X

الخوف ,, مدلوله وانعكاساته عند الأطفال

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • أنيس
    Thread Author
    VIP
    • Sep 2018 
    • 1283 
    • 585 
    • 1,001 

    كيف تساعد أولادك على مواجهة الخوف.. وإطلاق العنان لإبداعهم



    من منا لا يريد ﻷولاده أن يكبروا شجعاناً غير هيابين وﻻ جبناء، مقدامين وحازمين، ﻻ يترددون وﻻ يتعثرون في أمر من أمور حياتهم بسبب قلق مفرط أو خوف غير مبَرر؟ بالطبع كل ذي فطرة سليمة يبغي ذلك وينشده. لكن ربما يتحرك الآباء أحياناً في طرق خاطئة تصل بأبنائهم إلى اعتبار الخوف شيئاً لا يجب أن يكون في النفس البشرية لأنه دليل على ضعفها.



    غير أن الخوف يخدم هدفاً ويؤدي وظيفة فعلية نحن نحتاجها! فهو ينبهنا إلى التهديدات المحتملة التي تستدعي منا اتخاذ إجراءات فعلية للتعامل معها. لكن مرة أخرى ينبغي أن نفهم الخوف جيداً لئلا يتحول خوفنا إلى عوائق تمنعنا من تحقيق ما نريد!



    في هذا المقال أحاول استعراض بعض الأساليب التي يمكن للمرء أن يطور بها حاسة الخوف لدى أطفاله لكي يتغلبوا على المخاوف التي تقيد إبداعهم، وفي نفس الوقت لكي يفهموا أكثر عن ذلك الإحساس الذي ينذر بالخطر..



    عرف ولدك على حقيقة ما يخاف منه



    1

    إن نهي ولدك عن الخوف أو إخباره أن يتوقف عن كونه سخيفاً ليست طرقاً جيدة تساعدهم على التعامل مع الخوف. لابد أن تعرف لهم ذلك الخوف بصورة صحيحة. وبغض النظر عما تظنه أنت عن ذلك الخوف، كأن يكون قطة تلمع عيناها في غياهب غرفة مظلمة مثلاً، فإنها لا تزال مخيفة جدا بالنسبة لهم!



    ويأتي دورك حينها في بيان حقيقة ذلك الخوف بإنارة الغرفة مثلاً والإتيان بالقطة ليلمسها ولدك بيده ويربت عليها ليعرف أن الأمر لم يكن سوى قطة صغيرة لطيفة!



    ويمكنك تطبيق ذلك الأمر بصور كثيرة جداً في أي شيء يخاف منه ولدك، حتى إذا ما كبر عرف أن لكل مجهول مخيف حقيقة إذا ما تجلت له سهل عليه التعامل معها، وبالتالي فإن سرعة اتخاذه لقرارات حكيمة تزيد وتيرتها عن شخص متردد خائف مما لا يعرفه!



    للآباء والأمهات: خطوات بسيطة تجعل الواجب المدرسي لأبنائك عادة وليس قرار للتنفيذ



    لا ترعبهم من الفشل!



    2

    ربما لسنا وحدنا كعرب في هذا الصدد، فتلك المشكلة تطال آباء العالم كله، فكل أب أو أم يريدان أولادهما بأفضل صورة ممكنة، ومن أجل ذلك فإنهم يظنون أن عليهم ألا يفشلوا أبداً، وكأنهم إن فشلوا مرة فلن يستطيعوا النهوض مرة أخرى من عثراتهم.



    وبرغم أن معظمنا يعلم أن ذلك المبدأ خاطئ تماماً، إلا أننا لا نفتأ نصر على تكراره المرة بعد المرة، فلا تكاد تجد والداً يربي أولاده إلا ويحذرهم من الفشل كأنه يحذرهم من رصاصة قناص مثلاً ستصيبهم في القلب ويموتون بعدها!



    لعل القارئ الكريم لا يحتاج أن أذكره أن معظم الاختراعات العظيمة التي غيرت وجه البشرية إنما أتت بعد فشل تلو فشل، ومعظم الفتوحات الكبيرة والانتصارات التاريخية والتطورات الهائلة في تاريخ الأمم إنما جاءت أصلاً بعد هزائم ساحقة وانهيارات أودت بتلك الأمم! وما تاريخ الدول الأوربية واليابان في الحرب العالمية الأخيرة عنا ببعيد.



    نعم، إنني أخبرك أن تجعلهم يدركون تماماً أن لا بأس أحياناً بالفشل، وأعني بالفشل أن يرسب مثلاً في سنة دراسية أو أن يخسر أمواله التي ادخرها في تجارة صغيرة كان يبدؤها بمفرده أو أو …، إنه يحتاجك بجانبه حينها لكي تربت على كتفه وتخبره أن الدنيا لم تنته، وأنه يستطيع النهوض مرة أخرى، وسينهض حينها ويذكر ذلك الفشل على أنه أحد “الدروس” المهمة في حياته، والتي استطاع تعلمها وتجاوز محنتها بمساعدتك كوالده أو كوالدته في وقوفكما إلى جواره.



    أعنهم على تحديد مصدر الخوف



    3

    حينما أقول أنني أخشى المرتفعات مثلاً، فإنني في الحقيقة لا أخشى المرتفعات لذاتها، وإنما أخشى السقوط منها! وبنفس المنطق فإن ولدك حينما يخبرك أنه خائف من شيء ما، فإنه في الحقيقة يخاف من أحد توابع ذلك الشيء وليس هو بذاته.



