X

من فرَّق ساد ,, ولكنه طريق الفساد

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • أنيس
    Thread Author
    VIP
    • Sep 2018 
    • 1283 
    • 585 
    • 1,001 

    قال الصولي في كتاب الوزراء: إن الحدث الذي ارتفع به أمر أحمد بن يوسف هو :

    لما قُتل محمد الأمين على يد جيش المأمون الذي بعثه وبقي بحمى أخواله في خراسان وعلى رأس ذلك الجيش - طاهر بن الحسين وهرثمة بن أعين - ،

    أمر طاهر بن الحسين الكتَّاب أن يكتبوا بذلك إلى المأمون ، فكانوا يكتبون ويطيلون بالشرح ، فقال طاهر :

    أريد أحسن من هذا كله وأوجز ، فوُصِفَ له أحمد بن يوسف فأمر بإحضاره ، فحضر وكتب فقال :

    أما بعد فإن المخلوع وإن كان قسيم أمير المؤمنين في النسب واللحمة ،

    فقد فرق كتاب الله بينهما في الولاية والحرمة ، فيما قص علينا من نبأ نوح وابنه ، حيث قال تعالى :

    (يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح)

    ولا صلة لأحد في معصية الله ، ولا قطيعة ما كانت في ذات الله ،

    وكتب إلى أمير المؤمنين وقد قتل الله المخلوع ورداه رداء النكبة ، ووجهت إلى أمير المؤمنين الدنيا والآخرة ،

    أما الدنيا فراس المخلوع ، وأما الآخرة فالبردة والقضيب ،

    فالحمد لله الآخذ له ممن خان عهده ، ونكث على عقده ، حتى رد لأمير المؤمنين الألفة ، وأقام به الشريعة ، فرضي طاهر في ذلك وأنفذه ،

    وقد تقرَّب إلى المأمون بعد هذا الكتاب حتى نال أحمد بن يوسف ثقة المأمون ، وعلا قدره ، وصار وزيراً في عهده .

    ربنا إننا نعوذ بك من الفساد والفتنة بين العباد وأنت أعلم بمن هو كفء وساد ..



Working...
X