X

رسائل الإيمان ,, إقرأ واستمع -5

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • أنيس
    Thread Author
    VIP
    • Sep 2018 
    • 1283 
    • 585 
    • 1,001 

    المخاطبة (5)



    عزيزى مولانا المودودى



    استلمت خطابك المؤرخ 25 فبراير وقد سعدت بقراءة أجاباتك المفصلة والمدروسة لكل الأشياء التى كانت تدور بخلدى منذ فترة طويلة.

    وأرفق مع هذا الخطاب مقالة مصورة من "مجلة الموضة Look Magazine" عن آخر الموضة لملابس المرأة، والتى بالنسبة لى فهى بغيضة جدا ولا أستسيغ لبسها وأتمنى الموت من أن أ ُرى مرتديتها.

    يبدو أن مصمموا الأزياء الأوروبيين والأمريكان يعملون جهدهم لتكون المرأة الغربية مبتذلة فى الشارع. المومسات المحترفات لا يمكن أن يذهبن إلى هذه الحدود التى يقال إنها للمرأة المحترمة.

    يقول "أوسكار وايلد" الحقيقة حينما قرر مرة بأن الموضة هى شئ قبيح، ويجب تغييرها كل ستة شهور.

    أحد وظائف الملابس بالطبع هى التواضع، وكما ترى من الصورة التى فى المقال ، أن الموضة بالنسبة للمرأة الغربية الحديثة هى مصممة خصيصا لتجارة الجنس. وأول شئ فعلته بعد اقتناعى للإسلام، وأداء صلواتى، هو أن أطلت من تنوراتى. وقد اندهش أقاربى كثيرا من أن ألبس هذا الزى فى حين أن المرأة الأمريكية تنورتها فوق الركبة.

    هناك دعاية متزايدة فى الصحف والمجلات الأمريكية بأن المرأة فى الأراضى الإسلامية "تتحرر" بتأثير الثقافة الغربية عليها وتقليدها لها. وبالرغم من أنى أعتقد أنه يجب على المرأة أن تتعلم إلى أقصى طاقاتها الذهنية، ولكنى أثير سؤالا عن مدى الفائدة من تركها البيت "خصوصا الأم التى لها أولاد صغار" لتتنافس فى مكاتب العمل والمصانع مع الرجال، والإستعاضة بالممرضات وجليسات الأطفال لشئون المنزل وتربية الأطفال. هذا بالضبط ما حدث بروسيا الشيوعية والصين، لنشر ما يقال أنه "تحرير المرأة" وذلك لتحطيم الأسرة بتعمد فى المجتمع. وهذا يحدث بدرجة أقل فى المجتمع الأمريكى. وبدرجة أقل تتحطم الأسرة فى مجتمعى.

    لقد فاجئنى وأثارنى وأحزننى بعمق ما ذكرته عن "محمد أسد". لم أشك قط فى أنه لم يكن ملتزما بالإسلام، وذلك من كتاباته الحديثة والخطابات المتبادلة معه. لا أنسى مطلقا هذا الفصل الرائع فى كتابه "الإسلام على مفترق الطرق" على أن يتمسك المسلم بقوة بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن يتبع القرآن الكريم، وذلك إذا أراد رفعة للإسلام. لقد كانت حججه عن صحة الأحاديث واضحة جدا ومقنعة، وشعوره بالإسلام كان واضحا، وفيما عدا أحواله المالية التى ذكرتها لى، فأنى لا أملك إلا أن أتصور أن هذا السبب هو الذى غيره. أدعو الله سبحانه وتعالى ألا يحدث ذلك لى.

    هل من فضلك، يمكنك أن ترسل لى الخطوط العريضة للجامعة الإسلامية الجديدة "جامعة الملك ابن سعود"؟؟؟ لقد اعتقدت بداية أنها ستكون على غرار الأزهر الشريف. ولكنى منذ أيام قرأت مقالة بأن الجامعة المقترحة ستكون جامعة علمانية موشاة ببعض الدراسات الإسلامية. وفى نفس المقالة، ذكر أن الملك سعود سيعيد بناء مكة والمدينة المنورة. وبالرغم من أنى أعرف أن هناك فى المدن المقدسة، مبانى كثيرة قديمة ومتهالكة ذات طابع عتيق، تحتاج إلى ترميم، غير أنى أتمنى ألا تبنى مبانى حديثة بعيدة عن النمط الإسلامى حتى لا يتغير المناخ الإسلامى ليواكب الحداثة المفرطة. أنا أمقت شخصيا المعمار الحديث، الذى يتناقض مع معايير الجمال والتناسق والسحر والهدوء. فى كل مرة أزور فيها مبنى رئاسة الأمم المتحدة (التى تعتبر مثال بارز للمعمار الحديث) أجدنى ممتلئة بالكآبة لجدب وبرودة المبانى العالية، والتى لا تشبه إلا صناديق مرتفعة بها نوافذ زجاجية. أعتقد أن هذا المعمار الحديث والذى أفقد مدننا جمالها، هو إنعكاس لرفض كل القيم الروحية لمصممى هذه المبانى. أفضل لمكة والمدينة أن تبقيا على الروح القديمة من أن تتحول لهذا المفهوم الحديث المدمر.