    ومن المهم حينها بعد تحديد مصدر الخوف الحقيقي وتبيانه لولدك أن تنظر معه في كيفية التعامل مع ذلك الخوف، فحينها عليك أن تخبره بأن الأخطار التي تدفع المرء للخوف حقيقية تماماً، ولكن الخوف منها والذعر هو خيار يمكنه تجاوزه إلى التحليل السليم للموقف للخروج منه بحل منطقي للكارثة التي حملت ذلك الخوف.



    ربما يذكرني ذلك بفيلم ويل سميث “ما بعد الأرض” حيث قال شيئاً مشابها لولده في الفيلم، وبرغم أنني سمعت بضع مرات أن هذا الفيلم كان فشلاً في مسيرته الفنية، لا أدري من ناحية التقنية أم الإيرادات أم غير ذلك، فإنني أظن أن لو لم يكن بالفيلم غير تلك الجملة لكفاه!



    وبذلك الأسلوب أنت لا تعلمه فقط أن يحدد المصدر الذي ينبغي عليه أن يخشاه، وإنما توفر عليه سنيناً طوالاً سيخوضها لاحقاً في تحديات مخيفة وقرارات صعبة وكوارث طارئة أحياناً، وعليه أن يمر بها لكي يتعلم بالطريقة الصعبة كيف يتعامل مع الخطر ويحافظ على رباطة جأشه. ولا أفرحَ لوالد من ولد رابط الجأش يستطيع التعامل مع الطوارئ بحكمة!



    فليست القضية في تحديد مصدر الخطر الحقيقي، أنه الرجل الممسك بزناد البندقية، ثم بعدها نقول حسناً، لقد عرفنا مصدر الخطر الحقيقي، دعنا نهلع الآن!! كلا، فإن نظرتك لولدك التي تطلب منه أن يحلل موقفه مرة أخرى ليعرف ما يخيفه حقاً لتدعوه أيضاً إلى استخراج استراتيجية يتغلب فيها على ذلك الخوف!



    اجعلهم يرون ما وراء الخوف



    4

    حين يبتلي الله ولدك بمرض يستلزم إجراءً جراحياً مثلاً، فمن الطبيعي حينها أن يخاف ولدك، خاصة حينما يذهب إلى المستشفى ويرى أمثاله وهم يتألمون من حوله وربما يموت بعضهم أمامه. انتبه! لا تحاول إلهاء ولدك عما يرى من حوله، وإنما كلمه بصورة هادئة عن حقيقة موقفه إن كان الأطباء يسمحون بذلك، وحدثه عن المنافع التي ستعود عليه من إجراء العملية.



    أستطيع القول أن ذلك المثال يسري على أي تحدٍ في حياته مستقبلاً، فرؤيته للجانب المشرق من الأمر لا تعود إلا بفائدة عليه. ربما تدفع فيه مزيداً من الأمل والرغبة في العمل لتجاوز ما به.



    كما أن الأمر مفيد لاحقاً حين تتكرر المواقف التي تدفعهم للخوف، فحينها يكون تذكيرهم بالمرات التي تغلبوا فيها على مخاوفهم من أنجح الأساليب وأقصرها لدفعهم بعيداً عن حافة الانهيار مرة أخرى.



    سبعة أشياء مُشتركة بين آباء الأطفال الناجحين !



    الخوف المسموح



    5

    إن عبارات مثل أنا لا أخاف، أو أن الرجال لا يخافون تأتي أحياناً بتأثيرات عكسية في نفوس الأطفال الذين يربَّون على تلك الحماقات. فتلك الكلمة تدفعه مستقبلاً لتجربة شيء ضار مثل المخدرات وهو يظن أنها لا تضره بحجة أنه لا يخاف من أثرها، أو قد يلقي بنفسه في تجارب متهورة كبعض أنواع القيادة الحمقاء للسيارات بحجة أنه لا يخاف منها!



    وهكذا، فعليك منذ صغرهم أن تحدد لهم أن هناك أشياء محذورة ويجب الخوف من أثرها، ويجب أيضاً أن تريهم بعضاً ممن وقعوا تحت تأثيرها المدمر وهلكوا بعد أن ظنوا أنهم قادرون عليها! فلا يلقي نفسه في التهلكة بعدها بحجة أنه يجب ألا يخاف!



    الخطوات الصغيرة



    6

    تحتاج عملية التغلب على خوف معين لدى طفلك أحياناً أكثر من مجرد خطوة جريئة، فحين يكون الخوف كبيراً بالنسبة لهم، حاول أن تتقدم معهم خطوة تلو أخرى بروية، ولا تتعدى خطوة إلا بعد أن تتأكد أن ولدك قد لمس حداً من الأمان من الخطوة الأولى التي اتخذها.



    انتبه! لا تقفز بهم قفزات كبيرة تجاه خوفهم بحجة أن أفضل طريقة للتغلب على الخوف هي مواجهته، حسناً إن العبارة صحيحة لكن ليس دائماً، خاصة مع الأطفال الصغار.



    الخلاصة.. كلنا نخاف، أنا أخاف، أنت تخاف سواءً اعترفت بذلك أم لا … المهم كيف نتعامل مع ذلك الخوف، هل ننهار ونتحطم، هل نقع ثم نقوم تارة أخرى نعيد البناء من جديد؟! كل ذلك مرهون بخبراتنا في الحياة، معتقداتنا، ما تربينا عليه … . وهذا المقال يركز على جانب التربية، فهي أفضل الطرق وآمنها لإخراج جيل لا يخاف من الخوف، وإنما يتعامل معه بمنطقية وواقعية.



    ومني كل الشكر للزائر والقارئ ..




    المصدر : http://www.arageek.com/


Working...
X