لما اسْتُخْلِفَ عمرُ بن عبد العزيز ، قَدِمَ عليه وُفُودُ أهلِ كلِّ بلد ؛
فتقدَّم إليه وَفْدُ أهلِ الحجاز ، فأشْرَأب منهم غلامٌ للكلام ، فقال عمر :
يا غلام ، ليتكلمْ مَنْ هو أَسَن منك !.
فقال الغلام : يا أمير المؤمنين ، إنَّما المرءُ بأَصغريه : قلبهِ ولسانِهِ ،
فإذا مَنَح اللَّهُ العبدَ لسانًا لافظًا ، وقلبًا حافظًا ، فقد استجاد له الحلية ،
ولو كان التقدم بالسن له الفضل لكان في هذه الأمة من هو أحق بمجلسك منك ؛
فقال عمر : صدقت ، تكلّم ؛ فهذا السحْرُ الحلال !.
فقال : يا أمير المؤمنين ، نحن وفد التهنئة ، لا وَفْد الْمَرْزِئة ؛ قدمنا إليك من بلدنا ، نحمد الله الذي منَّ بك علينا ،
لم يخرجنا إليك رغبة ولا رهبة ، لأنا قد أمنَّا في أيامك ما خِفنا ، وأدركنا ما طلبنا ؛
فقال عمر : عظنا يا غلام ، وأوجز ؛
قال : نعم يا أمير المؤمنين ، إن أناسًا غرهم حلم الله عنهم ، وطول أملهم ، وحسن ثناء الناس عليهم ؛
فلا يغرنك حلم الله عنك ، وطول أملك ، وحسن ثناء الناس عليك ، فتزل قدمك ؛
فنظر عمر في سن الغلام ، فإذا هو قد أتت عليه بضع عشرة سنة ، فأنشأ عمر يقول :
فتقدَّم إليه وَفْدُ أهلِ الحجاز ، فأشْرَأب منهم غلامٌ للكلام ، فقال عمر :
يا غلام ، ليتكلمْ مَنْ هو أَسَن منك !.
فقال الغلام : يا أمير المؤمنين ، إنَّما المرءُ بأَصغريه : قلبهِ ولسانِهِ ،
فإذا مَنَح اللَّهُ العبدَ لسانًا لافظًا ، وقلبًا حافظًا ، فقد استجاد له الحلية ،
ولو كان التقدم بالسن له الفضل لكان في هذه الأمة من هو أحق بمجلسك منك ؛
فقال عمر : صدقت ، تكلّم ؛ فهذا السحْرُ الحلال !.
فقال : يا أمير المؤمنين ، نحن وفد التهنئة ، لا وَفْد الْمَرْزِئة ؛ قدمنا إليك من بلدنا ، نحمد الله الذي منَّ بك علينا ،
لم يخرجنا إليك رغبة ولا رهبة ، لأنا قد أمنَّا في أيامك ما خِفنا ، وأدركنا ما طلبنا ؛
فقال عمر : عظنا يا غلام ، وأوجز ؛
قال : نعم يا أمير المؤمنين ، إن أناسًا غرهم حلم الله عنهم ، وطول أملهم ، وحسن ثناء الناس عليهم ؛
فلا يغرنك حلم الله عنك ، وطول أملك ، وحسن ثناء الناس عليك ، فتزل قدمك ؛
فنظر عمر في سن الغلام ، فإذا هو قد أتت عليه بضع عشرة سنة ، فأنشأ عمر يقول :
تعلمْ فليس المرءُ يُخلقُ عالِمًا ... وليس أخو علمٍ كمن هو جاهلُ
وإنَّ كبير القوم لا علمَ عنده ... صغيرٌ إذا ألتفَّتْ عليه المحافلُ .
جمهرة خطباء العرب : بالتصرف
وإنَّ كبير القوم لا علمَ عنده ... صغيرٌ إذا ألتفَّتْ عليه المحافلُ .
جمهرة خطباء العرب : بالتصرف