جامع البظنه

يقع جامع البظنه خارج أسوار مدينة دمشق القديمة في منطقة صالحية دمشق ، حي أبو جرش . وكلمة البظنه هو الاسم الصحيح لهذا الجامع و لهذه العائلة الكريمة .
الخارطة مأخوذة من مخطط الأماكن الأثرية المعروفة بين سنة 553 ـ 1153 هجرية لمدينة الصالحية التي وضعها العلامة الكبير محمد أحمد دهمان

يطل الجامع على شارع سوق الجمعة من الجنوب وكذلك على زقاق الشيخ يوسف من الغرب و قريباً من جامع الشيخ عبد الغني النابلسي إلى الشمال الغربي منه.

ذكرت بعض المصادر التاريخية أنه بني في العهد الأيوبي ، وجدد في العهد العثماني ، ولكني لم أتمكن من معرفة هذه المصادر و مدى صحة هذه المعلومات ، ولا في أي عهد من ملوك بني أيوب قد تم البناء .

هذا بالإضافة إلى عدم تمكني من معرفة مشيد الجامع الأصلي ... سوى ما ذكره الدكتور أسعد طلس عند إحصائه لمساجد دمشق عام 1942م ضمن تحقيقه لذيل كتاب ثمار المقاصد في ذكر المساجد ليوسف بن عبد الهادي فقال :
مسجد البظنة ( بالتاء المربوطة و ليس بالهاء المربوطة أو بالألف ) تحت رقم – 37 - وهو مسجد صغير في الصالحية – ابوجرش – زقاق الشيخ يوسف .

فيه مصلى شتوي ، قائم على ثلاث قناطر ، وله محراب حجري صغير ، والى جانبه أربع كوى ، وفي داخله ضريح الشيخ محمد بظنة .

وتابع الدكتور اسعد طلس أن بناء المسجد بناء أيوبي ، وقد كتب على ساكف شباكه ما نصه
سنة 1171 جدد هذا المكان المبارك الحاج محمد بن عمرالشهير بالبظنه و أوقف عليه جميع القهوة و الديار التي على القهوة

وربع جنينة بني الحبال ونصف جنينة جمال العلاني المحدودين في باطن حجة الواقف

أي سنة 1171 للهجرة ما يوافقه 1757 – 1758 ميلادية
أقول هنا في هذا البحث : أن المسجد هو مسجد قديم و قد جددت واجهته الجنوبية في العهد العثماني بالحجارة البنية اللون و الممتدة من الباب الرئيسي للجامع و حتى ضلعه الشرقي في واجهة الحرم . و لم يبق منه أي أثر أيوبي يدلنا على فن العمارة في تلك الفترة .

و عند زيارتي الميدانية للجامع في صيف 2005 كانت هناك لوحة حديثة فوق بابه المجدد أيضاً ما نصه :
جامع البظنا1170 هـ
وبابه يقع في زاويته الغربية الشمالية وهو منخفض عن مستوى الأرض و ينزل اليه بدرجتين من الرخام الحديث .

أما الواجهة الغربية للجامع .. فهي واجهة حجرية جديدة من الحجارة البيضاء المصقولة بما فيها النوافذ الحديثة التركيب وقد تم تركيب حواجز حديدية عليها حفاظاً على أثاث الجامع و ليعطيها مسحة جمالية تزيينة لها . و يستطيع الواقف أمام هذه الواجهة مشاهدة جامع الشيخ عبد الغني النابلسي منها .

وقد وضعت لوحة رخامية على هذه الواجهة تدل أنها قد خضعت لعمليات الترميم و التجديد و التوسعة ما نصها :

بسم الله الرحمن الرحيم
جامع البظنا
تمت بعون الله التوسعة و الترميم لهذا المسجد
على نفقة المرحوم الشاب مجد نبيل طعمة
1415 هـ 2004 م
الفاتحة على روحه .

و يبدو أن عائلة طعمة جزاهم الله خيراً قد وسعوا و رمموا المسجد على نفقتهم الخاصة ترحماً على روح فقيدهم الشاب ( مجد طعمة ) . فترحموا عليه ... رحمنا و رحمهم الله تعالى .

إعداد : عماد الأرمشي
باحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق