلع الشكل من الأمام و الخلف ، يعمل على ضغط الهواء يسمى : Steam air back ) ( يضغط على فرامل الحافلة للوقوف .



    فوسط المدرسة تحتله باحة سماوية صغيرة فرشت أرضيتها بالحجارة السوداء و البيضاء ، و يحتل القسم الأعظم للضلع الشمالي إيوان عميق ، في حين يتسع الجزء الباقي من الضلع نفسه في الغرب إلا للدرج الصغير الذي يقود إلى مئذنة متواضعة تقوم فوق عقد الإيوان .
    و المئذنة ذات شكل مربع كما أنها مطلية بالجص الأبيض ، أما الضلع الجنوبي فيحتله مسجد صغير يتألف من قاعة واحدة .
    تقوم التربة في الزاوية الواقعة بين المسجد و الإيوان الكبير ، وتعلو التربة قبة تستند على رقبة ذات طابقين ، وتطل الماردانية على الشارع بواجهة ملساء لكنها مشيدة من مداميك حجرية متماسكة .


    مخطط المدرسة الماردانية كما رسمه المهندس المعماري ارنست هرتسفلد



    ويمتد السقف السنامي الجملوني للمسجد حتى حافة الشارع ، وقادت ضرورات حركة المرور إلى إزالة المباني المجاورة للماردانية في الجنوب الشرقي رغم الطابع القديم الذي كانت تتمتع به . انتهى .

    و أكد الشيخ عبد القادر بن بدران في كتابه ( منادمة الأطلال و مسامرة الخيال ) أنه رأى فيما زاده محمود بن محمد العمري على مختصر العلموي أن وقف المدرسة الآن (( أعني في القرن الحادي عشر )) بستان المحمديات الفوقاني ، وبستان المحمديات التحتاني ، وحكر أرض من الجسر الأبيض ، وأرض الجنائن التي بالجسر الأبيض ، المعلوم ذلك من دفتر المحاسبة انتهى.



    وزاد بدران بقوله : وواقفة المكان لم تدفن فيه ... لأنها رجعت بعد موت المعظم إلى ماردين .. كما قاله ابن قاضي شهبة .. وقيل أنها حجت واستمرت مقيمة بمكة ... حتى افتقرت ... ولم يبق معها شيء من المال ، وصارت تسقي الماء ...
    فمر بها من كان يعرفها وهي بدمشق ورآها على هذه الحالة ... فلما رجع إلى دمشق أخبر من كان متوليا على أوقافها ومصالحها ... فجمع لها شيئا من المال ... ثم أرسله إليها .... فقالت : أي شيء هذا ..... فقالوا : هذا من وقفك . فقالت : الذي خرجت عنه لله لا أعود فيه ... وقالت : أعطوا كل ذي حق حقه فرحمها الله رحمة واسعة .



    الماردانية كما ذكرها الدكتور أسعد طلس عند إحصائه لمساجد دمشق ضمن تحقيقه لكتاب ثمار المقاصد في ذكر المساجد ليوسف بن عبد الهادي فقال : هو جامع المدرسة الماردانية تحت رقم 260 بالجسر الأبيض ، هو اليوم مشرف على الجسر الأبيض .



    ونوه طلس : أن المدرسة الماردانية مؤلفة من مصلى ، وصحن فيه بركة ماء مربعة حسنة الصنع ، والى جانبها إيوانان شرقي و غربي ، وفي الغربي قبة قبر اسنك بن ازدمر أخي الأمير أسبك ، أما المنارة فهي مربعة جميلة من أروع المآذن الشامية بحسنها و رونقها ، وفي المصلى 16 منجورة خشبية و ثلاثة شبابيك قديمة حسنة الصنع . انتهى .


    مصلى المدرسة الماردانية وقد تم تجديده و ترميمه بالكامل


    الجدار الغربي من حرم ( قاعة الدرس وبيت الصلاة بالمدرسة الماردانية / جامع الجسر الأبيض ) و المبني من الحجارة الكبيرة ، ويستند سنم جملون بيت الصلاة على جذوع خشبية ضخمة لتكوين قاعدة الجملون الكبير للمدرسة وقد تم تجديده و ترميمه بالكامل في حقبة سابقة .


