كتب عمر بن عبد العزيز إلى محمد بن كعب القُرَظي وكان من الذين يجلّهم ويوقرهم "
أَمَّا بعد : فإذا أتاك كتابي فعظني " .
فردَّ عليه : إِنَّ ابن آدم مطبوع على أخلاق شتى كيِّس وحُمق ، وجُرأُة وجُبن ، وحلم وجهل ؛ فداو بعض ما فيك ببعض ، وإذا صحبت فاصحب من كان ذا نِيَّةٌ في الخير يُعنك على نفسك ، ويكفيك مؤونة الناس ، ولا تصحب من الأصحاب من خطرُهُ عندك على قدر حاجته إليك ، فإذا انقطعت انقطعتْ أسباب مَوَدَّتك من قلبه ، وإذا غرست غرسا من المعروف، فلا تُضق ذرعك من العناية به .
قال بعض الحكماء عن أفضل صفات السلطان : ما شيء احسن من عقل زانهُ علم ، ومن علم زانه حلم ، ومن حلم زانه صدق ، ومن صدق زانه عمل ، ومن عمل زانه رفق ، ومن رفق زانه تقوى , والرعية في هذه المرعى تجوب .
شعرة معاوية : يقال أن أعرابياً سأل معاوية : كيف حكمت البلاد وقد عجَّت بالفتن ولم تحدث فتنة والدنيا تغلي ؟ فقال :
"إن بيني وبين الناس شعرة إذا أرخوا شددت, وإذا شدُّوا مددت " .
قال زياد بن سميَّة والي العراقين : ما غلبني مُعاويةُ في السياسة إِلاَّ في أمر واحد. استعملت رجلا من بني تميم فكسر الخراج ولحق بمعاوية. فكتبت إليه: إِنَّ هذا أدبه سوء ، فابعث به إِليَّ ,
فكتب إليَّ : لا يصلح أن نسوس الناس أنا وأنت سياسة واحدةً , فإنا إن نشتدَّ نُهلك الناس جميعا، ونخرجهم إلى سوء أخلاقهم . ولكن ألين وتشتدُّ، وتلين وأشتدُّ ، فإذا خاف منهم خائف وجد باباً يدخله .
اللهم لا تسلِّط على رقابنا من لا يخافك ولا يرحمنا واختم بالصالحات أعمالنا , وأنت أرحم الراحمين ,
ومني بالغ التقدير ..
أَمَّا بعد : فإذا أتاك كتابي فعظني " .
فردَّ عليه : إِنَّ ابن آدم مطبوع على أخلاق شتى كيِّس وحُمق ، وجُرأُة وجُبن ، وحلم وجهل ؛ فداو بعض ما فيك ببعض ، وإذا صحبت فاصحب من كان ذا نِيَّةٌ في الخير يُعنك على نفسك ، ويكفيك مؤونة الناس ، ولا تصحب من الأصحاب من خطرُهُ عندك على قدر حاجته إليك ، فإذا انقطعت انقطعتْ أسباب مَوَدَّتك من قلبه ، وإذا غرست غرسا من المعروف، فلا تُضق ذرعك من العناية به .
قال بعض الحكماء عن أفضل صفات السلطان : ما شيء احسن من عقل زانهُ علم ، ومن علم زانه حلم ، ومن حلم زانه صدق ، ومن صدق زانه عمل ، ومن عمل زانه رفق ، ومن رفق زانه تقوى , والرعية في هذه المرعى تجوب .
شعرة معاوية : يقال أن أعرابياً سأل معاوية : كيف حكمت البلاد وقد عجَّت بالفتن ولم تحدث فتنة والدنيا تغلي ؟ فقال :
"إن بيني وبين الناس شعرة إذا أرخوا شددت, وإذا شدُّوا مددت " .
قال زياد بن سميَّة والي العراقين : ما غلبني مُعاويةُ في السياسة إِلاَّ في أمر واحد. استعملت رجلا من بني تميم فكسر الخراج ولحق بمعاوية. فكتبت إليه: إِنَّ هذا أدبه سوء ، فابعث به إِليَّ ,
فكتب إليَّ : لا يصلح أن نسوس الناس أنا وأنت سياسة واحدةً , فإنا إن نشتدَّ نُهلك الناس جميعا، ونخرجهم إلى سوء أخلاقهم . ولكن ألين وتشتدُّ، وتلين وأشتدُّ ، فإذا خاف منهم خائف وجد باباً يدخله .
اللهم لا تسلِّط على رقابنا من لا يخافك ولا يرحمنا واختم بالصالحات أعمالنا , وأنت أرحم الراحمين ,
ومني بالغ التقدير ..