X

خان المرادية - خانات دمشق العثمانية

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • مرجان الأطرش
    Thread Author
    مشرف المنتديات العامة
    • Sep 2018 
    • 513 
    • 190 
    • 228 



    خان المرادية / خانات دمشق العثمانية



    يقع خان المرادية داخل أسوار مدينة دمشق القديمة في غرب سوق المسكية و الجامع الأموي الكبير ، يحده شمالا سوق الحميدية ، و يحده شرقا قسم من سوق المسكية و سوق القلبقجية و يحده جنوبا خان الشيخ قطنة الكبير و الصغير ، أما غربا فتحده جادة السليمانية و قسماً من بيدستان مراد باشا أو ما يسمى اليوم بخان وسوق الجمرك .


    الخارطة معدلة بواسطة الباحث ومأخوذة من كتاب الآثار الإسلامية في مدينه دمشق / تأليف كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر



    وخان المرادية هو : من خانات الفترة العثمانية البالغ عددها بتلك الفترة حوالي مئة و تسعة و ثلاثون خاناً.. لم يبق منها إلا القليل .
    جرى توثيق الخان بالنص والصورة والخارطة عام 2006 ضمن المباني الأثرية في مدينة دمشق تحت اسم خان المرادية برقم ـ 391 ـ في مجلد ( مجتمع و عمارة مدينة دمشق العثمانية بالقرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين للباحث شتيفان فيبر من جامعة برلين الحرة بألمانيا بحث لنيل درجة الدكتوراه ) . ونوه الدكتور شتيفان أن المؤرخ الفرنسي جان بول باسكوال ذكر أن أصل بناء خان المرادية كان جزءاً من مجموعة أبنية الوالي العثماني مراد باشا والتي ضمت بيدستان مراد باشا .. أو ما يسمى اليوم بخان وسوق الجمرك ، وقد بوشر ببنائه عام 1002 للهجرة الموافق 1593 و انتهى البناء سنة 1005 للهجرة الموافق 1596 للميلاد ( أيام السلطان العثماني محمد الثالث) .



    وقد بنيت القبة العظيمة الكبيرة الحجم في منتصف الخان .. وهي ذات رقبة فيها ثمانية عشر ضلعا وفي كل ضلع نافذة ، ولكن للأسف الشديد تهدمت هذه القبة في بدايات القرن العشرين عندما شب حريق ضخم في سوق الحميدية بربيع عام 1912 مما أدى إلى تلف أقسام كبيرة من الخان بما فيها القبة والمدعمة بدعائم خشبية .
    ومرجعا الى الصورة الفوتوغرافية الوثائقية الهامة تبدو قبة خان المرادية و سوق الحميدية و المشيدات المجاورة للسوق من الشرق الى الغرب بعدسة المصور الفرنسي الشهير ( فيلكس بونفيلس Felix Bonfils ) كما هو ظاهر توقيعه (Bonfils ) في الزاوية اليمينية في أسفل الصورة ، و الذي يعود إليه الفضل في توثيق و تصوير كثير من المباني والأحياء و المناطق في دمشق و في بلاد الشام و فلسطين و مصر بتلك الحقبة التي افتقرت بدورها للمصورين العرب .
    والصورة ملتقطة من مئذنة المسكية ( قايتباي ) بالجامع الأموي ، و نرى السقف الخشبي المغطي للقسم الشرقي لسوق الحميدية حتى سوق العصرونية فقط . وكذلك نرى سوق باب البريد المتاخم للعمودين الباقيين من بوابة أعمدة الإله الروماني جوبيتر الدمشقي وقوس نصر الروماني .. وكذلك نرى بوضوح الغطاء الخشبي الشرقي القديم لسوق الحميدية قبل استكمال تغطيته و استبداله بآخر معدني .
    أما القسم الغربي كان بلا تغطية في تلك الحقبة ، و الملاحظ بالصورة أن هذا السقف قد طلي بالكلس كعادة أهل الشام بطلاء الخشب بالكلس وقاية للخشب من عوامل الطبيعة المؤثرة و من الحشرات القاضمة
    تعود حقبة الصورة .. وحسب تحليلي الشخصي الى عام 1880 للميلاد .



    القبة الظاهرة في مقدمة الصورة مقطوشة الرأس هي قبة خان المرادية ، والخان يعود بنائه لوالي الشام مراد باشا عام 1593 للميلاد ، وقد جددت هذه القبة و الخان معا ولكن جاءت على شكل مغاير عن القبة الأصل فصنعوها من الحديد ( بشعة ) في بدايات القرن العشرين .
    القبتان الظاهرتان في يسار الصورة ( القبة المتوسطة الحجم ) هن إحدى قباب خان الجمرك وعددهم خمسة قباب غير ظاهرات بالصورة ، وقد اشتراه ديميتري أفندي شلهوب و جعله سوقا تجاريا ، ثم اشتراه شمعايا أفندي أحد أثرياء يهود دمشق ، و الجدير بالذكر أن الخان بهندسته على شكل زاوية قائمة تمتد بين زقاق المرستان و سوق الحرير .
    و كذلك تبدو قباب خان الحرمين و قباب خان الشيخ قطنة . ويمتد سوق الحميدية و المشيدات المجاورة للسوق من الشرق الى الغرب من مئذنة المسكية بالجامع الأموي و نرى السقف المغطي لكامل سوق الحميدية وصولا الى رأس السوق في شارع النصر .
    كما يظهر سوق القلعة : مكان سوق العصرونية الحالي أي بجوار جدار القلعة الشرقي ، ولم يكن هذا السوق مغطى شأنه شأن السوق الى يومنا هذا ... كذلك سوق العصرونية : و يعرف بهذه التسمية نسبة الى المدرسة العصرونية التي أنشأها قاضي القضاة شرف الدين اين أبي عصرون و دفن فيها ،وفي المقدمة يظهر سوق الطحان : الى الشرق المجاور لسوق العصرونية و هو مسقوف أيضا .



    وفقا لما ذكره السيد فوزي الخطيب بان عائلته قامت على ترميم و إعادة بناء و تجديد خان المرادية و بيدستان مراد باشا ولكن بدون القبة الأصلية التي كانت مشهورة بقبة المرادية ( نسبة إلى مراد باشا ) بعد الحريق الذي أصابهما في عام 1912 للميلاد . انظر التوثيق .
    ففي نهاية عام 1330 للهجرة الموافق لعام 1912 جرت أعمال تجديد و إعادة ترميم للخان بعد الحريق الذي شب في سوق الحميدية بمنطقة باب البريد في ربيع عام 1912 وطال الكثير من المحال التجارية والذي أحدث خسائر جسيمة للمنطقة و للخان بما فيها غرف خان المرادية المصنوعة من الخشب الجميل .

    أسواق دمشق دمرت بالحريق
    قتل العديد و جرح كثيرون
    أستلمت بتاريخ 29 نيسان الماضي الساعة 12:50 بعد الظهر
    القسطنطينة, 28 نيسان / ابريل .
    حريق هائل بدء في ثلاثون مكاناً مختلفاً .. دمر منطقة الأسواق في دمشق . وقدرت حجم الأضرار التي وصلت إلى 2,000,000 ليرة تركية.
    العديد من الأشخاص قتلوا و أخرين جرحوا.
    المهندس / هادي البحرة
    .



    ففي ذلك الحين كان الخان هو المركز الرئيسي للبضائع و الأقمشة الجوخية الإنكليزية الواردة من مدينة مانشيستر ببريطانيا العظمى ، ولهذا اشتهر خان المرادي بخان البزستان ـ سوق البز ـ وهذه الكلمة هي فارسية الأصل و معناها الأقمشة .
    و مرجعا الى الصورة الفوتوغرافية الوثائقية الملتقطة صباح يوم مشرق من الغرب الى الشرق من سطح قلعة دمشق باتجاه الجامع الأموي وما جاوره من الأسواق و المشيدات في أربعينات القرن العشرين ، يظهر فيها سوق الحميدية بعد استبدال سقفه بآخر معدني و كذلك تبدو قبة خان المرادية المصنوعة من المعدن ومغايرة لشكل القبة الأصلية ، و طبعا لا يمكن مشاهدتها من سوق الحميدية أو من أي منطقة أخرى نظرا لتغطية الأسواق بالأسقف المعدنية وازدحام المكان بالمشيدات و الخانات ، و يمكن مشاهدتها بإمعان من داخل الخان نفسه ( خان المرادية ) لأنها تتوسط بنائه الداخلي . ولكنها ( بشعة ) و الذي صممها لا يملك الحس الفني و التراثي ولهذ جاءت بهذا الشكل البشع .



    القبة الظاهرة في مقدمة الصورة هي قبة خان المرادية الجديدة ، والخان يعود بنائه لوالي الشام مراد باشا عام 1593 للميلاد ، وقد جددت هذه القبة و الخان معا ولكن جاءت على شكل مغاير عن القبة الأصل فصنعوها من الحديد ( بشعة ) في بدايات القرن العشرين كما هي ظاهرة في مقدمة الصورة .
    و القباب الطهرة في يسار الصورة هن قباب خان الجمرك الستة ذات الرمح بشكل واضح و جلي وقد اشترى الخان ديميتري أفندي شلهوب و جعله سوقا تجاريا ، ثم اشتراه شمعايا أفندي أحد أثرياء يهود دمشق ، و الجدير بالذكر أن الخان بهندسته على شكل زاوية قائمة تمتد بين زقاق المرستان و سوق الحرير . كذلك تظهر قباب خان الشيخ قطنا وكذلك البيوت العربية القديمة قبل أن تلتهمه نيران القصف الفرنسي الهمجي عام 1925 للميلاد .