    الجدار الشمالي لحرم ( قاعة الدرس وبيت الصلاة بالمدرسة الماردانية / جامع الجسر الأبيض ) و المبني من الحجارة الكبيرة ، ويستند سنم جملون بيت الصلاة على جذوع خشبية ضخمة لتكوين قاعدة الجملون الكبير للمدرسة وقد تم تجديده و ترميمه بالكامل في حقبة سابقة .


    جدار المدرسة المبني من الحجارة الكبيرة الضخمة . وقد تم تجديده و ترميمه بالكامل في حقبة سابقة .


    يوجد لوحة جداريه على جداران المدرسة الداخلية ما نصها :
    ( يارب المصطفى بلغ مقاصدنا *** وأغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم ) .
    سنة 1299 هـ .


    لا أدري من أين جاءت هذه اللوحة إلى هنا ..؟ ؟ ، و لم تذكرها المراجع التاريخية القديمة ، ولا حتى الألمانيان و كذا بدران ، وطلس ، و لعلها نقلت من مكان آخر وتم وضعها و حشرها هنا على هذا الجدار . و يوافقها من التأريخ الميلادي ( سنة 1299 هجرية = 1881 ميلادية ) .


    أقواس قبة المدرسة الماردانية


    محراب بيت الصلاة بالمدرسة الماردانية



    أقول هنا ضمن
    أبحاث المدارس القديمة في دمشق دراسة تاريخية مفصلة : أن بناء المدرسة الماردانية ولا يزال محافظاً على شكله الأيوبي الأصيل ، وعلى غِرار العمائر الأيوبية . فجدران التربة يصل ارتفاعها إلى 14 متراً تقريباً وقبتها مكونة من رقبتين : السفلى مثمنة الأضلاع تتناوب فيها 4 نوافذ قوسيه توأم ضمن قوس مفتوحة ، و 4 صماء مقوسة . أما الطبقة العلوية مكونة من 16 ضلعاً تتناوب فيها ثمانية نوافذ مفتوحة مقوسة ، و ثمان محاريب بصدفات ذات تسعة حزوز . وقد تأكل بعضها بفعل العوامل الجوية الطبيعية . والقبة ذاتها مكورة ملساء مدببة الشكل ، و مرتفعة تستند على حزام أبلقي ، ومتوجة بثلاث تفاحات وهلال فتحته إلى السماء ، وصارت في بداية القرن العشرين تربة أيضا لآل المؤيد كما ذكر الأستاذ محمد دهمان و محمد كرد علي في خطط الشام / 94 .


    صدفات ذات تسعة حزوز على جدار قبة المدرسة الماردانية


    محاريب بصدفات ذات تسعة حزوز بالمدرسة الماردانية وقد تأكل بعضها بفعل العوامل الجوية الطبيعية


    أما المدرسة فقد تحولت منذ زمن بعيد الى مسجد ( جامع الجسر الأبيض ) ، واليوم أثناء زيارتي الميدانية للمدرسة صيف 2005 .. صار حرم بيت الصلاة يقع غرب بناء التربة ، مستطيل الشكل ويحاذي ارتفاعه ارتفاع التربة ، وبني سقفه على شكل جمالون أحادي أو هرم ضلعاه يستندان إلى مجموعتي العقود ، فيه من كلتا الجانبين نوافذ تستعمل للإنارة .


    أما السقف مصنوع من الخشب تم تغطيته بألواح من التوتياء وهو محكم الصنع يقي المسجد ويحميه من أمطار الشام الغزيرة ، وتم لاحقاً الاستعاضة عن التوتياء بحجر الآجر القرميدي .