    وبالرغم من أنى لم أكن أعلم شيئا عن المركز الإسلامى بمونتريال منذ إستكماله، إلى أن ذكرته لى فى خطابك السابق، إلا أنى كنت فى اتصال دائم مع مسجد واشنجتون، وقد أجريت له زيارة خاصة وتحدثت مع مديره "محمود حب الله"، وهو مثل "د. شريبة" متخرج من الأزهر. لقد بنى مسجد واشنجتون حسب العمارة الإسلامية وهو فى جمال المبانى الأخرى فى العالم. وما آلمنى هو أن السلطات الأمريكية تمنع رفع الأذان من مئذنته حتى لا يزعج اجتماعيا سكان المنطقة. والمسجد فقط لأداء صلاة الجمعة، فالإقبال على بقية الصلوات الخمس كما لاحظت يكاد يكون شبه معدوم.

    هل تعرف شيئا عن الحملة التى يشنها "الحبيب بورقيبة" فى تونس ضد صيام شهر رمضان؟؟؟ وبأنه السبب فى التأثير على الصحة وتراجع الإقتصاد فى هذا الشهر لبطء الأداء فيه، وأن هؤلاء الذين يصرون على الصيام فيه رجعيون. وأحد أهداف بورقيبة الخبيث هو القضاء على جامعة الزيتونة التى أسست منذ قرون فى شمال إفريقيا. وقد قرأت فى الصحف أنه فى روسيا الشيوعية، فإنهم كلما اقترب شهر رمضان يعملون على زيادة الهجوم على الإسلام. الدعاية الشيوعية لا تتوقف أبدا عن وصم شهر رمضان بأنه السبب فى تحطيم الإقتصاد فى هذا الشهر، وأن العمال فى المصانع يتباطؤون فى العمل ويضيعون الوقت فى الصلاة مما يخرب معدل الإنتاج. والمفروض فى الحبيب بورقيبة أن يكون موال للغرب ولكنه يفعل ما يفعله الشيوعيون.

    لعلك سمعت عن المستشرق، "د. ولفرد كانتويل سميث D. Willfred Cantwell Smith"، الذى يعمل مديرا للدراسات الإسلامية فى جامعة ماكجيل بمونتريال؟؟؟ ، فى حالة معرفتك به، هل قرأت كتابه "الإسلام فى التاريخ الحديث"، والذى يذكر فيه بأن الإسلام كما شرحه وبشر به النبى عليه الصلاة والسلام لا يصلح وأنه "منتهى الصلاحية" ولابد أن يأخذ الآن بالعلمانية لكى يعيش فى المستقبل؟؟؟ وفى الفصل عن باكستان، تطرق فيه عنك قائلا:

    (.... يقدم المودودى الإسلام كنظام، زود البشرية من قديم بالإجابة على كل مشاكلها، فضلا عن أنه أمدها بالإيمان بالله الذى يتجدد كل صباح وأن الله يريهم أياته التى تتكلم عن نفسها..... الإتجاهات الحديثة تظهر نظام المودودى كما أرخ، غير كاف فى هذا المجال، كما أنه يعتبر متشددا جدا فى الشكل ليحقق بإخلاص حقيقة الإسلام وأولويات اليوم فى عالم القيم وديناميكية الروح... وعلاوة على ذلك، لنحكم على أطروحاته، فإنه يتبين منها أنه يريد فرض نظامه على باكستان، إذا أتيحت له فرصة أن يكون هو وأتباعه فى مرقع القوة، حركة المودودى هى خليط وتكييف بين التاريخ الإسلامى القديم ومتطلبات الحداثة فى حياتنا الآن، والتى أخرج منها نموذجه الثابت، ولا يعتبر ذلك رؤية خلاقة..."

    وحيث أتوقع بأن يصلك خطابى هذا وأنت مشغول فى الإعداد لرحلة أفريقيا، فلن تتمكن من الإجابة عليه إلا بعد عودتك للاهور فى نهاية شهر مايو.



    المتقدمة لك بوافر الإحترام

    مارجريت مارقس

    نيويورك فى 8 مارس 1961




  • ميدو حسن
    Free Membership
    • Sep 2018 
    • 354 
    • 32 
    • 20 

    #2
    خالص الشكر والتقدير
    Comment
    Working...
    X