المنتدى العام بعيدا عن المواضيع السياسية بالكامل اكتب بأسلوبك وعزز مقولاتك بالمصادر خصوصا إذا كانت معلومات أو تحليلات جديدة. يمنع التحريض على العنف والكراهية أو الارهاب.
الذهاب إلى الصفحة...
كمال بدر
الوسـام الماسـي
تاريخ التسجيل : Nov 2013
رقم العضوية : 435810
الإقامة : جمهورية مصـر العربية
المشاركات : 26,577
31-07-2018
, 05:59 PM
المشاركة
1
النقاط : 0
الصداقة وحب الذات.
الصداقة وحب الذات
د. آيات يوسف صالح
كوَّنْتُ فكرة جميلة عن الصداقة - ومنذ صغري - أنَّ الصديق يجبُ أن يكون عونًا لأخيه، ويكونا كالجسد الواحد في رُوح واحدة، وتكون علاقتهما مبنيَّة على الشفافية، والصِّدق فيما بينهم، حتى لو تَخلَّلتْها بعضُ الصعاب، فالإنسان هو عبارة عن أخطاء متراكمة، وكلٌّ له عيوبه، فيجب على الصديق المخلص أن يتحمَّل صديقه في كل الأوقات والأزمات؛ لكي يَخرجا بنتيجة واحدة، ألا وهي المحبَّة الحقيقية، والتي تسمَّى "حبًّا في الله"، وهذه الصداقة أصبحتْ نادرة الآن في زمن قلَّ فيه الحبُّ الأخلاقي، هذا الحب الذي لا يرجو مصلحةً ما، ولا غاية من أحدٍ ما، مَهْمَا بلغتْ أهميَّة ذلك الشخص، فالصداقة الحقيقية هي التي تَبتعد عن حبِّ الذات والنوازع البشرية السيئة، وهناك قول للإمام الشافعي يقول فيه :
سوف نغدو بأنفسنا إلى الرُّقي، لو الْتَمَسْنا للآخرين الأعذار، وتسامَحْنَا فيما بيننا، فالصديق الذي لا يحبُّ لأخيه الخيرَ، لا يُعَدُّ صديقًا حقيقيًّا، فنُكران الذات بين الأصدقاء شيءٌ سامٍ، يعلو فوق كلِّ شائبة، وماذا لو شبَّهْنا الصداقة بالورود اليانعة، التي تتفتَّح كلَّ صباح، وتنزل عليها قطرات الندى، وقد يكون هذا المنظر في غاية الروعة، وبالتأكيد هذا التعبير ليس مجازيًّا، ولكن هذه هي الصداقة!