    وترتفع المئذنة خلف حرم بيت الصلاة ، وهي عبارة عن مئذنة ترتكز على قواعد حجرية ضخمة في عمارتها ملبسة بالطوب المغطى بالجبس ، و المئذنة خالية من المقرنصات وبقية العناصر التزيينية ، كما هي معظم المآذن التي شُيدت في العصر الأيوبي .
    وهي ذات جذع مربع بسيط ومتقشف في عمارته ضخم في محيطه ، وهي طويلة شاهقة الارتفاع في جذعها السفلي يتخللها نوافذ طولية ضيقة ، وتعلوها شرفة خشبية وحيدة ومربعة بارزة أخذت شكل الجذع تغطيها مظلة خشبية أخذت شكل الشرفة متوجة بقمة حجرية على شكل خوذة .


    جذع مئذنة المدرسة الماردانية يتخللها نوافذ طولية ضيقة وتعلوها شرفة خشبية وحيدة ومربعة بارزة أخذت شكل الجذع .


    الشرفة الوحيدة لمئذنة المدرسة الماردانية ، مربعة الشكل ، خشبية الصنع ، بارزة عن الجذع و أخذت شكله ، ويحيط بها درابزين خشبي .

    يتقلص جذع المئذنة المربع الشكل انطلاقا من شرفة المؤذن حتى الأعلى حيث ترتفع فوقها مظلة خشبية أخذت شكل الشرفة ، ويعلو المئذنة جوسق يتضاءل بالحجم أصم البنيان ينتهي بقمة حجرية على شكل خوذة كما هي معظم القمم التي شيدت في العصر الأيوبي .


    ويمكن مشاهدة المئذنة الجميلة الرائعة من جميع المناطق المحيطة بمحلة الجسر الأبيض و من الصالحية ، ومن جبل قاسيون ، و من دمشق عند بوابة الصالحية .


    ومن المشيدات التي أقيمت بجوار المدرسة الماردانية في محلة الجسر الأبيض حمام عبد الباسط 850 هجرية :
    ويُعرف أيضاً بحمام ( الجسر الأبيض ) كان موقعه عند زاوية التقاء جادة الطلياني و شارع شفيق المؤيد ، ويعود بناؤه الى سنة 850 للهجرة الموافق 1446 للميلاد من العهد المملوكي .
    صورة ملتقطة من الجنوب الى الشمال عند زاوية التقاء جادة الرئيس و الطلياني مع شارع شفيق المؤيد في بداية العقد الثاني من القرن العشرين بدمشق .
    و يظهر بها قبة و بوابة حمام عبد الباسط أو ما يعرف أيضا بحمام الجسر الأبيض و أغلب الظن أنه من أوقاف الخانقاه الباسطية التي أنشأها ( عبد الباسط بن خليل ) ناظر الجيوش الإسلامية والخوانق والكسوة الشريفة في بمنطقة الجسر الأبيض على حافة نهر تورا شمال الخانقاه العزية بأمتار تفصل بينهما جادة نوري باشا .
    ويعود بناؤه الى سنة 850 للهجرة الموافق 1446 ويلاحظ مدخله المبني بالحجارة الأبلقية ذات اللونين الأسود والأبيض ويعلو الباب قوس مزخرف على نمط العمائر المملوكية يعلوه قبته الشهيرة .
    كان الحمام يتغذى بالمياه من نهر ثورا المتاخم له و كذلك من بستان دف الجوز الغني بالأخشاب .
    وهو حمام قسم منه للرجال و القسم الثاني للنساء يفتح ليلاً نهاراً ، وكانت أجرة الدخول اليه كما نوه الدكتور الشهابي رحمه الله : تتراوح بين 3 الى 5 قروش سورية .. إبان فترة الاحتلال الفرنسي
    هدم الحمام عام 1969 للميلاد عند إعادة تنظيم المنطقة .
    كما تبدو وسط و عمق الصورة : المدرسة الماردانية و مئذنتها الشهيرة و المعروفة اليوم باسم جامع الجسر الأبيض . و الى جانبها قسماً من المدرسة الأسعردية قبل ازالتها في العقد الثاني من القرن العشرين .
    وكذلك تمر من أمامها حافلات الترام البلجيكية الصنع ذات الإطار التزييني لسقف الحافلة والتابعة للشركة العثمانية السلطانية للتنوير و الجر الكهربائي المغفلة .