    الدكتور عبد القادر الريحاوي ذكر بأنه له واجهة على سوق الحميدية و أخرى على سوق الحرير ، تم بنائه في عام 1004 للهجرة الموافق عام 1596 للميلاد ضمن مشروع عمراني كبير اشتمل على سوق الطواقية ، وله قبة عظيمة على مربعة باب البريد ملاصقة للخان و للعمودين الباقيين من بوابة معبد جوبيتر الكائنة عند مدخل سوق المسكية وقد أصاب الخان و قبته الهدم مجددا في مطلع القرن العشرين .
    عودا الى سجلات المحكمة الشرعية بدمشق و المؤرخة سنة 1284 للهجرة الموافق 1867 والتي ذكرت : أن بناء خان المرادية كان متاخما وملاصقا تماما لبناء المدرسة المرادية و التي أنشأها الشيخ مراد علي بن البخاري النقشبندي في عام 1108 للهجرة الموافق 1696 للميلاد .



    قال شيخنا عبد القادر بن بدران في منادمة الأطلال أن المدرسة المرادية هي في باب البريد مشهورة معروفة ، ذات مدرستين صغرى وكبرى والثانية ذات حجرات سفلى و وسطى وعليا ، و الأولى ذات حجرات أيضا سفلى وعليا ، وكانت محط رحال الأفاضل ، معمورة بالعلماء وطلاب العلم ، ولهم من أوقافها ما يكفيهم ، وكان بها مكتبة عظيمة حتى كانت يقال لها أزهر دمشق ، ثم أن نظارها باعوا جانبا من أوقافها وقطعوا راتب الطلبة ، وأمست في عصرنا هذا ، كأمثالها خالية من دراسة العلم ... معطلة عن الانتفاع بها يسكنها بعض الفقراء وبعض من لا شغل له ، وكان إنشاء هذه المدرسة سنة ثمان ومائة وألف .
    وجامع المدرسة المرادية القديم المندثر في باب البريد بمحلة العصرونية من بناء مراد بن علي بن داوود بن كمال الدين بن صالح بن محمد البخاري النقشبندي المتوفى سنة 1132 هجرية يوافقه 1719 للميلاد .



    في حين ذكرت بعض المصادر التاريخية المجهولة الإسناد ما ملخصه : أن خان المرادية الذي يسمى البزستان كان وقفاً على فقراء الحرمين الشريفين .
    عموماً .. الخان مؤلف من طابقين حول باحة مربعة الشكل ، وله ملحق مستطيل على شكل دهليز يتصل بمدخل خان الجمرك ، و الباحة المربعة محاطة بأربعة وعشرين مخزناً داخلياً عدا ثلاثة وعشرين مخزناً خارجياً كلهم تابعين لخان المرادية ، وكذلك كان له حمام كبير لخدمة النزلاء ، وتبدو وهندسته حديثة ترجع إلى مطلع القرن العشرين أي بعد حريق عام 1912 للميلاد .



    أقول هنا أنه في أثناء زيارتي الميدانية للخان في بداية عام 2010 ، خرجت من سوق الجمرك المطل على جادة السليمانية فكان موضع الخان على يميني ووجدت لوحة كبيرة مكتوب عليها سوق المرادية بدون باب خارجي للخان



    وعند دخولي من هذه البوابة الى داخل الخان عبرت ممر مسقوف وعلى طرفيه محال تجارية لبيع الأقمشة النسائية الجاهزة ومفارش الطاولات المشغولة يدوياً وصولا الى فسحة الخان المغطاة بالقبة المعدنية الجديدة .. ووجود المحال التجارية الأخرى داخل ما تبقى من بناء الخان و الباقي لا يستحق الذكر .

    إعداد عماد الأرمشي
    باحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق


    الصور :
    ـ موقع دمشق بالأبيض و الأسود / Facebook
    المهندس همام سلام
    المهندس هادي البحرة
    الدكتور نزار حسيب القاق


    المراجع :
    ـ موقع وزارة السياحة السورية / خانات دمشق
    ـ روائع التراث في دمشق / د. عبد القادر الريحاوي
    ـ منادمة الأطلال و مسامرة الخيال / الشيخ عبد القادر بن بدران
    ـ الوقف مصدرا للتاريخ العمراني والاجتماعي / جان بول باسكوال
    ـ الآثار الإسلامية في مدينه دمشق / تأليف كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر، تعريب عن الألمانية قاسم طوير، تعليق الدكتور عبد القادر الريحاوي
    - Damaskus: die islamische Stadt / Carl Watzinger & Karl Wulzinger
    ـ مجموعة صور المصور الفرنسي فيليكس بونفليس
    FELIX BONFILS, 100 PHOTOGRAPHS: Egypt, Palestine, Jerusalem, Lebanon, and Syria. 1867-1870.
    ـ مجتمع و عمارة مدينة دمشق العثمانية بالقرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين للباحث شتيفان فيبر من جامعة برلين الحرة بألمانيا بحث لنيل درجة الدكتوراه
    Stadt, Architektur und Gesellschaft des osmanischen Damaskus im 19. und frühen 20. Jahrhundert - Weber, Stefan, Universitat Berlin



  • مرجان الأطرش
    Thread Author
    مشرف المنتديات العامة
    • Sep 2018 
    • 513 
    • 190 
    • 228 

    #2
    Originally posted by كمال بدر
    جزاكَ الله خيراً أخي الكريم عن هذا الطرح القيم والنافع والمفيد ... تقبل تحياتي.


    Comment
    Working...
    X