أين قلبُكَ من ربِّك ؟ |
عضو فعال
![]() |
|
أين قلبُكَ من ربِّك ؟
إن في جسد كل واحد منا عضوًا فعالاً يتحكَّم في حياته بأكملها، وله من الأهمية والخطورة ما ليس لغيره .. ذلك العضو الصغير الذي بتوقفه تتوقف حياتنا وبتقلَّبه يتقلَّب حالنا .. ألا وهو القلب .. قد يتهيأ للقاريء أننا بصدد الحديث عن موضوع طبي يشرح أهمية دور القلب في الجسد، لكن موضوعنا يصب في طب النفوس ودواء الأرواح ويشخِّص حال الإنسان مع ربه من حال قلبه وطبيعته .. يقول النبي ![]() فالعبرة بالقلب، لإنه محل نظر الرحمن ومستودع الإيمان .. قال رسول الله ![]() فكيف حــــال قلوبنــــا مع الله؟ وأين قلوبنــــا من ربِّنا؟ إن القلب بطبيعته لا يثبت على حال .. وإنما سمي كذلك لشدة تقلبه، قال رسول الله ![]() لذلك فإن الواحد منا يحتاج أن يتحسس قلبه ويتفقده في كل وقتٍ وحين .. لأن الذنوب تجعل القلب يتقلَّب في الظلام فيقسو، كما قال رسول الله ![]() واعلم إنك لن تذوق طعم الإيمان ولن تتمكن من السير في الطريق إلى الرحمن، إلا إذا استقـــام قلبك .. قال رسول الله ![]() ![]() إذًا كيـــف تعرف حــــال قلبـــــك؟ السؤال الأول: هل قلبك زائغ؟ .. فالقلب يزيغ عندما يتبع هوى النفس ويُفتن بالدنيـــا وملذاتها الفانية من أموال وشهوات .. فهل أنت ممن فتنتهم الدنيا بأضوائها وأهوائها؟ هل أنت ممن يجري خلف ملذات الحياة وإغراءاتها؟ فالعاقل من تيَّقن أن الدنيا والآخرة لا يجتمعان أبدًا .. قال رسول الله ![]() ![]() فاحذر أن يزيغ قلبك بالدنيــا ويتبع الهوى !! ![]() فعندما تغلِّب المرء شهوته ويُصِّر على الذنب، دون أن يلتفت إلى النُذر والآيات التي يُرسلها الله تعالى لكي يُحذره من الوقوع في هذا الذنب .. تتراكم الذنوب على قلبه وتطبَّع عليه، مما يجعله لا يتأثر بذكر الله أو المواعظ بعد ذلك .. فاحذر أن تكون ممن لا يرق قلبه لسماع المواعظ ونداء الخالق، لأن هؤلاء تديُنهم مجرد مظاهر .. وقد توَّعدهم الرسول الله ![]() ![]() السؤال الثالث: هل قلبك محجوب عن الله تعالى؟ .. إن للقلب أغطية تحجبه عن خالقه، كما قال ابراهيم بن أدهم "على القلب ثلاثة أغطية: الفرح والحزن والسرور .. فإذا فرحت بالموجود فأنت حريص، والحريص محروم .. وإذا حزنت على المفقود فأنت ساخط، والساخط معذب .. وإذا سررت بالمدح فأنت معجب، والعجب يحبط العمل. ودليل ذلك كله قوله تعالى {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}[الحديد: 23]" الحجاب الأول: الفرح بالنعمة ونسيـــان المُنعِّم .. فعندما يُنعِّم الله عز وجلَّ عليك بنعمة، تفرح بها وتنشغِّل بها عن شكره .. فتُحرَّم منها. الحجـــاب الثاني: الحزن على المفقود .. فيتسخَّط على قدر الله تبارك وتعالى لإنه لم يحصل على ما يريد، وهذا مُعذَّب في الدنيــا والآخرة. الحجــاب الثــالث: السرور بمدح الناس وثنائهم .. وهذا هو العُجب الذي يُحبط العمل. وقف رجل على إبراهيم بن أدهم، فقال: يا أبا إسحاق لم حجبت القلوب عن الله؟ قال: لأنها أحبت ما أبغض الله، أحبت الدنيا ومالت إلى دار الغرور واللهو واللعب، وتركت العمل لدار فيها حياة الأبد. ![]() السؤال الرابع: هل تشعر بالذنب؟ .. فلو كان في القلب حياة، سيظل يتسائل ويتردد قبل الإقدام على أي عمل به شُبهة ... فقد قال رسول الله ![]() ولكنك تقتل واعظ الله في قلبك .. عندما لا تستمع لتأنيب الضمير وتظل تبحث عن الأعذار لذنبك وتتلهى بأي شيء عن إثمك. ![]() السؤال الخامس: هل تعرف المعروف من المنكر؟ .. فقد وصف الرسول الله ![]()
|