    وهذه صورة ثانية ملتقطة من الجنوب الى الشمال لمحلة الجسر الأبيض بدمشق عند زاوية التقاء جادة الرئيس و الطلياني مع شارع شفيق المؤيد في العقد الثاني من القرن العشرين بدمشق .

    تبدو في وسط و عمق الصورة : المدرسة الماردانية و مئذنتها الشهيرة و المعروفة اليوم 2011 باسم جامع الجسر الأبيض . والى جانبها قسماً من المبنى الذي نهض على اعتاب المدرسة الأسعردية بعد ازالتها وهي بناية الشرابي ، والحركة اليومية النشطة للمنطقة في بداية ثلاثينات القرن العشرين .
    في جهة اليمين تبدو قبة وبوابة حمام عبد الباسط أو ما يعرف أيضا بحمام الجسر الأبيض و أغلب الظن أنه من أوقاف الخانقاه الباسطية التي أنشأها ( عبد الباسط بن خليل ) ناظر الجيوش الإسلامية والخوانق والكسوة الشريفة في بمنطقة الجسر الأبيض على حافة نهر تورا شمال الخانقاه العزية بأمتار تفصل بينهما جادة نوري باشا .
    ويعود بناء الحمام الى سنة 850 للهجرة الموافق 1446 ويلاحظ مدخله المبني بالحجارة الأبلقية ذات اللونين الأسود والأبيض ويعلو الباب قوس مزخرف على نمط العمائر المملوكية يعلوه قبته الشهيرة حين كان الحمام يتغذى بمياه نهر ثورا المتاخم له من جهة الشمال ، و كذلك يتم إمداده بالأخشاب و الحطب من بستان دف الجوز الغني بالأخشاب من جهة الجنوب .
    هدم الحمام عام 1969 للميلاد عند إعادة تنظيم المنطقة . ( نفس الأسطوانة المشروخة التي يتم التغني بها ) (( تنظيم المنطقة )) أنا أعرفه عياناً في عام 1960 حين كنا في عمارة الشرابي ... بالطابق الثالث منه لأن البيت كان قريباً على مدرستي ( ابراهيم هنانو ) في نوري باشا ... حين كان والدي رحمه الله ( المرحوم محمد شحادة الأرمشي ) مديراً لها .. و دخلت الى البراني منه ...و لكني لم استحم به .


    صورة رائعة ملونة تلويناً ذاتياً ملتقطة من مئذنة المدرسة الماردانية ( جامع الجسر الأبيض اليوم ) من الشمال الى الجنوب عند زاوية ( نزلة الرئيس ) والتقاء شارع ( شفيق المؤيد ـ نسيب البكري لاحقاً ) مع جادة الرئيس والطلياني .

    في مقدمة الصورة تبدو واضحة قبة حمام عبد الباسط أو ما يعرف أيضا بحمام الجسر الأبيض و أغلب الظن أنه من أوقاف الخانقاه الباسطية التي أنشأها في العصر المملوكي ( عبد الباسط بن خليل ) ناظر الجيوش الإسلامية والخوانق والكسوة الشريفة في بمنطقة الجسر الأبيض على حافة نهر تورا شمال الخانقاه العزية بأمتار تفصل بينهما جادة نوري باشا .
    ويعود بناء الحمام الى سنة 850 للهجرة الموافق 1446 وكان يتغذى على مياه نهر ثورا المتاخم له ، وكذلك من بستان دف الجوز المجاور للحمام والغني بالأخشاب ، وقد هدم الحمام عام 1969 للميلاد ... عندما قالوا !!!!!!! إعادة تنظيم المنطقة .
    حارقة قلبي هذه الكلمة : اعادة تنظيم المنطقة . و نهضت مكانه عمارة ... لا تمت للحضارة بصلة ... و صارت شهيرة باسواقها لبيع المعاطف النسائية الطويلة .

    كما يبدو بوسط عمق الصورة النسيج العمراني لجادة الطلياني في ثلاثينات القرن العشرين و يظهر جملون مدرسة الأخوة المريميين ( الفُرير) التي افتتحت في عشرينات القرن العشرين وجملونات مبنى المستشفى الطلياني ، ثم قصر زيوار باشا العظم و يقابها على طرف الشارع الغربي مبنى القنصلية الإنكليزية ، ثم تبدو جادات عرنوس و الشهداء و بوابة الصالحية وصولا الى مدينة دمشق القديمة ، بعد اكتساح العمران و المد الرمادي السرطاني للغوطة التي كانت تفصل الصالحية عن دمشق ، وفي العمق البعيد من جهة اليسار تظهر مآذن الجامع الأموي. وكذلك تمر من أمام الحمام إحدى حافلات الترام الفرنسية الصنع والمتحهة الى حي المهاجرين في سفح جبل قاسيون .
    و نلاحظ طراز عمارة البيوت على طرفي الجادة هو طراز العمائر الأوروبية بمسحة عثمانية واضحة إلا المبنى الحجري في يمين الصورة فهو أوروبي محض مشيد من الحجارة المنحوتة احتلته مدرسة ( عمر بن عبد العزيز الإبتدائية لاحقاً ) في حين تم وضع كباس ماء عثماني الطراز بجانبه و يتغذى من مياه عين الفيجة .



    وقام على تجديد الجامع كما تشير اللوحة المحفورة على جدار المدرسة محمد خليل التاجي رحمه الله عام 1930 للميلاد ، كما اخضع المسجد لمشروع توسعة من جهته الشرقية ورممت أجزاء منه ضمن التوسعة الأخيرة من قبل وزارة الأوقاف السورية بعام 1980 للميلاد .

    فرحم الله الخاتون : عزيزة الدين أخشا خاتون بنت الملك قطب الدين صاحب ماردين منشئة المدرسة الماردانية عند الجسر الأبيض ... وأجزل لها الثواب والإحسان على هذه الدار حين كانت دار علم .. ونور .. و معرفة ... و تدريس الحديث الشريف والفقه الإسلامي على مبدأ السادة الحنفية ودراسة الفقه الحنفي رضي الله عنها و أرضاها . فترحموا عليهما يرحمكم الله .

    إعداد عماد الأرمشي
    باحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق


    المراجع :
    ـ مآذن دمشق تاريخ و طراز / د. قتيبة الشهابي
    ـ في رحاب دمشق / العلامة الشيخ محمد أحمد دهمان
    ـ ذيل ثمار المقاصد في ذكر المساجد / د. محمد أسعد طلس
    ـ منادمة الأطلال و مسامرة الخيال / الشيخ عبد القادر بن بدران
    ـ القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية / أحمد بن طولون الصالحي
    ـ الدارس في تاريخ المدارس / الشيخ عبد القادر بن محمد النعيمي الدمشقي
    ـ تاريخ ابن قاضي شهبة / الشيخ تقي الدين أبي بكر بن قاضي شهبة الدمشقي
    ـ الآثار الإسلامية في مدينه دمشق / تأليف كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر، تعريب عن الألمانية قاسم طوير، تعليق الدكتور عبد القادر الريحاوي
    - Damaskus: die islamische Stadt / Carl Watzinger & Karl Wulzinger
    البروفسور كيبل كريسوال ، متحف أشموليان ـ جامعة هارفارد / 1908
    Ashmolean Museum of Art, Harvard. Professor K.A.C.Creswell
    ـ موقع البروفسور مايكل غرينهلغ / الجامعة الوطنية الاسترالية
    Demetrius at the Australian National University Art Serve
    Professor Michael Greenhalgh
    http://www.pbase.com



Working...
X